ظهر في الأمة مثقفون يدعون إلى التخلي عمَّا نحن عليه، وأن نتثقف بثقافة الغرب، حتى نلحق بركاب الغرب! هذا شاهد أنه وُجِدَ من داخل هذه الأمة من يتنكر للدِّين كله عندما لم يرَ لهذا الدِّين أثرًا في الحياة، وعندما وجد الحياة هناك على أبرز مظاهرها لدى الغربيين تنكّرَ للدِّين كله، وحاول أن يثقف نفسه بثقافة الغربيين. أوَليس هذا حاصلًا؟ أوَليس كل من يرون أنفسهم أنهم يسيرون على أن يلحقوا بركاب الغرب يثقفون أنفسهم بثقافة الغرب؟ ألم تصبح النساء في البلدان العربية متبرجات كالنساء الغربيات؟ وهم عندما يعملون هذه ماذا يعني؟ يتنكرون للقيم الإسلامية؛ لأنها لا جدوى منها، نحن نريد أن نلحق بركاب الغرب! وهذه واحدة من مظاهر الغرب، مجرد مظهر سنعمله، هكذا يعني موقفهم، مجرد مظهر يتعلق بالزي، أو بالنمط المعماري، أو بأيِّ تقليد من تقاليد الحياة والمعيشة، ينطلقون ليلتزموا به.
ألم ينشدُّوا إلى أولئك؟ ما الذي جعلهم ينشدون إلى أولئك؟ هو انبهارهم بمظاهر الحياة لديهم، أليس كذلك؟ هكذا الحق عندما يجد من يجسده، من يعبِّر عنه، من يتحرك على أساسه، هو من سيحظى بتأييد الله ونصره وعونه، وهو حينئذٍ من سيكون محط أنظار الآخرين. هذه شواهد بين أيدينا، شواهد من حركة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وشواهد من واقعنا نحن في مواجهة الغرب، واليهود والنصارى يعرفون هذه المسألة، عندما يقال لهم: العرب أصبحوا متفرقين، يقولون: (لكننا نخشى أن يظهر محمد جديد فيلتفون حوله)! يعرفون أن هذه الفُرقة وإن حاولوا أن يغذوها بكل وسيلة، هم يحاولون أيضًا ألاّ يظهر صوت إسلامي صحيح من أيِّ بقعة كان. ما الخطورة فيه؟ هم يعرفون هذه كسُنة من سُنن الحياة، وهم شاهدوها فينا نحن المسلمين ونحن ننشدّ وراءهم، ونلهث وراءهم، وأننا تخلينا عن ديننا، فسيرون أن مذاهب أخرى أبناؤها سيتخلون عمَّا يُكتَشف أنه باطل فيها، فيلتفون حول ذلك الحق الذي لمسوا أنه حق وراءه يد الله الغيبية تدعمه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الوحدة الإيمانية
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن – صعدة