فالآيات هذه كلها توحي بأن المؤمنين، المتقين، وهم من وصفوا بأنهم ينفقون في السراء والضراء، أنهم ينفقون بمبادرة، ومسارعة.
فالآية هذه من قوله: {سَارِعُوا} طبعت صفات المتقين إلى أنهم فعلاً يبادرون، ويسارعون إلى ما وصفوا به، ولهذا عندما قال بعد: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ}(آل عمران135) أليست هذه مبادرة؟ {ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا}، ترتيب الغاية في {ذَكَرُواْ اللّهَ} بعد الشرط، أيضاً الإتيان بالفاء {فَاسْتَغْفَرُوا} تدل على أن عندهم روح المبادرة، المسارعة.
ولهذا كانت المسارعة في الواقع تبدو أنها مطلوبة في معظم الأعمال، عندما قال: {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} ألم يطبع المسارعة في كل ما تحصل به على المغفرة، في كل ما تستوجب به المغفرة من الأعمال الصالحة أن تكون مسارعاً إلى ما تستوجب به المغفرة من الأعمال الصالحة، ومسارع إلى ما تستوجب به المغفرة من التوبة، إذا حصل منك أي خطيئة، ثم تكون مسارعاً إلى ما تستوجب به الجنة من الأعمال.
فتجد أن الشيء المطلوب في الغالب بالنسبة إلى الأعمال الصالحة هو المسارعة، هو المبادرة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وسارعوا الى مغفرة من ربكم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
اليمن-صعدة