مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من الدروس المهمة جدًّا على مدى هذه المرحلة بكلها، في هذه النكبة التي استمرت إلى الآن: درس مهم جدًّا يتعلَّق بالصمود الفلسطيني:

الصمود الفلسطيني تعاظم، بالرغم من كل المؤامرات التي استهدفت الشعب الفلسطيني، العدو الإسرائيلي عمل على كثيرٍ من المؤامرات، والخطط التي حاول أن يستهدف الشعب الفلسطيني بها حتى في إرادة الجهاد والمقاومة، حاول أن يستهدف بالحرب الصلبة، وبالحرب الناعمة المُضِلَّة، المفسدة، حاول أن يعمل بكل الوسائل، في أن يزرع اليأس في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، والهزيمة النفسية، وأن يصل بهم إلى التَّقَبُّل بالسيطرة الإسرائيلية، كواقعٍ لا يمكن الخلاص منه، ويحاول أن يزرع في نفوسهم اليأس من أي خلاصٍ ممكن، ولكنه فشل في ذلك، مع أن الجهد كبير، والمؤامرات كبيرة، وخطيرة، ومتنوعة، بكل الوسائل عمل العدو الإسرائيلي لتحقيق هذا الهدف، ولكنه فشل؛ فبدلاً من أن ينجح في أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى اليأس والاستسلام، وإلى فقدان الأمل، وفقدان الثقة بوعد الله الحق؛ كان هناك تعاظم، وتنامٍ للصمود الفلسطيني، وتنامٍ على مستوى الوعي والبصيرة، وعلى مستوى الإرادة، والثبات، والصمود، وقوة التَّمسُّك بالحق، هذا الحق الواضح الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني، وهذه مسألة مهمة جدًّا، وهي مقلقة للعدو الإسرائيلي، وأيضاً بات لها الآن تأثيرها الكبير حتى على مستوى المجتمعات الغربية، فالشعب الفلسطيني تعاظم صموده، ونما وعيه، وثبات مجاهديه هو يقدِّم نموذجاً ملهماً وناجحاً، أثبت فاعليته، وأثبت نجاحه.

الشعب الفلسطيني ومجاهدوه الأَعِزَّاء خاضوا جولات في قطاع غزَّة، من المواجهة الساخنة الشاملة مع العدو الإسرائيلي، جولات متعدِّدة، وفشل العدو الإسرائيلي في مقابل خمس جولات في قطاع غزَّة، خمس جولات أو أكثر، ليس هذا على سبيل الحصر المؤكَّد، فالفشل الإسرائيلي في تلك الجولات- في 2008، وفيما بعدها أيضاً، في جولات متعددة- شاهدٌ على فاعلية هذا الدور الذي يؤديه الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة، فاعلية عالية، ثبات عظيم، وهذا النموذج مهمٌ جدًّا جدًّا جدًّا كدرسٍ لكل هذه الأُمَّة، وهو في واقع الحال أهمّ عامل لفشل العدو الإسرائيلي، في أنَّه لم ينجح في إنجاز مخططه الصهيوني على نحوٍ متكامل، بحجمه الواسع، في إطار ما يعبِّرون عنه بـ [إسرائيل الكبرى].

يعني: ما الذي أعاق العدو الإسرائيلي من أن يكون قد ألحق نكبات بمثل تلك النكبة، بمثل (نكبة 48)، بالشعوب والبلدان الأخرى المجاورة لفلسطين؟

  • في لبنان: المقاومة والمجاهدون، مجاهدو حزب الله والمقاومة اللبنانية، بجهادهم، بصبرهم، بتضحياتهم، هم الذين طردوا العدو الإسرائيلي من لبنان، وألحقوا به الهزائم الكبرى.
  • في بقية البلدان: الدور الأهم، الدور الأساس، هو لمجاهدي فلسطين، الذين يواجهون العدو الإسرائيلي بكل بسالةٍ وثبات في قطاع غزَّة، وأيضاً ما ينفِّذونه من عمليات في الضِّفَّة الغربية، في صمودهم العظيم في مخيم جنين وغيره، الإخوة المجاهدون في فلسطين، والحاضنة الشعبية التي لها نفس هذا التَّوجُّه: في الجهاد في سبيل الله، والثبات، والتَّمسُّك بالحق، والتَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي، والتي لم يكسرها العدو الإسرائيلي في إرادتها، ولم يصبها الوهن، والضعف، والاستكانة، بالرغم من حجم التضحيات، لكنها تضحيات لها أهمية، لها نتيجة، لها ثمرة مهمة جدًّا في وعد الله الحق، الذي لا يتخلف ولا يتغير.

الدرس الكبير لهذا الصمود الفلسطيني: أنَّه نموذجٌ ناجح، أثبت نجاحه، أثبت فاعليته، وليس هناك أي عذر على الإطلاق، على الإطلاق لكل الأنظمة، ولكل الشعوب التي تخذل هذا النموذج، ولا تناصره، ولا تقدِّم له الدعم بأي شكلٍ من الأشكال الممكنة، الخذلان والتَّفرُّج، بل والاتِّجاه السلبي لبعض الأنظمة ضد إخوتنا المجاهدين في فلسطين، جريمة بكل ما تعنيه الكلمة، وليس له أي مبرر.

  • من الدروس المهمة للنكبة، من بدايتها وإلى اليوم، ولاسيَّما أيضاً في بدايتها:

أنَّ التَّذَكُّر لها، بتفاصيلها، ومجرياتها- سواءً ما جرى في 48 وما قبلها- يُذكِّر بحقائق كبرى دامغة لكل الزيف، الذي يهدف إلى تشويه القضية الفلسطينية، ومجاهدي فلسطين، وأحرار الأُمَّة، ويحاول أن يقدِّم توصيفات مختلفة للقضية الفلسطينية، ويقدِّم الموقف ضد العدو الإسرائيلي وكأنه مجرد قضية إيرانية خاصة، لا تعني الشعب الفلسطيني بشيء، ولا تعني بقية العرب بشيء، ولا تعني بقية المسلمين بشيء، وأن من يقف موقفاً ضد العدو الإسرائيلي، من كل العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها؛ إنما يقدِّم خدمة مجانية لإيران في قضية لا تعنيه، ولا تعني الآخرين!

هذا هو التوصيف الإسرائيلي الأمريكي، المخادع للعرب، والمستغبي لهم، كما قلنا عِدَّة مَرَّات: أنَّ هذا من أفظع وأسوأ وأقبح حالات الاستغباء للعرب قبل غيرهم، أن يقال للعرب، وأن يقال للشعب الفلسطيني، وأن يقال عن مجاهديه: [أنتم ليس لكم قضية، لماذا تعادون العدو الإسرائيلي؟ أنتم إذاً عملاء لإيران، القضية صراع إيراني إسرائيلي، لا تتدخلوا، ماذا يعنيكم؟ ماذا يهمكم؟ لماذا تقومون من أجل إيران ضد الإسرائيلي، إسرائيل يمكن أن تكون صديقةً لكم، ليس لكم معها مشكلة]! هذا المنطق من بدايته كان منطقاً إسرائيلياً، يردده الإسرائيليون، قادة العدو الإسرائيلي، وسائل إعلامه، وردده الأمريكيون أيضاً كثيراً، ويستمرون في ترديده، لكن الأبواق والصدى لهم في العالم العربي والإسلامي يكرِّر نفس هذا الطرح؛ البعض لتبرير عمالتهم، والبعض لتبرير خذلانهم.

القضية واضحة، هذه النكبة في العام 48 وما قبلها، يعني: قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران بزمن، بزمنٍ طويل، ماذا يعني ذلك؟ يعني: أنَّ العصابات اليهودية الصهيونية قَدِمت بحمايةٍ بريطانية غربية، ودعمٍ أمريكيٍ مبكر منذ تلك المرحلة، إلى فلسطين العربية الإسلامية؛ لقتل شعب فلسطين، واحتلال أرض فلسطين، وبهدف أيضاً السيطرة على المقدَّسات الإسلامية في فلسطين، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف، وبدأت ذلك، وصلوا إلى فلسطين، بدأوا منذ اللحظة الأولى بتشكيل عصابات، تمارس جرائم القتل والإبادة للشعب الفلسطيني، قبل أن يكون هناك ثورة إسلامية في إيران، وقبل انتصارها- كما قلنا- بزمنٍ طويل، قتلوا الشعب الفلسطيني، احتلوا الأرض الفلسطينية، امتد إجرامهم ضد الشعب اللبناني، ضد البلدان العربية الأخرى، وظهروا معادين للمسلمين بشكلٍ عام، وفي المقدِّمة: العرب، وهتفوه منذ يومهم الأول في احتلالهم لفلسطين، ولا يزالون يهتفون بـ [الموت للعرب]، بـ [الموت للعرب]، احتلوا الأرض، قتلوا الناس، مارسوا الإبادة الجماعية، واستمروا في ذلك، ويستمرون إلى اليوم، فالقضية لها هذه الحقائق، التي تكشف زيف كل الذين يحاولون أن يقدِّموا لها توصيفات أخرى.

الجمهورية الإسلامية، بدءاً بالثورة الإسلامية ما قبل الانتصار، وما بعد الانتصار، اتَّجهت الاتِّجاه الإسلامي المشرِّف، في تبني القضية الفلسطينية، في نصرة الشعب الفلسطيني، في تقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين، وهذا ما يجب أن يفعله كل نظامٍ في العالم الإسلامي، في البلاد العربية، وفي غير البلاد العربية؛ لأن القضية الفلسطينية هي قضية إسلامية، وهي قضية إنسانية، ويجب أن يلتف حولها المجتمع البشري كمظلومية إنسانية لدعمها بكل أشكال الدعم، ويجب أن يلتف حولها كل المسلمين، كقضية تعنيهم بحكم المسؤولية الإسلامية والدينية، تجاه شعبٍ منهم، جزء منهم، أرض من بلادهم، مقدَّسات عظيمة من أهم وعلى رأس قائمة المقدَّسات الإسلامية، فهذه قضية واضحة؛ لأن الأبواق الصهيونية تكرر كثيراً- كما قلنا: البعض لتبرير عمالتهم، والبعض لتبرير خذلانهم- التوصيفات الإسرائيلية للقضية، وللموقف ضد العدو الإسرائيلي، حتى تجاه الإسناد اليمني، أبواق الصهيونية من العملاء لليهود في اليمن، ماذا يقولون في بياناتهم عن الإسناد اليمني؟ [مشكلة بين إيران ويتدخل فيها الحوثيون]، يعني: هم يكررون المنطق الإسرائيلي، بأن احتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين، وقتله لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين هم عرب مسلمون، أنَّه قضية لا تعني أحداً، وأنَّه يباح للعدو الإسرائيلي أن يفعل كل شيء في منطقتنا، ولا يردُّ عليه أحد، ولا يتصدى له أحد، ولا يقف بوجهه أحد؛ وإلَّا اتُّهِم أنه يفعل فعلاً إيرانياً، خدمةً لإيران! الجمهورية الإسلامية ثبتت في أداء واجبها الإسلامي المشرِّف، لنصرة الشعب الفلسطيني، وتبني القضية الفلسطينية، وهذا واجبٌ إسلاميٌ إنسانيٌ على كل المسلمين جميعاً.

فالآن حتى في الموقف الفلسطيني، البعض- للأسف الشديد- حتى من الداخل الفلسطيني، يسيئون إلى إخوتنا المجاهدين في كتائب القسَّام وسرايا القدس، ويوصِّفون ما يقومون به من جهادٍ في سبيل الله تعالى، وهم أصحاب القضية الواضحة، العادلة، والمظلومية الواضحة، بأنه: [من أجل إيران، وعملاء لإيران، وقضية لإيران]! وكأنه ليس لهذه الأُمَّة، ولهذه الشعوب، وللشعب الفلسطيني بنفسه، لا مظلومية ولا قضية.

إنَّ من يرددون المنطق الإسرائيلي الأمريكي، في التوصيف للقضية الفلسطينية، والموقف ضد العدو الإسرائيلي، وكأنه شأنٌ لا علاقة للفلسطينيين به، ولا للعرب به، ولا للمسلمين به، وأنه مجرَّد إشكالية خاصة بين إيران والعدو الإسرائيلي، ولا تعني الأُمَّة بشيء، هم خونة، هم يسيئون إلى القضية الفلسطينية، هم يعملون ذلك لترديد نفس المنطق الذي منشؤه من العدو الإسرائيلي، ببغاوات، ينطقون بالمنطق الإسرائيلي، وهم أبواق للصهيونية.

الشعــب الفلسطينـي في ثباتـه العظيـم في قطــاع غــزَّة يواصــل عملياتــه الجهاديــة البطوليــة:

  • نفَّذت كتائب القسام مجموعةً من كمائن الموت المركبة، والقاتلة، والمنكِّلة بالعدو الإسرائيلي، شرق مدينة رفح، وكذلك عمليات في أماكن أخرى من قطاع غزَّة.
  • كذلك سرايا القدس نفَّذت عمليات مهمة، برشاقات صاروخية، إلى المغتصبات التي تسمى بـ [غلاف غزَّة]، وهذا عملٌ عظيمٌ ومهم، ويقدِّم رسالة كبيرة للعدو الإسرائيلي، في فشله الواضح منذ استئنافه للعدوان على قطاع غزَّة، هو في فشلٍ واضحٍ ومكشوف.

إخوتنا المجاهدون الأَعِزَّاء في سرايا القدس، قاموا بالإعلان عن إهداء هذه العملية المباركة للشعب اليمني، وأبلغونا سلامهم في بياناتهم، ونحن نبلِّغهم كذلك عن أنفسنا، وعن شعبنا، وعن رفاق دربهم المجاهدين في القوات المسلَّحة بكثير السلام، ونسأل الله لهم ولكل الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة أن يُمِدَّهُم بالعون، والنصر، والتأييد.

العــدو الإسرائيـلي مستمـرٌ باعتداءاتـه على لبنـان بكـل أشكـال الاعتـداءات:

  • غارات جوية.
  • قصف مدفعي.

استهداف بكل أشكال الاستهداف.

في هذا الأسبوع، كان هناك كلمة مهمة ومفيدة للأمين العام لحزب الله الشيخ/ نعيم قاسم "حَفِظَهُ اللَّه"، وفيها ما يكفي ويفي فيما يتعلَّق بالشأن اللبناني.

العــدو الإسـرائيـلي مستمـرٌ في اعتـداءاتـه على سـوريـا، بالتوغلات في الأراضي، كما في القنيطرة، بالاعتقالات والتفتيش للمنازل، بالاستباحة التَّامَّة للأجواء، حتى أجواء دمشق، ومن الخطأ الفادح استخدام البعض في سوريا لعبارة: [التدخُّلات الإسرائيلية]، ما يفعله العدو الإسرائيلي ليس مجرَّد تدخُّلات؛ اعتداءات، وجرائم، عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، التلطيف للعبارات لن ينفع شيئاً في مقابل العدو الإسرائيلي.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 17 ذو القعدة 1446هـ 15مايو 2025م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر