عندما نعود إلى واقعنا من جهة كأمةٍ إسلامية، وفي داخلها العالم العربي، أو إلى مسؤولياتنا بحسب انتمائنا الإسلامي والقرآني، وحتى بحسب الفطرة، حتى بحسب الإنسانية، ندرك أنَّ المفترض بهذه الأمة بشكلٍ عام، أنها كانت ومنذ أن نشأ الكيان الصهيوني، وفرضه الاستعمار، ودعمه الاستعمار، وزرعه الاستعمار في قلب أمتنا، في جغرافيا داخل جغرافيا هذه الأمة، ليحتل بلداً من بلدان هذه الأمة، ليظلم شعباً، ويشرِّد شعباً، ويصادر حقوق شعبٍ من شعوب هذه الأمة، ليشكل تهديداً مباشراً على مقدسات إسلامية من مقدسات هذه الأمة، منذ تلك البدايات، منذ تلك المرحلة، كان يفترض بأمتنا الإسلامية بشكلٍ عام أن تكون في حالةٍ من التعبئة المستمرة، والاستنهاض المستمر، والنفير المستمر، والعمل الدؤوب، إلى التخلص من هذه المشكلة، إلى معالجة هذا الخطر، إلى إنهاء هذا التحدي، هذا هو الموقف الطبيعي، هذا هو الاتجاه السليم.
لا أن ننظر إلى أي تحركٍ جادٍ، وصادقٍ، وواعٍ، ومخلصٍ، ومضحٍ في داخل هذه الأمة، إلى أنه الذي يمثل الإشكالية؛ لأنه يتبنى موقفاً صحيحاً تجاه أعداء الأمة:
فنرى سواءً في هذه المسيرة القرآنية، أنها مثَّلت إشكالاً عندما انطلقت من اليمن.
أو نرى في المقاومة اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، وكأنها تمثل مشكلة في ساحة الأمة.
أو ننظر بسلبية إلى المقاومة الفلسطينية.
أو ننظر بعدائية إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، أو إلى أحرار العراق، أو إلى سوريا.
الشيء الصحيح، الشيء الطبيعي في هذه الأمة بشكلٍ عام: أنه منذ نشأ العدو الصهيوني في فلسطين، واحتل فلسطين في بداية الأمر، أنَّ الأمة بقيت في نفير عام، في حركة مستمرة، حتى في المراحل التي حدثت فيها إخفاقات في بعض المواجهات العسكرية، في بعض المراحل من جانب بعض الأنظمة والجيوش العربية، حتى في تلك المراحل، لم تكن تلك الإخفاقات لتبرر حالة الانكسار، والصمت، والتنصل عن المسؤولية، واللا مبالاة، التي سادت في أوساط الكثير من أبناء هذه الأمة.
فوجود العدو الإسرائيلي، الصهيوني، اليهودي، محتلاً لجزءٍ من البلاد الإسلامية، مهدداً بشكلٍ مباشر لجزءٍ من المقدسات الإسلامية، مضطهداً لشعبٍ من شعوب الأمة الإسلامية، يحتم علينا أن نبقى في حالةٍ مستمرة، هذا بحد ذاته، بحد ذاته كافٍ في أن تكون علينا جميعاً مسؤولية أن نسعى، وأن نتحرك، وأن نعمل بشكلٍ مستمر، وأن يكون هناك نشاط واسع في داخل أمتنا، في مختلف شعوب أمتنا، لإنهاء هذا التحدي، لتخليص شعبنا الفلسطيني، الذي هو جزءٌ منا، جزءٌ من أمتنا، من كياننا الكبير الإسلامي، لإنقاذه من هذا العدو، لدحر ذلك العدو الصهيوني من تلك الأرض، ولطرده مما يشكِّله من تهديد لمقدسات هي من مقدسات هذه الأمة، هذا هو الشيء الصحيح، الشيء الطبيعي.
فالحالة التي هي غير طبيعية هي: ما ساد لدى الكثير من ركود، وجمود، وتنصل عن المسؤولية.
والشيء الأسوأ من ذلك، والأكثر قبحاً، والذي يجب أن يستفز الجميع، وأن ينتقده الجميع، وأن يكون للجميع منه موقف: هو حالة العمالة للعدو الإسرائيلي والأمريكي، هو حالة التعاون مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، هو الوقوف جنباً إلى جنب مع الأمريكي والإسرائيلي، في هذه الحالة الإجرامية، التي اعتدوا بها على هذه الأمة، واحتلوا جزءاً من أبناء هذه الأمة، ومن أرض هذه الأمة، ومن مقدسات هذه الأمة، فما بالك والأمر أنَّ هناك استهدافاً يشكِّل خطورةً مباشرة على كل هذه الأمة.
العدو الإسرائيلي وهو كان يسعى للتمدد من داخل فلسطين، حتى عسكرياً وبشكلٍ مباشر، إلى بقية البلدان، ما الذي أعاقه؟
أعاقته المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقبل ذلك المقاومة اللبنانية في لبنان.
هذا ما مثَّل إعاقة حقيقية للعدو، وإلا فكان توجهه معلناً وواضحاً في أن يتمدد للاستيلاء المباشر نحو خريطته المعلنة، فيما يسميها بإسرائيل الكبرى، وأن يسعى من خلال ذلك إلى السيطرة على الأمة بشكلٍ عام، على الموقع الجغرافي للأمة، الذي يمثِّل أهميةً كبيرة على مستوى المنطقة العربية، وأن يتمكن من ذلك في تعزيز نفوذه على المستوى الدولي.
فإذا جئنا إلى المسؤولية، فهذه هي المسؤولية، هذه هي المسؤولية، وهذا هو الواجب، هذا هو التحرك الصحيح.
ولذلك يجب أن ننظر بإيجابية إلى كل حالات الصحوة والوعي، والاستشعار للمسؤولية:
سواءً في إطار هذه المسيرة المباركة عندنا، والتي تحركت من اليمن.
أو باتجاه محور المقاومة بشكلٍ عام.
أن هذا هو التوجه الصحيح، التوجه الطبيعي، تجاه الخطر الإسرائيلي، وتجاه الخطر الأمريكي، والمؤامرات الأمريكية.
موقف الأمة السلبي تجاه النماذج الناجحة!
ونرى أن الواقع العربي، الذي تأثر بالإخفاقات في مرحلة معينة، لم يكن إيجابياً تجاه حالات النماذج الناجحة:
وبدايتها النموذج اللبناني، المتمثل في حزب الله والمقاومة اللبنانية، الذي وفقه الله “سبحانه وتعالى” لصناعة أول وأكبر انتصار حقيقي بقي صداه، بقيت مكاسبه، بقي ثابتاً، بقي مستمراً في دحر العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام ألفين، نتاج عمل تراكمي، وتضحيات، هذا النموذج الناجح.
ثم يليه النموذج الناجح في المقاومة الفلسطينية، وفي المقدمة في غزة.
لم يتجه العرب من حوله، والعالم الإسلامي، ما عدا الجمهورية الإسلامية بشكلٍ رئيسي، وإلى جانبها- إلى مستوى جيد- سوريا؛ أما البقية على المستوى الرسمي، وعلى المستوى السائد في الساحة العربية والإسلامية، فلم يكن هناك توجه بالشكل المطلوب، للاستفادة من هذه النماذج الناجحة:
في مساندتها كما ينبغي.
في احتضانها كما ينبغي.
في تأييدها، في الوقوف إلى صفها كما ينبغي.
بل بدأت المؤامرات من بعد أن تجلى النجاح، وتبين أن هذه نماذج ناجحة، صامدة، هزمت العدو الصهيوني هزائم متتالية:
في لبنان، انتصارات لحزب الله كبيرة جدًّا، انتصار عام الألفين وستة انتصار عظيم ومهم جدًّا، ويكاد أن يكون أكبر من انتصار عام ألفين، ودلالته كبيرة جدًّا؛ لأنه كسر العدو الإسرائيلي في معركة، معركة واحدة، لأيام معدودات، وألحق به الهزيمة، ومنعه من الدخول إلى لبنان.
الانتصارات المتتالية للمقاومة الفلسطينية في غزة، انتصارات مهمة جدًّا، ودلالاتها واضحة جدًّا.
فكان الشيء الطبيعي في الساحة العربية بشكلٍ عام، وفي أعمَّ منها على مستوى الساحة الإسلامية، أن يتجه الجميع كما الجمهورية الإسلامية في إيران، كما فعلت سوريا، أن يتجه الجميع بذلك المستوى من الدعم والمساندة، للمقاومة الفلسطينية، والمقاومة اللبنانية.
ولكن الحالة التي اتجه إليها البعض هي اتجاه مختلف، اتجهوا إلى جانب الأمريكي والإسرائيلي في حرب بأشكال كثيرة:
المؤامرة التكفيرية التي استهدفت حزب الله، واستهدفت سوريا، واستهدفت الشعب العراقي، هي جزءٌ من هذه المعركة في خدمة أمريكا وإسرائيل.
ومع ذلك على المستوى الإعلامي، سلبية بشكلٍ واضح، وحرف لبوصلة العداء، وتقديم صورة مختلفة عن العدو الصهيوني، وكأنه هو الصديق الذي يجب على كل شعوب الأمة أن تواليه، وكأن من يقفون في وجهه، يدافعون عن أنفسهم، وعن الأمة من خلفهم، كأنهم العدو، وكأنهم المشكلة، وكأنهم من يجب أن تتجه نحوه بوصلة العداء.
وتجلت الأمور أكثر فأكثر في كل هذه المراحل إلى درجة عجيبة، حتى في المرحلة الأخيرة، في عملية (سيف القدس)، كان الإعلام السعودي والإعلام الإماراتي يتحدث عن المقاومة الفلسطينية وكأنها عدو، وكأنها هي على الباطل، وكأنها ليست صاحب قضية، وكأنها إنما فقط تنفذ أجندة إيرانية، مع كل الوضوح في مظلومية الشعب الفلسطيني، مع كل الوضوح في أنه صاحب قضية واضحة جدًّا، مع كل الوضوح- فيما قبل عملية (سيف القدس)- فيما يفعله الإسرائيلي من انتهاكات، واستهداف للمسجد الأقصى الشريف، الذي هو مقدس من مقدسات الأمة بكلها، تجد الحديث في الإعلام السعودي وقحاً إلى درجة عجيبة، في الإعلام الإماراتي أوقح، وهو يتحدث عن حماس، عن حركة الجهاد الإسلامي، عن المقاومة الفلسطينية، بعبارات تسيء إليها، ويسخر من صواريخها، ويستهزئ من صمودها، من موقفها، وحتى من انتصارها، ويحاول أن يقلل من هذا الانتصار، ومن أهمية هذا الانتصار، وكأن تلك المحطات محطات إسرائيلية، وكأن أولئك الإعلاميين إعلاميون إسرائيليون، يتحدثون بنفس المنطق الإسرائيلي!!.
ولعلم الجميع فإن الحديث الدائم عن أن العدو هو الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله، ثم إلحاقاً بذلك المقاومة الفلسطينية، ثم إلحاقاً بذلك المسيرة القرآنية في اليمن، هو حديثٌ إسرائيلي، هو منطقٌ إسرائيلي، قبل أن يتحدث به أولئك، كمثل ما يفعله الببغاء، في قنواتهم، في وسائل إعلامهم، الإسرائيلي كان يتحدث هكذا، الأمريكي كان يتحدث هكذا: الخطر هو إيران، الخطر هو حزب الله، الخطر هو المقاومة الفلسطينية، ثم أضيف إلى ذلك أحرار العراق، ثم أضيف إلى ذلك أيضاً سوريا، ثم أضيف إلى ذلك فيما بعد الشعب اليمني، وهذه المسيرة القرآنية في اليمن.
العداء لهذه الشعوب الحرة، والمتحركة، والناهضة، والتي هي في صدارة الأمة في موقفها، وإن كان وجدان الشعب العربي في كل أقطاره معها، الوجدان العام، الشعور العام، التعاطف العام، إلا أن التوجه الرسمي المعادي، الذي هو شاذٌ عمَّا ينبغي أن يكون عليه موقف الأمة جمعاء، التوجه المعادي يتميز ويتبين أكثر فأكثر، ونحن اليوم أمام واقعٍ واضح، أمام فرزٍ عجيب، في إطار سنة الله “سبحانه وتعالى”، الذي هو “جلَّ شأنه” في سنته مع عباده يميز الخبيث من الطيب، {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: من الآية179].
تبين في كل هذه المراحل جدوائية، وقيمة، وفاعلية، هذا التحرك، الذي هو مبنيٌ على توجهٌ صحيح ضد الخطر الأمريكي والإسرائيلي، وأنه توجهٌ ناجح، وإيجابي، وجاد، ومثمر، ومع أنه يعاني من ظروف كبيرة:
من محاصرة.
من حروب.
من استهداف بكل أشكال الاستهداف.
إلا أن فاعليته، وثباته، وجدوائيته، ونجاحاته، واضحة، لا لبس فيها.
وبالتالي لا مبرر لكل الذين اتجهوا نحو العمالة، نحو الولاء للعدو الإسرائيلي، نحو التنفيذ للمخططات والمؤامرات الأمريكية التي تستهدف الأمة، ولا مبرر- في نفس الوقت- للجامدين لليائسين، للمهزومين نفسياً، للذين جمدوا وخنعوا ويئسوا، لا مبرر لهم، هذه النجاحات واضحة، وآخرها النجاح الكبير للمقاومة الفلسطينية في عملية (سيف القدس)، نجاحات واضحة، والحجة قائمة على الجميع من أبناء أمتنا؛ لأن هناك مسؤولية دينية ما بيننا وبين الله “سبحانه وتعالى”، في أن نتحرك بجدية.
المسؤولية التي يربينا عليها القرآن، هي مسؤولية مهمة:
هي تجعل الأمة في موقعٍ متقدم في التصدي للأخطار التي تستهدفها، في مواجهة التحديات، في مواجهة الأعداء الذين يستهدفونها، والذين تشكِّل حالة الاستسلام والجمود والتنصل عن المسؤولية حالةً خطيرةً، تمكِّنهم من الإضرار بهذه الأمة على نحوٍ بليغٍ وخطيرٍ جدًّا.
إن الله “سبحانه وتعالى” قدَّم لنا درساً عجيباً في القرآن، في التصدي لخطر أعدائنا من اليهود، أتى في سورة البقرة قول الله “سبحانه وتعالى”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة: 104-105].
الله “سبحانه وتعالى” في الآية المباركة يأمر المسلمين أن يقاطعوا (كلمة) مفردة، من المفردات العربية: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}، وأن يستبدلوها بمفردة أخرى، في مورد استخدامها الذي كانوا يستخدمونها لأجله: {وَقُولُوا انْظُرْنَا}، ثم يؤكد على الالتزام بذلك بشدة: {وَاسْمَعُوا}، ثم بالمزيد من الوعيد والتهديد: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
الأمة التي يريد الله لها أن تكون على أعلى درجة من اليقظة، والوعي، والاستشعار للمسؤولية، والاهتمام بكل خطوة عملية مهمة، في التصدي لمؤامرات الأعداء، عليها أن تستوعب هذه التربية، أن تتفاعل إيجابياً مع هذه التريبة القرآنية.
أمر الله المسلمين أن يقاطعوا مفردة لماذا؟ لأن الأعداء كانوا يستغلون استعمال العرب لهذه المفردة لمصداق معين، العرب كانوا يستخدمونها لمصداق معين، لمعنى معين، فكان اليهود المعادون لرسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” يستخدمونها لمدلول آخر مسيء، مسيء إلى النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”، وهذا المدلول مخفيٌ في أعماق أنفسهم، مخفيٌ في أعماق أنفسهم، ولكنهم يتسترون بالاستخدام من جانب العرب، من جانب المسلمين، لتلك المفردة، ولو أنهم يستخدمونها لمدلول آخر، ولأجل هذا الاستخدام الذي استغلوه لمعنى في أنفسهم، ليس ضرره في الساحة ضرراً مباشراً: قتلاً للأمة، أو تدميراً لمقتنياتها، وممتلكاتها، وسيطرةً عليها، لا، إنما معنىً في أعماق أنفسهم، القرآن لا يسمح بأن يستفيد العدو حتى بمجرد معنى في نفسه، فيأتي ليحسم هذه المسألة بشكلٍ صارمٍ وحازمٍ ونهائي، ويلغي استخدام هذه المفردة: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}، ويأتي ببديلٍ لها: {وَقُولُوا انْظُرْنَا}؛ ليرقى بالأمة على ألَّا تسمح لعدوها هذا أن يستفيد في واقعه حتى من ثغرة واحدة.
فكيف بمقاطعة البضائع؟! كم تدر البضائع الأمريكية والإسرائيلية من أموال هائلة جدًّا؟ والعدو ماذا يسعى له اليوم؟
العدو الصهيوني، ومعه الأمريكي، يسعون إلى تجاوز حالة المقاطعة على كل المستويات:
إنهاء القطيعة السياسية، من خلال إقامة علاقات رسمية، في المقدمة من الدول العربية.
مع ذلك الجانب الاقتصادي.
وبقية المجالات.
يأتون ليتحدثون، كما فعل آل خليفة في البحرين، وكما فعل الإماراتي، وكما يفعل السعودي، عن علاقات في كل المجالات، حتى على المستوى الثقافي، حتى على المستوى الثقافي!، هم يعملون على إنهاء هذه القطيعة؛ لينفذوا من خلال ذلك إلى السيطرة على الأمة في كل مجال من المجالات.
ولذلك نحن في هذه المرحلة، أمام هذا الفرز الواضح، علينا أن ندرك أن حقيقة الموقف الذي ينسجم، مع إيماننا، مع قرآننا، مع إسلامنا، مع مصلحتنا كأمةٍ إسلامية، وأيضاً الذي ينسجم مع الواقع، الذي يشهد له الواقع، الذي يثمر في حقيقة الأمر في دفع الخطر عن أمتنا، وفي الموقف الصحيح، في التصدي لخطر الأعداء، وفي المباينة لهذا العدو، وفي المقاطعة لهذا العدو على كل المستويات، وأن تتوسع دائرة هذا الموقف، الذي هو اليوم جليٌ في مستوى محور المقاومة بشكلٍ عام، وكل الشعوب الحرة التي تتحرك بشكلٍ واضح، ومن ضمنها شعب البحرين، المظلوم، والعزيز، والثابت، والذي له موقفٌ واضحٌ جدًّا ضد التطبيع الذي يقوم به آل خليفة، شعب البحرين ليس مع آل خليفة، في خيانتهم للأمة، في خيانتهم للإسلام، شعب البحرين هو يعاني من ظلم آل خليفة، الذين يتوددون للعدو الصهيوني، ويوالون العدو الصهيوني، ويظلمون شعبهم، ويعتدون على شعبهم، ويتوجهون بكل قسوة وجبروت، واستعانة بالدعم الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، لظلم شعبهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1442هـ