وتأتي عملية التنظيم للحساب، يقول الله -جلَّ شأنه-: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً}، مستوية لم يعد فيها لا جبال، ولا موانع، ولا حواجز… ولا أي شيء، {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الكهف: 47-48]، تبدأ عملية العرض على الله -جلَّ شأنه- العرض في مقام الحساب، والتنظيم بشكل صف مستوٍ، يصف الناس، يصفون ويقفون في مقام الحساب للعرض أمام الله -سبحانه وتعالى- ومقام عظيم ومهيب جدًّا، مهيب للغاية، الإنسان في مواقف الحساب وهي مواقف متعددة ومراحل متعددة، ما بعد البعث والنشر، ما بعد عملية التجميع للحساب، ما بين الترتيبات الأولية لعملية الحساب، وفي بدايتها قدوم الملائكة بأعداد هائلة جدًّا، قدومهم ونزولهم إلى ساحة المحشر مرحلة مهيبة جدًّا، والاستحضار والاستشعار للقرب من الله -سبحانه وتعالى- ولحضوره على نحوٍ غير مسبوق، {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}[الفجر: 21-22]، لحظة مهيبة، اللحظة التي يستشعر فيها البشر قرب الله -سبحانه وتعالى- والقرب من الله، والحضور الإلهي، يستشعرون هذا على نحوٍ لم يسبق لهم أن استشعروه أبداً، ومجيئ الأفواج الهائلة والأعداد الكبيرة جدًّا من الملائكة، وحضورهم إلى ساحة المحشر والمشاهدة لهم، الإنسان يشاهد الملائكة وهم آتون، والمجيئ بالعرش الذي سيكون بمثابة القبلة والمقر لكبار الملائكة، ولإدارة عملية الحساب، أمر هائل جدًّا، وأمر رهيب للغاية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
(ساحة الحساب والجزاء)
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ
المحاضرة الخامسة / مايو/ 10/ 2019م.