عندما يفقد الناس الهوية فعلاً وتصبح وضعيتك بالشكل الذي تخدم عدوك, سيأتي عدوك ليقول: تحرك, تعلَّم, تعلَّم؛ لأنهم من وضعوا كل شيء لنا, هم من عرفوا كيف سنكون عندما نتعلم, لو أن هناك تعليم صحيح يبني فعلاً هل يمكن أن نسمع من جانبهم كلمة تعلّم؟.
لكنهم لا يعملون على أن نزرع, حتى الصندوق الاجتماعي ممكن يبني مراكز صحية, ممكن يبني مدارس, ممكن يبني حواجز مائية, لكن جانب الخدمة في الزراعة. لا, خزانات يشرب منها الناس, لكن يسقُّون منها. لا, لا يريدون أن نزرع؛ لأنهم يعرفون ماذا يعني أن نزرع, متى ما زرعنا ملكنا قوتنا, متى ملكنا قوتنا استطعنا أن نقول: لا, استطعنا أن نصرخ في وجوههم, استطعنا أن نتخذ القرار الذي يليق بنا أمامهم, فما دمنا لا نملك شيئاً لا نستطيع أن نقول شيئاً.
لهذا تجد الزراعة في اليمن مهملة, الزراعة مدمرة, وهكذا تجد في بقية الشعوب الأخرى في السودان في مصر, كل البلدان هذه. الزراعة لا يهتمون بها, هيا تعلموا لكن لا تزرعوا! لو أن التعليم صحيح بالشكل الذي يجعلنا واعين, نعرف من هم ومن نحن، وكيف يجب أن نكون؛ لما تكلموا بكلمة واحدة: تعلّموا.
القرآن الكريم يركز على هذه الأشياء كمقاييس؛ لأنه أحيانا قد يبدو عدوك وكأنه ناصح لك, كأنه ناصح لكن إذا كنت تعرف من هو ستكون يقظاً.
لاحظ ما حصل لآدم مع إبليس, ألم يبدو إبليس أمام آدم أنه ناصح؟ أنا أريد أن تأكل من هذه الشجرة, من أجل أن تصبح ملكاً, أو من أجل أن تخلد {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}(الأعراف: 21) أليس الله نبّه آدم قبل.. أن الشيطان لكما عدو مبين؟ لا تأكل من هذه الشجرة, وقال: الشيطان هو عدو انتبه للشيطان هو عدو؟ نسي آدم مسألة العداوة مثلما قال الله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً}(طه115).
عهد إليه أن هذا هو عدو, وأنك متى ما أكلت من الشجرة ستشقى, إفهم عدوك حتى وإن بدا أمامك وكأنه ناصح, بل يقسم الأيمان المغلظة أنه ناصح, ما الذي افتقد آدم؟ هو الشيء الذي نفتقده نحن أولاده, أو بعض أولاده, العرب, أو معظم المسلمين.
لم نفهم أن أولئك أعداء, عندما غابت من أذهاننا من هم، من خلال القرآن الكريم الذي سطر أن آدم قد قيل له: إن الشيطان عدو, لا تغتر به, تعامل معه كعدو, وسطر في نفس الوقت أن اليهود أعداء لنا, أن أهل الكتاب أعداء لنا, لما نسينا هذه كما نسي آدم سابقاً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة من نحن ومن هم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422ه
اليمن – صعدة