مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والأعراب كانوا يفهمون فهماً خاطئاً أنه بالإمكان الاكتفاء ببعضٍ من شعائر الإسلام لتنقلهم إلى مرتبة الإيمان، عندما حكى الله عنهم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: الآية14]، أنتم أسلمتم بخروجكم من الشرك، لكن لم تصلوا بعد إلى مرتبة الإيمان، {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: الآية14]، الموقع الأساس الذي يحتوي الإيمان هو القلب؛ لأنه يحتوي الإيمان عقيدة، ويحتوي الإيمان مشاعر، ثم يتجلى ذلك في واقع الإنسان في أعماله ومواقفه وتصرفاته، والأعراب رد الله عليهم وصحح لهم فهمهم الخاطئ، {وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} [الحجرات: الآية14]، ثم قدَّم عنواناً مهماً يصحح الانتماء الإيماني الصادق، الصادق، عندما قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: الآية15]، ولله -سبحانه وتعالى- سنة مع عباده، وهذه السنة تعامل بها مع كل الأمم والأقوام الماضية ممن دخلوا في رسالة الله، واستجابوا لها استجابةً عامة، وهي الاختبار، الاختبار للمنتمين لهذا العنوان العظيم: للإيمان، وهذه مسألة من المسائل المهمة التي ركَّز عليها القرآن الكريم، وهو كتاب الهداية يركِّز على المسائل المهمة، ويعطي لكل مسألةٍ مهمةٍ حجمها وبمقدار أهميتها.

 

ونحن كمجتمعٍ مسلم بحاجة إلى أن نوطِّن أنفسنا على هذه الحقيقة، وعلى استيعابها، ولكيفية التعامل معها، المسألة مهمة، الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه المبارك: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:1- 3]، الآية المباركة تؤكِّد هذه الحقيقة المهمة كسنة من سنن الله -سبحانه وتعالى- مع عباده المنتمين للإيمان في كل زمانٍ ومكان، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}: هل في حسبانهم وتقديرهم أن يتركوا لهذا الادعاء ومن دون اختبارٍ يبين مصداقيتهم وحقيقة انتمائهم؟ لا يمكن، يعني: هذا غير ممكن، البعض من الناس قد يتصورون أنه بالإمكان أن يقولوا: [آمنا] بناءً على الاكتفاء ببعضٍ من الشعائر الإسلامية، والالتزامات المحدودة في جوانب بحسب مزاجهم، بحسب رغباتهم، وأخطر شيءٍ في الإسلام والدين والإيمان أن يكون الذي يحكم علاقتك مع الله هو رغباتك أنت، وهو مزاجك أنت، هذه الحالة لا تعبِّر عن حالة التعبيد الصادق للنفس لله -سبحانه وتعالى-.

 

{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني: فهي سنة من سنن الله -سبحانه وتعالى- مع الذين من قبلنا في كل زمن، وفي كل عصر من المنتمين لهذا العنوان العظيم من الذين قالوا: [آمنا]، وتظاهروا بشعائر معينة، أو التزموا بجد بشعائر معينة، واهتمامات محدودة، ولكن لم تكن ثمرة انتمائهم للإيمان هي الطاعة الكاملة، والاستجابة التامة، إنما الاستجابة الجزئية، والطاعة المحدودة المحكومة بالرغبات والمزاج وهوى النفس، فكانت المسألة خطيرة، غير مقبولة عند الله -سبحانه وتعالى-.

 

{فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} يعني: يتجلى عملياً في واقع الإنسان حتى يأتي العلم الإلهي لحالة الواقع؛ لأنه من قبل حالة غيبية، لأن الله عالمٌ بعباده، عندما يختبرهم ويختبر مصداقيتهم في انتمائهم الإيماني، ليس لأنه لا يعلم من هو الصادق ومن هو الكاذب في هذا الانتماء، الله -سبحانه وتعالى- يعلم، ولكنه يريد -جلَّ شأنه- وبمقتضى حكمته، وسنته، وعزته حتى، أن يكون هذا العلم متعلِّقاً بالواقع، وليس بالحالة الغيبية؛ لأن الواقع هو الذي سيبتني عليه الجزاء؛ لأن الله لا يجازي عباده على حسب علمه بهم قبل أن يعملوا ما يعلمه عنهم كحالةٍ غيبية، قبل أن يعملوه كحالةٍ واقعية، قد يكون عالماً بأن الإنسان في زمن كذا أو في عام كذا سيفعل كذا، ولكنه لا يعاقبه على العلم، إنما يعاقبه على العمل، لا يعاقبه بحسب علمه قبل ذلك أنه سيفعل مثلاً، يعاقبه عندما يفعل، فأراد الله -جلَّ شأنه- أن يتعلَّق علمه بالواقع العملي الذي يترتب عليه الجزاء، وتتحول المسألة من حالة غيبية أو متوقعة إلى حالة واقعية ظاهرة يتعلَّق بها الجزاء، هذا أولاً.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الانتماء الإيماني وسنة الله في الامتحان)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة والعشرون، يونيو 1, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر