إذا قد صح لي فقط بأن الله يريد مني أن أتبع أهل البيت ويريد من الأمة جميعا أن تتمسك بأهل البيت؛ إذاً فلنتمسك بأهل البيت، ولو حصل التمسك بأهل البيت من أول يوم من بعدما مات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لما تفرقت الأمة أبداً، ولما اختلفت في الدين أبداً، فما نشأت هذه التساؤلات إلا من بعد، ولأنني أنا بطبيعتي وفطرتي، أي واحد منا سيعرف، هو يفرق، سأعرف بأن ذلك هو الجدير بأن أتبعه وليس ذلك الجاهل، وليس ذلك الفاسق، هل أحد منا سيتجه إلى الجاهل يتبعه؟ هو ما معه أي شيء يمكن أن أتبعه فيه.
لكن أحبه لأنه من قرابة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ذلك الفاسق من أهل البيت هل أحد منا سيفكر أن يتبعه؟ وإذا كان هناك أشخاص مثلاً فاسقين من أهل البيت ومعهم ناس يتبعوهم هل هم يتبعونهم على أساس أنهم متبعين لأهل البيت؟ إسألهم! لا.. معلوم هذا.
فالناس بطبيعتهم يفرقون، والله سبحانه وتعالى هو من سيتكفل بأن يجعل لأمته هداة من داخل أهل بيت نبيه، في كل عصر بدون تساؤلات بدون تصنيفات.
ومتى قد قال الله لك أن تحب الفاسق منهم أو تتولى الفاسق؟. هل قد قال كذا؟ حتى نقول: كيف؟ لماذا؟ ما قد قال لنا نهائياً, ما قد قال.
لكن أنت عندما تنتقد عليه أنت تنتقد على الله سبحانه وتعالى فتقول: كيف؟ وكيف؟ ولماذا؟ بعدما صحت القضية، بعدما صحت القضية التي منها: أننا نؤمن جميعاً بأن الصلاة عليهم مع الصلاة على النبي وآله هي من أذكار الصلاة التي هي خير الأعمال، أليس هذا دليل؟.
إذاًَ فالمطلوب هو الإرتباط بأهل البيت هكذا، محبة أهل البيت هكذا، وليس الرفض إلا إذا ظهر لي ذلك أنه مؤمن فأنا أحبه! فتكون قاعدتي العامة أنه لا أرتبط بهم إلا إذا رأيت واحد صالح،الصالح عندما ترى صالح يجب أن تحبه وتتولاه من أي فئة كان، يعني قضية أهل البيت ليس لكون المسألة أنهم هم وحدهم مَنْ هم مؤمنون، أو هم وحدهم الذين يجب أن تحبهم، أليست المحبة واجبة فيما بين المؤمنين؟ أليس المؤمنون يجب أن يكون بعضهم أولياء بعض؟.لكن فقط هناك تميُّز في هذه المسألة هو: أن المحبة لأهل البيت لمهمة أخرى، لغرض آخر، أن تولي أهل البيت هو من نوع آخر، كما قلنا سابقاً: هل هناك استواء لمحبتي لعلي ومحبتي لعمار؟ والتولي لعلي والتولي لعمار؟.
عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ} (المائدة:من الآية55) وهناك قال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}(التوبة:من الآية71) هل قوله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} مثل {وَلِيُّكُمُ}؟. ليست المسألة سواء، هناك فوارق. محبتي لأهل البيت هي لغاية أخرى أن أؤمر بالإرتباط بهم وبمحبتهم؛ لأن محبتي لهم هي تساعد على اتباعي لهم وتمسكي بهم، فهي تدفعني إلى طريقهم، وإلى السير على هديهم، محبتي لك أنت كمؤمن لكن لست ملزماً بأن أقتدي بك، أنا وأنت ملزمون بأن نقتدي بأهل البيت، أليس كذلك؟.
فأنا أحبك كمؤمن، وحبي لك وحبك لي هو يساعد على توحدنا ووقوفنا مع بعض، أليس للحب هنا غاية أخرى؟. تولي لك وتوليك لي هو أيضاً يساعد على أن نكون عبارة عن جسد واحد كما قال في الحديث؛ لنقوم بمهمة واحدة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِـالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(التوبة: من الآية71).
إذاً فلا تشغل نفسك وأنت مقسم لصلاتك على محمد وعلى آل محمد, رسول الله أمرني أن أصلي عليهم على هذا النحو وأنا أعلم برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لأنه يتحدث بوحي من الله، الله هو الذي أمره لا يأتي بألفاظ هكذا من عنده هو، فأصلي عليهم كما أراد أن أصلي عليهم على هذا النحو.
وأفهمُ أن المسألة هي لبيان مقام أهل البيت في الأمة، ولربط الأمة بأهل البيت، إذا أردت أن أتساءل فاذهب أتساءل على الآية القرآنية، وانظر كيف هل فيها مخرج؟ {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} أين أرفع كلمة: {الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} التي جاءت من عند الله، أو كلمة: (اللهم صل على آل محمد) التي جاءت من عندي؟. أيهما أرفع؟
ثم يقول في الأخير: (فمنهم.. ومنهم.. ومنهم..) أليس الله يعدد من داخلهم؟. لكن أنا ملزم بأن أؤمن بأن هؤلاء هم الذين اصطفى، أليس هذا الذي يجب علي؟. عندما يقول لي بأن منهم ظالم. في ميدان العمل لن أرتبط بالظالم، أليس كذلك؟ {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّـالِمِينَ}(البقرة:124) بل انطلق بعد السابقين بالخيرات في ميدان العمل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة معنى الصلاة على محمد وعلى آله
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
اليمن - صعدة