مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم نأتي إلى مسؤوليتنا كأمة مسلمة للعمل على إقامة العدل، وقد صرنا بعيدين عن إقامة العدل في واقع أنفسنا، دعك عن إقامة العدل في بقية العالم، في بقية البشرية، فساحتنا هي الساحة المليئة بالظلم والعدوان، والجرائم فيها بشكل بشع جدًّا، ويأتيك من ينتسب للإسلام يرتكب أبشع الجرائم: القتل الجماعي للأطفال والنساء، وإهلاك الحرث والنسل، وفي بلده المآذن التي يتردد فيها الأذان، ومع ذلك يفعل كل ذلك ولا يبالي بكل جرأة، خراب كبير وانحراف رهيب جدًّا.

إذا كان لدينا وعي بأن من مسؤولياتنا كمسلمين أن نعمل على إقامة العدل، هذا يحتاج إلى تحرك جاد، إلى مسؤوليات عملية، إلى وحدة كلمة، وإلى تحرك بجدية في الواقع لإقامة العدل، ولا يمكن أن نقيم العدل إلَّا وأن نحارب الظلم، هناك في الساحة فئات ظالمة، مكونات ظالمة، من داخل الأمة ومن خارج الأمة، إذا أردنا أن نقيم العدل لابدَّ أن نقف بوجه أولئك الطغاة، الظالمين، المتسلطين، المجرمين، هناك كيانات كبيرة (دول، حكومات) متسلطة، ظالمة، ولا يمكن أن ندفع ظلمها إلَّا بموقف، بتحرك، بتحمل مسؤولية، بجدية.

فالإسلام دين عدل وقسط ولا يقبل أبدًا بأن يعبِّر عنه أولئك الطغاة، الظالمون، الجائرون، المفسدون، يأتيك طاغية مجرم من موقعه في السلطة، وهو يوالي أمريكا، ويتحرك في خدمة أمريكا، ويقدِّم نفسه واليًا باسم الإسلام، وحاكمًا باسم الإسلام، ويقدِّم نفسه كملك، أو أمير، أو بأي صفة من الصفات بأنه يمثِّل الإسلام، ويمثَّل الأمة الإسلامية، في الوقت الذي هو- حسب التوصيف القرآني- ظالم، وطاغية، ومجرم، ومنافق، وفاسق، وفاجر… إلى آخر التسميات القرآنية التي تنطبق عليه بما يفعل، بما يتصرف، بما هو فيه: في ولاءاته، في تبعيته لأعداء الأمة، في اتجاهاته، في سياساته، في كل ما هو عليه.

فالإسلام دين عدل، ودين قسط، والله هو القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النساء: من الآية135]، هذا أمر من الله -سبحانه وتعالى- لكل الذين يحسبون أنفسهم على هذا الإسلام أن يكونوا (قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ)، وهذا يعني مسئولية مستمرة، يعني: ليست المسألة هبَّة في وقت معين، وانتهى الموضوع، (قَوَّامِينَ) حالة أنتم مستمرون عليها، مسيرة حياة، ومنهج حياة، ومسار مستمر؛ لأنه لا يمكن إقامة القسط إلَّا بهذا، أن تكون المسألة مسألة مسيرة مستمرة، عمل مستمر، نشاط مستمر، أما أن المسألة مسألة هبَّة وانتهى الموضوع، فهذا لا يمكن، {كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ}، وفي آية أخرى: {كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} [المائدة: من الآية8]، ومؤدَّى الآيتين واحد، في النهاية هي مسؤولية نتحرك بها في واقع هذه الحياة.

فأن يتصور البعض أنَّ بالإمكان أن يكون معبِّرًا عن الإسلام في أصالته، في امتداده الصحيح، في الاقتداء برسول الله والتمسك بالقرآن، ويكون إما في صف الطغاة، الظالمين، المجرمين، الذين يميتون العدل بتبعيتهم لأعداء الأمة، ويظلمون الأمة بما هم عليه، وبما هم فيه، وما يفعلونه، وما يمارسونه، أو أن يتغاضى، وأن يصمت، وأن يجمد، وأن يترك الساحة مفتوحةً أمامهم، ولا يسعى لإقامة العدل وإماتة الظلم، ويعتبر نفسه في الموقف الصحيح، أو الاتجاه الصحيح، هو مخطئ بكل ما تعنيه الكلمة، وهو بعيد عن المسار الصحيح للإسلام في معالمه المهمة والرئيسية.

نكتفي اليوم بهذا المقدار في حديثنا…

ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

الكلمة الثانية بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 2

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر