وتمر الأيام والأعوام، وبينما محمد مع أمه في طريق العودة من يثرب بعد زيارة قبر أبيه (عبد الله) الذي مات في المدينة ومحمد لا يزال جنينًا في بطن أمه التي تحدثه عن شجاعة أبيه وكرمه وصفاته الحميدة؛ ها هي (آمنة) تمرضه مرضًا شديدًا، وتنتقل (آمنة) إلى جوار ربها، وتدفن وقد تركت طفلها وعمره ست سنوات.
فيكمل (محمد) الطريق مع الركب المسافر إلى مكة حزينًا لفراق أمه، ويحنو (عبد المطلب) بقلب الأب الحنون ليخفف أحزان (محمد) ويرعاه ويهتم به، وها هو يجلس في صدر المجلس بجواره وزعماء قريش من حوله، فـ (محمد) يفهم الحديث ويميز الطيب من الخبيث، ولكن (عبدالمطلب) يغادر الدنيا بعد أن يحث ابنه (أبا طالب) شقيق (عبد الله) على الاهتمام بـ (محمد) الذي لا يزال في الثامنة، فكان (أبو طالب) أكثر اهتمامًا بـ (محمد)، فلما صار في الثانية عشـرة اصطحبه إلى الشام ليتعلم فنون التجار.