مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}(الأنعام: من الآية102) ذلكم, بديع السماوات والأرض, المن‍زه عن أن يكون له ولد, أو يكون له صاحبة، من هو خالق كل شيء، من هو بكل شيء عليم, هو ربكم لا إله إلا هو {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) أيضاً جاءت آية تن‍زيهه عن الرؤية عن أن تدركه الأبصار جاءت أيضاً في مقام تن‍زيه ذاته سبحانه وتعالى عن ما لا يليق بأن ينسب إليه، تن‍زيه لذاته، لا يمكن أن تدركه الأبصار، كيفما كانت هذه الأبصار، سواء قالوا حاسة سادسة أو سابعة أو ثامنة أو حاسة تاسعة أو كيفما قالوا فهي لا تخرج عن كونها أبْصَار، وعملية الرؤية لا تخرج عن كونها إبْصَار، فهو نزه نفسه سبحانه وتعالى, نزه ذاته عن أن تدركه الأبصار.

قالوا: يعني هذا في الدنيا أما في الآخرة فسنراه، ويدعون الله أيضاً بأن يريهم وجهه الكريم، وفي أدعيتهم: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، اللهم أرنا وجهك، وهكذا.. الباطل, النقص الذي نزه الله ذاته عنه يصبح عند بعض المسلمين عبادة يتعبدون الله بنسبتها إليه، ويطلبون من الله أن يمكنهم من الحصول عليها.

{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} وتأتي العبارة مطلقة، وكلما هو تن‍زيه لذاته فهو تن‍زيه لذاته في الدنيا والآخرة؛ لأنه كما قال سابقاً: {وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ}(القصص: من الآية70) فكلما هو تن‍زيه لذاته هو تن‍زيه مطلق لذاته سواء في الدنيا وفي الآخرة، والدنيا والآخرة بالنسبة لله سبحانه وتعالى ليستا عالمين متغيرين، لا يحدث هذا التغير في الكون أي تغير بالنسبة لله سبحانه وتعالى، عالم واحد وضعية واحدة الله لا يتغير بتغيرها، ولا يطرأ عليه شيء من خلال تغيرها, فهو من لا يمكن أن تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة.

ولماذا ننزه ذاته عن أن تدركه الأبصار كما نزه هو ذاته عن أن تدركه الأبصار؟ نفس الكلام الذي قلناه في قولـه تعالى عندما نزه نفسه عن أن يكون له ولد أو أن تكون له صاحبة: أن هذا يعني: إثبات نقص في الله سبحانه وتعالى؛ لأنه متى ما قلنا بأنه يمكن أن يُرى فالرؤية لا تتحقق إلا من خلال: أن يكون بينك وبين الطرف المرئي مسافة معقولة تمكنك من رؤيته، ويكون هو على كيفية محدودة تتمكن من رؤيته، وتسقط عليه الأشعة لتنقل صوراً من الكيفية التي هو عليها إلى [شَبَكِيَّة] إبصارك, أو بأي وسيلة كانت، ولا بد أن يكون على كيفية محددة، والتحديد والتكييف هو من خواص المحدثات, وهو من دلائل الحدوث، إذاً فيلزم أن يكون محدثاً, فيلزم أن يكون مخلوقاً، إذاً فيلزم أن يكون هناك من خلقه, ومن أحدثه.

وإذا لزم أن يكون هناك من خلقه أو أحدثه، فلزم أن يكون ناقصاً, وأن يكون محتاجاً، وأن يكون هناك من هو أكمل منه، وهذا ينتهي إلى ماذا؟ إلى كفر بالله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن تدركه الأبصار إطلاقاً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة معرفة الله عظمة الله الدرس الثامن

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 26/1/2002م

اليمن - صعدة


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر