جانبٌ آخر لهذا الشهر المبارك وهو الهدى.. إن شهر رمضان شهد نزولَ أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده، وهي القرآن الكريم نعمة الهدى فقال سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185].
والإنْسَـان يحتاج إلى التقوى ويحتاج إلى الهدى، لا تستقيم التقوى بدون هدى يمكن للإنْسَـان مثلاً أن ينطلق باندفاعٍ ديني وإحساس بالمسؤولية الدينية لكن من دون هدى من دون وعي صحيح دون معرفة صحيحة بالحق وبتعاليم الله المحقة وبالاتجاه الصحيح في الحياة.
ممكن للإنْسَـان أن يغلط الغلطَ الكبيرَ وأن يخطئ وينحرف ولكن بتدين بدافع تدين فيتجه في طريق الضلال بدافع التدين مخلصاً وجادّاً في الخطأ في التصرف السيئ في الانحراف فيخطئ، فهناك ملازمة مهمة بين التقوى التي تحقق للإنْسَـان الاستقامة وتقيه من تصرفاته اللامسؤولة التي ينتجُ عنها الويلات والشقاء والعناء، فتشكّل وقاية له من كُلّ الشرور ومن كُلّ المصائب، من كُلّ الويلات ومن كُلّ النكبات الناتجة عن التصرفات اللامسؤولة للإنْسَـان تجاه نفسه وتجاه الآخرين من حوله، بالتقوى وبالهدى يستقيمُ للبشرية أن تواكب مسيرتها في الحياة بشكل صحيح وبشكل سليم.
أتت هذه الفريضة كموسمٍ سنوي يحتاج إليها الجميع. الإنْسَـان في واقع حياته بين أمرين، إما أنه سائرٌ في طريق الهداية ويتحلى بالتقوى في قيمها بانضباطها في الاحساس بالمسؤولية في الاتجاه في واقع الحياة من موقع المسؤولية والالتزام بها ولكن قد يخطئ، قد ينحرِفُ، قد يتأثر الإنْسَـان، يعيش في واقع حياته وتحيط به الكثير من المؤثرات فيما يواجهه في الحياة من مشاكل الحياة من صعوبات الحياة من رغبات الحياة الكثير من المؤثرات التي تحيط به قد تؤثر على نفسيته فيخطئ هناك أَوْ يزل هناك أَوْ يتراجع هناك أَوْ تفتر فيه حالةُ الاحساس بالمسؤولية نوعاً ما.
فهنا ضمن هذه المحطّة السماوية يستعيد من جديد عزمَه وقوة إرادته وتوجهه الصالح في الاتجاه الإيْجَابي الذي يُرضي اللهَ سبحانه وتعالى، وهو بمصلحة الإنْسَـان لضمان حياته الطيبة في وجوده في الدنيا، أَوْ الإنْسَـان هو خارج في الأَسَاس بالكامل عن خط الهداية وعن طريق الاستقامة والتعاطي بالتقوى والمسؤولية، هنا هو مدعوٌّ أَيْضاً إن الله يدعو جميع عباده كُلّ عباده في موضع التقدير يدعوهم إلى التقوى يحثهم على التقوى يرغبهم في التقوى.
لأن التقوى هي أمرٌ يعني هذا الإنْسَـان؛ لأنه يعني في ما يعنيه في ما يدل عليه في ما يوجه إليه ما يقي هذا الإنْسَـان من شرور وسيئات وعواقب أعماله السيئة؛ لأن الأعمال السيئة للإنْسَـان للفرد كفرد وللمجتمع كمجتمع للأُمَــم كأُمَــم للدول كدول وللشعوب كشعوب للتيارات كتيارات، كُلّ الفئات البشرية لأعمالها السيئة لتصرفاتها الخاطئة نتائج سلبية في واقع الحياة ويلات ونكبات وشقاء ومعاناة، وهكذا تعني التقوى: (ضبطَ واقع الإنْسَـان في تصرفاته في أعماله في مواقفه على النحو الذي يساعدُه للاستقامة فيقي نفسَه من النتائج الحتمية واللازمة للتصرفات السيئة والسلبية).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1441هـ
شهر رمضان محطة التزكية والتعبئة.