مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ}، كيف هو هذا الابتلاء، كيف هو هذا الاختبار؟ هل في مدرسة، يتجه الإنسان بقلم، ويستلم الصفحات، ويقوم يكتب الجواب على الأسئلة؟ أجل، مدرسة، لكن ليست على ذلك النحو، هي هذه الحياة، وما فيها من أحداث، وما تكتبه بأفعالك وأقوالك، وما تحدده بمواقفك وولاءاتك وعداواتك، أين أنت، وأين تتجه؟

 

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وأمام أحداث كهذه التي نحن نعيشها، نحن في مقام هذا الابتلاء، وفي مقام هذا الاختبار، وإلَّا متى؟ البعض يتصور أنَّ هذا الابتلاء لم يأتِ بعد، فهل ينتظر له ليأتي يوم القيامة؟ |لا| نحن في هذا الزمن نعيش أمام هذه الأحداث والعواصف هذا الاختبار، الله -سبحانه وتعالى- أيضًا يوضح أنَّ ما يجلي: المؤمنين، والمنافقين، والذين في قلوبهم مرض، وهذه الفئات الموجودة- أصلًا- في داخل المجتمع المسلم، هو الأحداث، وهو التحديات، وهو مدى الموقف من هذه الأحداث.

 

في قصة غزوة الأحزاب، وقد أتى الأعداء بجموعهم وجيشوهم، وحاصروا المدينة المنورة، وأرادوا اجتياحها والسيطرة عليها، وتحرك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليتحرك بالمسلمين لمواجهة هذا التحدي، والقيام بالمسؤولية أمام ذلك الخطر، يتحدث القرآن الكريم عن ذلك، يقول الله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم}، يعني: الأعداء، {مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ}، فأحاطوا بالمدينة من كل الاتجاهات، {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}[الأحزاب: الآية10]، يعني: كان للحدث أثره في الضغط على كثير من الناس، والتأثير النفسي والمعنوي عليهم، {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً}[الأحزاب: الآية11]، وليس المقصود يعني: هزات أرضية، هذا الزلزال يعني: مستوى ضغط الأحداث، تأثيرها، عندما يشاهدون أنَّ هناك فئات تخلخل الصف من الداخل، ومهزوزة جدًّا من الأحداث، لدرجة تسعى فيها للتنصل عن المسؤولية، ولتخذيل وتثبيط الآخرين، ويرون مستوى الخطر (خطر اجتياح الأعداء)، وما يمكن أن يحدث فيما لو تمكن الأعداء ونجحوا من السيطرة في سعيهم لاجتياح المدينة، فيسمى هذا زلزالًا، {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً}، يعني: ليس المقصود هزات أرضية، هذا زلزلة المشاكل والتحديات.

 

{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}[الأحزاب: الآية12]، المنافقون ليس عندهم ثقة بالله أبدًا، ولا يحسبون حساب التوكل على الله، والاعتماد على الله في مواجهة التحديات والأخطار، وأنَّه يمكن للناس أن ينهضوا بمسؤوليتهم، ويقوموا بواجبهم، ويتوكلوا على الله ربهم، وهو سبحانه خير الناصرين، نعم المولى ونعم النصير، وعندما يسمعون طرحًا كهذا، وحديثًا كهذا، وتذكيرًا للناس بهذا، أنَّه: يا قوم لنواجه هذا التحدي، ولنقف بوجه هذا الخطر، ولنعتمد على الله، ولنثق بالله، ولنتوكل على الله، ولنلتجئ إلى الله، وهو الناصر والمعين. يَعتَبر أنَّه لا معنى لهذا الكلام، ونقول: يا أيُّها الناس هناك وعود إلهية صادقة، إذا قمنا بواجبنا لن يخلف الله وعده، هو القائل: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7]، هو القائل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}[الحج: من الآية40]، يعتبرون هذه الوعود الإلهية لا معنى لها، فهم اعتبروا في غزوة الأحزاب حتى وعود الله التي بلَّغ بها رسوله في النصر والفتح المبين للأمة وللدين، اعتبروها مجرد غرور- والعياذ بالله- تشكيك بها، واتهام بالمخادعة، أمر رهيب جدًّا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

محاضرة السيد الثانية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر