مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ذكر النعم قضية هامة ، أولاً: أن معنى ذكرها: استحضارها في الذهن، وتقييمها، وتقديرها، ومعرفة من أين جاءت، من الذي أتى بها؟ إنه الله سبحانه وتعالى، لها أثر كبير فيما يتعلق بمعرفة الله، فيما يتعلق بالإرتباط بالله، بالإنشداد نحو الله سبحانه وتعالى، تعظيم الله، إجلاله، تقديسه، الإذعان لأمره ونهيه، التسليم لحكمه، وهذه القضية الإنسان مفطور عليها، الإنسان متى ما أحد من الناس، قدم شخص آخر إليه شيئاً، تجمَّل فيه في موقف من المواقف أو أعطاه شيئاً، يحصل عنده تقدير له ويحصل عنده اهتمام به، وحب له وأشياء من هذه تحصل، بل قد يصل بك الحال إلى أنك تخدم ضميره ـ كما يقال ـ أعني: تحاول تعمل الشيء الذي تراه أنه يرضاه، وأنه يعجبه، حتى لو لم يطلبه منك ولا أمرك أن تقوم به.

إذا تأمل الإنسان في موضوع نعم الله هي كثيرة جداً وواسعة جداً محيطة بالإنسان من كل جهة ، النعم المادية، والنعم المعنوية، النعم التي نعرفها ونعم لا نعرفها {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: من الآية53) {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}(لقمان: من الآية20) إذا لم يحصل تذكر للنعم سيكون البديل حالة نسيان، ونتيجة للنسيان هذا، عدم اعتبار لهذه النعم، عدم تقدير لها، نسيان لمن أسداها لمن جاءت منه وهو الله سبحانه وتعالى، وتكون نتائجه سيئة: ضلال، كفر بهذه النعم، أخطاء متتابعة، عندما يكون الإنسان ناسياً .

{اذْكُرُوا} كونوا دائمي الذكر، دائمي التذكر؛ ولهذا أمر نبيه موسى في آية من الآيات أن يذكّر بني إسرائيل بأيام الله، ذلك الحدث الهام وهو ماذا؟ إنقاذهم، تحريرهم من ظلم آل فرعون واضطهادهم كيف نجاهم الله سبحانه وتعالى بطريقة عجيبة خارقة: أن يشق لهم البحر فيخرجون ناجين وفي نفس الوقت يهلك آل فرعون مثلما قال هنا:{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}(البقرة: من الآية50) هذه وحدها من الأشياء التي لها قيمة عند الإنسان، عندما ترى عدوك الذي استضعفك واضطهدك وظلمك وقهرك واستعبدك سنين فتراه أنت وهو في حالة العذاب في حالة الهلاك في حالة الجزاء على ما ارتكبه معك، أليس هذا مما يشفي صدور الناس؟ مما يعتبر في حد ذاته نعمة؟ ولهذا ترى في آية من الآيات هنا، أنه أهلك آل فرعون{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} يذكِّرهم بأن هذه النعم هي نعم هو، هو أنعم بها عليهم أي: ليست أشياء تلقائية توفرت لهم, أو نتيجة خبرات لديهم, أو شطارة, أو ذكاء, أو أشياء من هذه .

{اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}(البقرة: من الآية40) لو يقيِّمون وضعيتهم هم، لو يقيِّمون أنفسهم لوجدوا أنفسهم بأنه ليس باستطاعتهم أن يوفروا ربما ولا واحدة من تلك النعم، كانوا وهم في مصر مضطهدين معذبين قد يكون لديهم شعور بأنه من المستحيل أن تتغير حالتهم، من المستحيل أن يأتي يوم من الأيام يرون فيه فرعون وهامان وجنودهما وقد أهلكهم الله، فتأتي النجاة لهم بطريقة كما حكاها الله في آيات أخرى في القرآن بأنه تقريباً يعتبرون أنفسهم بأنه من المستحيل، وضعية ليس منها مخرج نهائياً؛ ولهذا قالوا لموسى:{أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} (الأعراف: من الآية129) تعب من قبل ومن بعد، نريد أن تتركنا هكذا أتركنا هكذا نبقى على ما نحن عليه ليس هناك أمل .

وهذه حالة تحصل عند الناس عندما يكونون مستضعفين في ظل جبروت وطغيان قاهر ومتمكن، دولة مستحكمة متمكنة نافذة قوية، أحياناً قد يحصل عند الناس يأس أنه قد يأتي يوم من الأيام يتخلصون من تلك الوضعية إلى الأفضل وإلى الحرية بعد العبودية.

ذكر النعم باستمرار بأن تنقلها الأجيال إلى بعضها بعض قضية هامة جداً؛ لأن الناس الذين عاصروا وضعية معينة ذاقوا مرارة الألم، والإضطهاد، والإستعباد، والقهر، والذلة، فعاشوا في وضعية أخرى وضعية حرية، استقلال، تمكين في الأرض، هؤلاء يكون الجيل الذي عاصر هذه يكون لها وقعها في نفسه إذا ما هناك استمرار للتذكير بهذه وأن يحكيها المتقدم للمتأخر يحكيها الأب للإبن، يحكيها الجد للحفيد؛ ينشأ جيل رأى نفسه في وضعية جيدة وفي الأخير يتصور أنه ما كان هناك شيء ، أعني: ما لديه صورة عن الوضعية السابقة لم يذق مرارة الوضعية السابقة فيكون من السهل أن يتنكّر لما هو فيه من النعمة.

هذه حصلت ربما قد يكون من أمثلتها أمامنا في عصرنا هذا مثلاً إيران، ترى الشباب هناك ـ على حسب ما نسمع ونعرف ـ بأنه معظم الشباب هم لم يعاصروا أحداث ما قبل الثورة أعني: الثورة هذه الآن تاريخها [خمسة وعشرون سنة] أليس هذا جيلاً؟ جيل كامل لم يعاصروا أحداث ما قبل الثورة، أعني: لم يذوقوا مرارة اضطهاد الشاة والأمريكيين والإسرائيليين، لم يعاصروا هم أحداث الثورة، فذاقوا ورأوا المآسي الكبيرة التي ارتكبتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ومخابرات الشاة؛ حصلت عندهم فكرة أخرى وكانوا قابلين لأن يطرح لهم موضوع آخر: الإنفتاح ومحاولة التعايش مع الآخرين ولا داعي للشدة هذه ومواقف قوية في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأشياء من هذه، نحاول ننفتح على العالم ونتعايش سلمياً ونحاول أن لا نبقى في حالة تبدو متوترة هكذا، ونبدو وكأننا معزولون عن دول العالم الأخرى، انفتاح؛ لهذا كان الكثير ممن يصوتون لـ[خاتمي] هم من الشباب، هم من الشباب من الرجال والنساء، كثير من كبار السن أو نقول: الجيل الأول كثير منهم ما يزالون محافظين، الذين يسمونهم [محافظين] هم عاصروا الثورة ورأوا ماذا حصل أثناء الثورة وعرفوا ما كان قبل الثورة من أحداث رهيبة ومن تعامل سيء ومن استعمار من ثلاث جهات: حكم مستبد طاغوتي، واستعمار أمريكي، واستعمار إسرائيلي، وثرواتهم تنهبها أمريكا وإسرائيل، بلدهم هو بلد إسلامي بمثابة قاعدة واسعة للإسرائيليين، بترولهم يذهب إلى إسرائيل. هؤلاء تجد أن الإشكالية هي: ما هناك تذكير بالنعمة، ما هناك تذكير بالنعمة...

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله- الثقة بالله

معنى لا إله إلا الله- الدرس الأول

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 18/1/2002

اليمن – صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر