{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[الأنعام: من الآية151]، في قائمة المحرَّمات- بداية الآية: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}[الأنعام: من الآية151]- في قائمة المحرَّمات يأتي التأكيد على حرمة قتل النفس التي حرَّم الله إلَّا بالحق.
والقتل عدواناً وظلماً هو من أكبر الجرائم وأشنعها، ومن أعظم كبائر الذنوب التي تسبب سخط الله "سبحانه وتعالى"، وتحبط كل أعمال الإنسان، وتسبب للإنسان سخطاً كبيراً من الله، ويغضب الله عليه، ويلعنه، ويطرده من رحمته، ويجعل عذابه في الآخرة هو النار، هو جهنم، يعدُّ له فيها العذاب العظيم والعياذ بالله.
وهذه الجريمة هي من أخطر الجرائم التي يعاني منها المجتمع البشري منذ فجر التاريخ، منذ قصة ابني آدم، واستمرت المآسي في التاريخ البشري في المجتمعات على نحوٍ كبير، وهي بسبب هذه الجريمة بشكلٍ رئيسي، لها تأثير سلبي جداً على حياة الناس، على أمنهم، على استقرارهم، وهي جنايةٌ كبيرةٌ على الإنسان، تستهدفه في حياته، وبذلك فهي جناية تفقد الإنسان بقية الأشياء، أنت عندما تعتدي على إنسان في حياته؛ أنت تعتدي عليه اعتداءً كبيراً، تفقده حياته؛ وبالتالي تفقده بقية الأشياء في هذه الحياة.
وتعتبر هذه الجريمة من أشنع الجرائم التي ورد النهي عنها، والتحريم لها مؤكَّداً في كتب الله "سبحانه وتعالى"، وآخرها القرآن الكريم، وسبق التأكيد على حرمة هذه الجريمة وشناعتها في الأمم الماضية، والأجيال الماضية، ومن ذلك ما حكاه الله "سبحانه وتعالى" في قوله "جلَّ شأنه": {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ}[المائدة: من الآية32]، بعدما قصَّ قصة ابني آدم، {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة: من الآية32]، كأنه قَتَل كل المجتمع البشري، {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}[المائدة: من الآية32]، فيأتي التأكيد على مستوى حرمة هذه الجريمة، والتوضيح لمستوى بشاعتها وسوئها، إلى هذه الدرجة: {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}.
فعندما تقتل النفس التي حرَّم الله، النفس البريئة، النفس المظلومة، فوزرك له هذا الحجم: كأنك قتلت المجتمع البشري بكله، هذا لم ينفع في بني إسرائيل، هذا التغليظ، هذه الحرمة الكبيرة، هذا التشنيع الكبير: أن يكون حجم الوزر في قتل النفس الواحدة، بمثابة قتل المجتمع البشري بكله ظلماً، هذا لم ينفع في بني إسرائيل، ولم تنفع فيهم البينات التي أتتهم بها الرسل، واستمروا على إسرافهم في سفك الدماء بغير حق، وعبثهم في سفك الدماء، وإجرامهم في سفك الدماء ظلماً وعدواناً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 27 رمضان 1442هـ