هل هذا القرآن هدي لأناس يتحركون أم يقعدون؟. هل هو هداية لأناس يتحركون وينطلقون في ميدان العمل أم لأناس يجمدون؟. الذي يقول لك: [أترك .. أترك] وفي كل فترة يقول لك: [أترك] أليس يدعوك إلى الجمود والتخلي عما هداك الله إليه، وتقعد عن العمل الذي ألزمك الله وأرشدك أن تعمله؟. أليس ممن يعمل على أن يجعل منك شخصاً يمكن أن تكفر بعد إيمانك؟. فتكون ضحية للكافرين، لأهل الكتاب، إنهم من يقدمون على الله ووجوههم ملطخة بالعار، إنهم ممن يخدم اليهود والنصارى، ويخدمون من إذا خَلَوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، إنهم يخدمون من هم حساد لنا، من هم أعداء لنا، من هم مبغضون لنا، من هم لا يودون أي خير لنا، ما أسود وجوههم!، وما أعظم ما لطخوا به وجوههم من الخزي والعار! فيقدمون على الله ووجوههم مسودة.
إن الآيات توحي بأن من يُقصرون ويفرطون قد يكونون ممن يقدمون على الله ووجوههم مسودة، فكيف إذا كان ممن يعمل ويتحرك، وتنطلق من فَمِه تلك الكلمات المثبطة للناس عن أن يسيروا على هدي الله فيحافظون على إسلامهم وينطلقون في مواجهة أعداءهم، تنطلق منهم الكلمات المرعبة المخوفة المرجفة، ويصبغون أنفسهم بصبغة الناصحين والمشفقين، أليس هؤلاء ممن يقدمون على الله ووجوههم مسودة فيقال لهم : {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }(آل عمران: من الآية106) ؟ بل كنتم ممن يهيئ الساحة لأن تكفر بعد إيمانها، ممن يساعد على أن يترسخ في الأمة ويسري في الأمة الكفر بعد الإيمان.
التثبيط هو مِعْوَل هدم خطير على الأمة ؛لهذا قال الله يهدد الذين كانوا يسلكون مثل هذا الطريق في أوساط المجتمع في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا}(الأحزاب: من الآية61) ملعونين أينما تحركوا، أينما التقيت بهم هم ملعونين، أينما التقيت بهم فاعرف أن الفارق فيما بينك وبينهم مليء بلعنة الله عليهم، لتستشعر هذا أنت أنك ستواجه ملعونين عند الله فلتكن حذراً منهم {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} (الأحزاب:61) جديرين بأن يقتلوا أينما ثقفوا؛ لأن أعمالهم خطيرة، هم جسر الباطل، هم من يُعَبِّدون الطريق للكفر، هم من يعبِّدُون الطريق لأعداء الله لأن يضربوا الأمة، هم من يعملون على أن ترتد الأمة فتصبح كافرةً بعد إيمانها، بل تصبح جنوداً مجندة بكل ما تملك لأعدائها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
سورة آل عمران - الدرس الثالث
ملزمة ولتكن منكم أمة
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن - صعدة