هذه مأساة، هذه كارثة كبيرة جدًّا، وعارٌ كبيرٌ جدًّا على كل المؤسسات والمنظَّمات والمجتمع الدولي، الذي يسمِّي نفسه بالمجتمع الدولي، وعلى منظمة التعاون الإسلامي، التي هي ثاني أكبر منظَّمة في العالم بعد الأمم المتَّحدة، وتجمع الدول والبلدان الإسلامية، ثم هي لا تفعل شيئاً! كذلك العرب، منظَّمتهم أين هي؟! ماذا تفعل؟! هم بشكلٍ عام ماذا يعملون؟! ماذا يفعلون؟!
مع التجـــويع، يستمر العدو الإسرائيلي في القتل والإبادة الجماعية، والتهجير القسري إلى مربعات ومناطق ضيِّقة جدًّا، وغير مؤهَّلة للاستقرار فيها، ومع ذلك لا يتوقف عن استهداف النازحين بعد تهجيرهم إلى تلك المناطق، النازحين الجائعين في تلك المناطق، التي يسمِّيها آمنة، ثم يستهدفهم بها ويقتلهم.
ومن أساليبه في التعطيش: الإرغام لهم إلى الانتقال من المناطق التي قد يتوفَّر فيها البعض من الماء، إلى أماكن ليس فيها شيءٌ من الماء، وهو يسعى في ذلك إلى تعطيشهم، وإلى أن يزيد من معاناتهم.
الشعب الفلسطيني في هذه المأساة التي وصلت إلى مستوى رهيب، وإلى مستوى محزن جدًّا، ومؤلم للغاية، يشعر بالخذلان العربي، والخذلان من المسلمين بشكلٍ عام، قبل غيرهم؛ لأن المسؤولية عليهم قبل غيرهم.
لسان حال كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة هو: أين العرب؟! وماذا جرى للمسلمين؟! لماذا هذا الصمت؟! لماذا هذا التَّفَرُّج تجاه هذه المأساة؟! أين المسؤولية الإنسانية والإسلامية والأخلاقية تجاه هذا الشعب، الذي هو جزءٌ منهم، في مواجهة عدو، هو عدوٌ لهم جميعاً، ويشكِّل خطورةً عليهم جميعاً؟!
إذا لم يقف العرب مع الشعب الفلسطيني، في هذه المظلومية الواضحة البيِّنة، الطويلة الأمد؛ بفعل تقصيرهم، والتي بلغت إلى ما بلغت، ووصلت إلى ما وصلت؛ نتيجةً لتخاذلهم، ففي أيِّ موقف، في أيِّ مظلومية، في أيِّ قضية ستجتمع كلمتهم؟! مع أي شعب، مع أي مكون من أبناء هذه الأُمَّة سيقفون في يومٍ من الأيام؟! معناه لن يقف أحدٌ مع أحد منهم، في هذه الحالة من التخاذل تجاه هذه المظلومية الواضحة، والمأساة الكبيرة جدًّا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 29 محرم 1447هـ 24 يوليو 2025م