هناك تصريح لما يسمى بـ[وزير الخارجية الإسرائيلي]، قال فيه- وهذا قبل أيام فقط، قبل أيام، بعد الاتِّفاق- قال فيه، وهو تصريح مع قناة عربية، قناة عربية: [إن السلام ممكنٌ مع لبنان، إن فرض الجيش الإسرائيلي سيطرته على لبنان كله]، هذا ما ينبغي أن يستفز الجانب الرسمي في لبنان بكل مكوناته، وأن يستفز أيضاً كل اللبنانيين، أن يدركوا أن مثل هذا التصريح هو يُعَبِّر عن مخطط، وعن معتقد، وعن تَوَجُّه، وعن سياسات.
هذا بالفعل ما يسعى له العدو الإسرائيلي، ويحاول أن يحقِّقه، ولو أن العدو الإسرائيلي تمكَّن في عدوانه وتصعيده الكبير ضد لبنان، ومحاولته للاجتياح البري، لو تمكَّن أن يجتاح برياً، وأن يكسر المقاومة، وأن يتجاوز الإخوة المجاهدين من (حزب الله)، الذين كانوا يتصدُّون له بكل بطولة واستبسال، لو تمكَّن من اجتيازهم، لقام- فعلاً- باجتياحٍ كامل للبنان؛ لأن هذه رؤيته، يُعَبِّر عنها، سياساته، وتوجُّهاته، وتصريحاته، وأفعاله، وأقواله، في كل المراحل الماضية، على مدى عقود من الزمن، واضحة، في أنه يطمع بالسيطرة التَّامَّة على لبنان، وإذا لم يكن هناك توجُّهٌ لمنعه من ذلك؛ فبالتأكيد هو يسعى إلى ألَّا يبقى للبنان أي سيادة ولا استقلال، وأن يكون خاضعاً له خضوعاً تامّاً، ومستباحاً له: يحتل ما يشاء ويريد، يتمركز أينما يشاء ويريد، يضع له قواعد عسكرية ومواقع عسكرية أينما يشاء ويريد؛ بل هو يسعى الآن إلى أن يبدأ في عمليات نهب لنهر الليطاني، لديه أطماع واضحة، وتوجُّهات واضحة وعدوانية، هو:
- مستمرٌّ في الاستباحة للأجواء اللبنانية بكلها.
- مستمرٌّ في الغارات والقتل.
- مستمرٌّ أيضاً في الاعتداءات بإطلاق النار وبالمدفعية أيضاً.
- ومستمرٌّ كذلك في الاحتلال لمراكز داخل الأراضي اللبنانية، كمواقع عسكرية يستخدمها ضد الشعب اللبناني.
- يحاول أن يعيق أبناء الشعب اللبناني من العودة والاستقرار في مساكنهم بأمان، يستهدف حتى الغرف الجاهزة، التي تستخدم للإيواء؛ لأن البيوت مُدَمَّرة، والمنازل دمَّرها العدو الإسرائيلي، وحينما يوفِّر البعض لهم غرفاً جاهزة؛ للسكن فيها، والإيواء فيها، يقوم بالاستهداف لها، هذه تصرفات يومية، واعتداءات يومية.
ولـذلك فالعدو الإسرائيلي يُشَكِّل خطراً، وتهديداً، وعدواناً يومياً ضد لبنان، ينتهك سيادة لبنان كل يوم، هو خطر على استقلالها، على حُرِّيَّتِها، هو المشكلة على لبنان، العدو الإسرائيلي هو المشكلة، هو الخطر، هو الشَّرّ على لبنان؛ أمَّا المقاومة اللبنانية، أمَّا (حزب الله)، فهو الذي قام بأعظم دورٍ، في طار الحق المشروع بكل الاعتبارات، لإنقاذ لبنان من السيطرة الإسرائيلية، من العدوان الإسرائيلي.
بجهاد وتضحيات (حزب الله) تحقَّقت انتصارات كبيرة على العدو الإسرائيلي، لم يسبق أن تحقَّق مثلها للمسلمين العرب ضد العدو الإسرائيلي، تحقَّق الردع لمدّة زمنية طويلة، نَعِمَ فيها الشعب اللبناني بالأمن والأمان والاطمئنان؛ ولـذلك من واجب كل اللبنانيين (رسمياً، وشعبياً) أن يكونوا مساندين للمقاومة، داعمين للمقاومة، وأن يدركوا أنها خيار الضرورة، الذي لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، لو تم الاستغناء عن هذا الخيار، والتفريط بهذا الخيار؛ لتحوَّلت المسألة إلى خطر كبير جدًّا، حينها لا يبقى في مواجهة العدو الإسرائيلي أي عائق عن تنفيذ أهدافه، بالسيطرة التَّامَّة على لبنان، وخسارة كل شيء، خسارة الحُرِّيَّة والاستقلال.
(حزب الله) قدَّم أعظم التضحيات، هذه التضحيات في ثمرتها الأولى: حماية لبنان، واستقلال لبنان، وكرامة الشعب اللبناني؛ ولـذلك الواجب هو: المساندة لحزب الله، المساندة للمقاومة، التَّمَسُّك بهذا الخيار، وليس التآمر على المقاومة.
ما يسعى له العدو الإسرائيلي حالياً، مع استمراره في النكث بالاتِّفاق، وعدم الاستكمال له، وعدم الالتزام به: أن يحوِّل الأولوية لدى بعض الجهات الرسمية في لبنان، وبالاستفادة من بعض القوى والمكونات، التي لها موقفٌ سلبي دائماً من خيار المقاومة، وتتماهى مع العدو الإسرائيلي، يحاول أن تتحوَّل أولوياته هو إلى أولويات.
الأولوية الوطنية، الأولوية الصحيحة، التي يجب أن تكون أولوية لكل اللبنانيين (رسمياً، وشعبياً)، وهي مسؤولية- بكل ما تعنيه الكلمة- على الدولة في لبنان، هي: العمل على إخراج العدو الإسرائيلي مما هو محتلٌ له في الأراضي اللبنانية، وفي نفس الوقت الإيقاف لاعتداءاته، وإرغامه على الالتزام بالاتِّفاق، والإعادة للإعمار في جنوب لبنان، هذه الأولوية الوطنية، الأولوية الصحيحة، التي هي مسؤولية أيضاً على الدولة في لبنان؛ ولـذلك لا ينبغي التجاهل لهذه الأولوية، والذهاب نحو تبنِّي أولويات العدو الإسرائيلي، بالمطالبة بتسليم سلاح المقاومة، هذا غير صحيح إطلاقاً، يفترض أن يكون التَّوَجُّه هو: إرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ الاتِّفاق بشكلٍ كامل، إكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية، التَّوَقُّف عن الاستباحة للبنان بالغارات والقتل، وإطلاق النار، والاستباحة للأجواء اللبنانية، هذا هو الموقف الصحيح، والتَّوَجُّه الصحيح.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية 19 شوال 1446هـ، 17 ابريل 2025م