الله قد رفع ذكر محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وأشاد بذكره في الأذان: (أشهد أن محمدًا رسول الله) فقرن اسمه باسمه فأنت تشهد أن لا إله إلا الله كما تشهد بأن محمدًا رسول الله، {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح:4). ألم يقل هكذا في القرآن الكريم.
لكن بالنسبة لنا نحن، نفهم: أن يقدم لنا هذا الذكر على هذا النحو هو من أهم أبواب الهداية لنا؛ لنفهم أن المسالة مهمة وأنه لا بد أن نكون مرتبطين بمحمد وآل محمد، وأن رسول الله هو الذي أمرنا، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر رسوله ثم عندما أجي أتساءل لكن كيف؟ أنت ثق بالله أولًا. والمسألة هي كما قال الإمام زيد ((أهل بيتي فيهم - كما قلت - المخطئ والمصيب إلا أنه لا تكون هداة الأمة إلا منهم)). هذا شيء مؤكد.
المسألة هي على هذا النحو.. حتى لا تكون أنت مقسم صلاتك على ما قلنا سابقًا.
أمرنا أن نحبهم فنحبهم، أمرنا أن نصلي عليهم فنصلي عليهم، أمرنا أن نرتبط بهم جملة، أمرنا بأن نؤمن بأن هناك وراثة للكتاب وهناك الهداية للأمة، هذا هو الشيء المهم.
إذا جئنا إلى المسألة من جانب آخر ثم أقول: [الذي أعرفه من أهل البيت وهو صالح أنا سأحبه، لكن الآخرين مالي دخل منهم]. كيف أصبحت روحيتك ونفسيتك بالنسبة لأهل البيت، أليست نفسية انتقاء من البداية؟ يعني أنت أساسًا لست مرتبطًا بأهل البيت ولكن إذا ظهر لك أن هناك واحد جيِّد فأنت ستحبه، أليست هكذا؟ والمطلوب هو العكس هو أنني أرتبط بأهل البيت، أحب أهل البيت، أصلي على محمد وآل محمد، أتولى آل محمد على هذا النحو، ثم في ميدان العمل أرتبط بالهداة، في ميدان الولاء عندما يتبين لي شخص سيء أرفضه.. هكذا الطريقة. لا أكون في الواقع رافضًا للكل، إلا إذا ظهر لي فلان والاّ ظهر لي واحد من هناك سأتولاه، ما هناك فرق بين المسألتين؟ لماذا؟
لأن القضية هي قضية هداية من الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لنا يهدينا إلى كيف تكون نظرتنا لأهل البيت، وكيف نرتبط بهم لم يترك المسالة لنا نحن للانتقاء؛ لأننا سنختلف في موضوع الانتقاء أليس هذا هو الذي حصل؟
السنية أنفسهم هم يؤمنون بمحبة أهل البيت، ومن عقائدهم، وجوب محبة آل محمد، لكن ماذا يقولون: [لكن من كان منهم متبعًا للسنة] لاحظ كيف.. فالشافعي منهم يريد من كان من أهل البيت على مذهبه، والحنفي منهم يريد من كان من أهل البيت على الذي يرى بأنه صالح، أي من كان على ما هو عليه من المذهب، أليس كذلك؟ والمالكي كذلك، والحنبلي كذلك، والزيدي كذلك، والجعفري كذلك، والباطني كذلك وكل طائفة على هذا التصنيف.
التصنيف هذا هو ملغي أساسًا، لا قيمة له داخل تشريعات الإسلام بكلها، هذه الروحية ملغية من أيام آدم، الروحية هذه ألغيت من أيام آدم، من أول أمر إلهي توجه إلى آدم، أن أقول: لا بأس الذي يظهر لي منهم أنه مؤمن سأحبه، لكن انظر كيف ستطلع الفوارق، الذي يظهر للشافعي من هناك، أليس هو غير الذي سيظهر لي؟ ألسنا في الأخير سنختلف؟
والمسألة هي أنه يريد أن يربط الأمة بكلها بأهل البيت، فليؤمنوا بأن هنا وراثة للكتاب، بأن هنا العترة التي أمر بالتمسك بهم مع القرآن، ودعوا التصنيفات، فباقي المسألة هي على من؟ على الله، أليست على الله؟ مثلما فهمها الإمام الهادي، مثلما فهمها الإمام زيد مثلما فهمها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الأمر الذي يجب أن نفهمه نحن أيضًا، وإلا فمعنى ذلك أننا لسنا واثقين بالله، عندما تقول: كيف يأمرنا بمحبتهم وفيهم كذا وفيهم كذا، كيف يجعلنا نتمسك بهم وهم كذا وهم كذا. ما أنت تستنكر على الله؟ الله أسجد الملائكة لآدم عندما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ} (البقرة:من الآية30) ألم يقل الملائكة هكذا؟ ليس كلامهم هذا بشيء عند الذي يصدر منا من الكلام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معنى الصلاة على محمد وآله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 8/ 2/ 2002
اليمن – صعدة