معاذ الجنيد
كانت تُراقِبُ خِلسَةً وتُلَمِّحُ
وأمامَ كُلِّ هزيمةٍ تتنَحْنَحُ
تتصفَّحُ الأفلاكَ كُلَّ عَشيّةٍ
وتُسائلُ الكُهَّانَ: ماذا رجَّحُوا؟؟
تخشى من الآتي الذي هو موتُها
وتراهُ في المُستضعفين يُلَوِّحُ
تتسلّقُ الثوراتِ قبل بزوغها!
ملَكِيّةٌ.. وإلى التجمهُرِ تنصحُ
تتصنّعُ الصمتَ المليءَ تخَبُّطاً
وسُكوتُ (لَنْدَنَ) بالعداوةِ يطفحُ
وتُريدُ إبداءَ الحِيادَ _صفاقةً_
والحربُ من دُكَّانِها تتسلَّحُ
لكنّها لما رأتْ عملاءها
في أرضنا انكسروا، تلاشوا، قُبِّحُوا
خرجَتْ لتُبدِيَ جدّها..! وكأنَّها
كانتْ بآلافِ القنابِلِ تمزحُ!!
وهي المُهندِسُ للحروبِ جميعها
وهي المُنفِّذُ والعدوُّ الأوقحُ
إن أخطأتْ لِقُوى (التحالُفِ) غارةٌ
فعلى رؤوسِ الأبرياءِ تُصحِّحُ
قد أخبرَ القُرآنُ ن أعدائنا
من أفصحوا منهم ومن لم يُفصِحوا
فرعونُ ما ذَبَحَ الصِّغارَ بكفِّهِ؛
لكنّهُ أعطى الأوامِرَ: ذَبِّحُوا!
هي (لَندَنٌ) رأسُ الأفاعي كلّها
بالسُمِّ من كُلِّ الجوانبِ تنضحُ
هي أُمُّ (أمريكا).. وإبنةُ أُمِّها
وكفيلةُ (اسرائيلَ).. عنها تنطحُ
من يوم شاخَتْ أصبحَتْ قوّادةً
لحُروبِ (أمريكا) تَدُلُّ وتُنكِحُ
وتُريدُ تَبدُوَ أنَّها مشغولةً
عنَّا.. ونحنُ برأسها لا نبرحُ
تحكي عن (الكُوريّتين).. وعينُها
شرَرَاً على بحرِ (الحُديدةَ) تقدحُ
ولكُلِّ حَدٍّ أرسَلَتْ قُوّاتِها
سِرّاً.. ولكنَّ المنايا تفضحُ
دفَنَتْ ضحاياها كوأدِ بَغِيّةٍ
لجنينها ليلاً.. وقامَتْ تمرحُ
كي لا يُقالُ بأنّها مكلومةٌ؛
وإناؤها بدمِ الفضيحةِ ينضحُ
والآن.. وهي على مشارفِ موتها
وجدَتْ بِنا الغضَبَ الذي لا يُكبَحُ
عاشَتْ تُسِرُّ نُباحَها حتى اكتَوَتْ
بالنارِ.. فاضطرّتْ جهاراً تنبحُ
عبَثَاً تُصرِّحُ.. وهي واقِفةٌ على
أشلاءِ قومٍ قبلها كم صرّحوا
ما خافَها اليمنيُّ وهو بـِ(جَرْمَلٍ)!!
أيخافُ منها اليوم وهو مُجَنَّحُ؟!!
أعتى سلاحهُمُ استحى من بأسنا
لو يستطيع لَصَاحَ: بالله استَحُوا!!
إن الجبالَ هي الجبالُ.. تكاثرَ
الأعداءُ أو قَلّوا.. فلا تتزَحزحُ
إن قِيلَ: (لَندَنُ) أعلنَتْ تصعيدها
قُلنا لسُكّانِ القُبُورِ: تَفَسَّحُوا
وليُدفَنوا بالقُربِ من أجدادهم؛
لا شَكَّ.. مَقبرةُ الغُزاةِ ستفرحُ
أهلاً بصرعَى (الإنجليز) _مُقدّماً
ومؤخراً_.. أهلاً بمن لن يُفلِحوا
وسيُصبِحون الغارقين ندامةً؛
هذا إذا وقَعَ المُحالُ.. وأصبحوا!!
والله إنَّ النصرَ موعِدُ شعبنا
فاستغفِروا الله العظيمَ وسَبِّحُوا