مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً في المقاطعة، وما أدراك ما المقاطعة؟!! المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية: هذا هو من أهم الخيارات المتاحة لكل شخص، يعني: ما هناك مبرر، الكثير يريد لنفسه ألا يتحمل أي مسؤولية، وألا يتخذ أي موقف، وألا يتحرك أي تحرك، يبقى إنساناً فارغاً، ليس له أي موقف! هذا لا ينجيك أمام الله، لا ينجيك أمام الله أن تعتبر نفسك غير معني بشيء… ما شاء الله، حضرتك ماذا… كيف أعفيت نفسك من كل المسؤوليات، كيف فعلت ذلك! الله هو من يحدد مسؤولياتنا كمسلمين، وحدد لنا المسؤولية: أن نقف ضد الطاغوت، ضد الظلم، ضد المتكبرين، والمستكبرين، والظالمين… {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} [الصف الآية: 14]، هذه مسؤولية أن نتجه… كيف نكون من أنصار الله، إلا بأن نواجه قوى الطاغوت، قوى الظلم، قوى الظلام؟ ثم إعفاؤك لنفسك من المسؤولية؛ لن يعفيك من آثار ذلك ونتائجه، لذلك نتائج كبيرة وسيئة في الواقع.

 

المقاطعة مهمة جدًّا، لاحظوا يا إخوة و يا أخوات، الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في كتابه الكريم قال –جل شأنه-: {يَٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة الآية: 104] لا حظوا هذه الآية المباركة، نزلت تمنع على المسلمين استخدام مفردة، وكانت مفردةً عربية {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا}، رَاعِنَا: كانت مفردة عربية، يقول المفسرون والمؤرخون أن اليهود كانوا يستخدمون هذه المفردة، ويقصدون بها معنىً آخر فيه إساءة ضمنية للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله-؛ فكانوا يستفيدون من معنىً محتمل من هذه المفردة.

 

القرآن الكريم منع على المسلمين استخدام هذه المفردة، وأمرهم إلزاماً بمقاطعتها، لاحظوا معي، بمقاطعة مفردة (مفردة عربية) {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا}؛ لأن اليهود كانوا يستفيدون من هذه المفردة، فمنع القرآن استخدامها حتى لا يستفيد اليهود من استخدامها؛ لأنهم كانوا سيستمرون في استخدامها لو بقيت مستخدمة لدى العرب.

 

فإذاً، كان هناك مقاطعة (اسمعوني جيداً) كان هناك مقاطعة لكلمة (لمفردة عربية) يستفيد منها اليهود، أما اليوم فالبضائع الإسرائيلية والأمريكية؛ لأن أمريكا هي: أكبر داعم، وحاضن، وحامٍ لإسرائيل… البضائع الإسرائيلية والأمريكية تشكل مصدر دعم رئيسي لهما (لإسرائيل ولأمريكا)، ولا بد من المقاطعة من أبناء الأمة، اليوم عالمنا العربي هو سوق من أكبر الأسواق في العالم، سوق مستهلك؛ لأن مستوى الإنتاج عندنا في العالم العربي ضعيف، ويكاد يكون صفراً؛ فنعتمد في مشترياتنا، واستهلاكنا على المنتجات الأجنبية (نستورد)، كل شيء مستورد مستورد، لا ننتج كما ينبغي؛ وبالتالي تذهب معظم أموالنا إلى أعدائنا، وتشكل ثروة لهم، مصدر دخل كبير لهم.

 

لاحظوا، اليوم النفط العربي: من أكبر مصادر الدعم لأمريكا، وبالتالي لإسرائيل، ما استفادت منه أمريكا تستفيد منه –حتماً– إسرائيل، هذا أمر لا شك فيه، ويظهر في الخفاء أن هناكى –أيضاً– تعاون مباشر ودعم مادي مباشر لإسرائيل، ولكن على المستوى الرسمي الطامة واضحة، والكارثة كبيرة، ومعظم خيرات هذه الأمة تصب في جيوب أعدائها، ولكن حتى على مستوى واقعنا الشعبي، وعلى مستوى أن نشكل -في داخل شعوبنا- توجهاً معادياً لإسرائيل، له مواقف عملية، وله تحرك عملي، ويسعى إلى أن يتسع نطاق نشاطه في أوساط الأمة، يعني: عندما يقاطع الآلاف؛ سيكون لمقاطعتهم تأثير، عندما يقاطع مئات الآلاف؛ سيكون هذا التأثير أكثر، عندما يقاطع الملايين -من أبناء شعوبنا- البضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ سيكون لهذا تأثير أكبر.

 

طبعاً، هناك كلام جرى كثيراً حول هذا الموضوع، من شخصيات سياسية، من أكاديميين، من جهات متعددة، هناك ندوات عُقِدت بهذا الشأن، هناك دعوات رسمية في مراحل، أذكر عندنا في اليمن في مرحلة من المراحل -قبل سنوات طويلة- دعا مجلس النواب -عندنا- إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية تقريباً.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر