عبدالقوي محب الدين
سَطَعْتَ، وكُــلُّ مَنْ رفضوك ذابوا
وشاءُوا أن تغيبَ هنا.. فغابوا
صَرَخْتَ، فصارَ “جرفُ الله” كَـوْناً
مِن الأنوارِ يوقدُ مَن أجابوا
شربتَ خُلاصةَ القرءَان حتَّى
تدلَّى الهدي، وانكشفَ الحِجابُ
وصرتَ تُدَوِّنُ الآتي يقيناً
وما لمعاصِـرٍ فيه ارتيابُ
صرختَ، وكُلُّ مفردةٍ مرايا
صداها للأُلى استمعوا كِتابُ
“مَرايا الله”.. حين بدت أعادتْ
لنا الأرواح، يشعلُها الإيابُ
هنا.. يا سيدي عذراً.. فدعني
أنوح، لكي يغسلَني العِتابُ
على كُلِّ المآوي حين غابتْ
وآوتكَ المغارةُ والترابُ
عليكَ.. وأنتَ صبحُ الله.. غِبنا
وحاول أن يغطيَك السحابُ
ونورُك في غِيابةِ كُلِّ “جرفٍ”
يشعُّ هُدَىً، فتغتاظ الذئابُ
وأنيابُ الليالي السودِ تخفي
بشاعتَها، فيفضحُها اللُّعابُ
يعاتبُنا الدمُ المغدورُ.. حتى
نُرَجِّيَ أن يطـــــولَ بنا العذابُ
إلى أن نلتقيَك.. تظلُّ فينا
دُرُوباً لا تثبِّطُها الصِّعابُ
على أرواحنا الأشواقُ تهمي
كما تهمي على القلبِ الحِرابُ
إلى اللهِ الذي ناديتَ، نسعى
وسِرُّ العارفين لنا رِكابُ
وإنْ تاهتْ دروبُ الوصلِ، حتماً
رُؤاكَ طرائقٌ تهدي، وبــابُ