يقول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي"فيما يتعلق بهذه الخطوة أيضًا رافقها دعوة إلى القرآن الكريم للتثقف به، وكانت هي بحد ذاتها استنهاضًا للأمة في مواجهة أعداء حقيقيين واضحين مكشوفين لا لُبس في أمرهم ولا غموض في عداوتهم للإسلام والمسلمين، ليست أمريكا محل شبهة ولا إسـرائيل محل شبهة لا في عداوتها للإسلام ولا في ما ارتكبته بحق المسلمين وبحق البشـرية عمومًا من ظلم وإجرام وطغيان، وقتل لمئات الآلاف، وسفك للدماء بطريقة وحشية وفظيعة، وامتهان لكرامة الناس، ونهب وسـرقة لثروات البشـرية، واحتقار واستكبار وإلى ما هناك، ليست محل شبهة، لم تكن أمريكا محل شبهة، ولا إسـرائيل محل شبهة، لا على مستوى عداوتها للإسلام والمسلمين، الإسلام في كل معالمه: في نبيه وكتابه ومقدساته وتفاصيله، ولا على مستوى استهدافها للأمة ولأرضها وعرضها وثرواتها ووجودها كله، ولا على مستوى ما هي عليه في واقعها.
هل أمريكا لها حضارة أخلاقية قائمة على العدل، قائمة على الحق، قائمة على الخير؟ أم هي المتوحشة الأكثر وحشية في العالم مع إسـرائيل؟ لم تكن محل شبهة ولم تكن إسـرائيل محل شبهة ولم يكن اليهود محل شبهة، بل هم أعداء واضحون بينون صـريحون على كل المستويات بما في ذلك على المستوى الأخلاقي.
فهو استنهض الأمة للتحرك ضد هؤلاء - الذين يفتكون بها، الذين يمارسون الطغيان عليها والإجرام بحقها والاستهداف الشامل لها - مع دعوة إلى كتاب الله، إلى الاهتداء به، إلى التمسك به، إلى التثقف به.
هل هناك أرقى أو أسمى أو أوضح عدالة وأحقية من هذا المشـروع، دعوة إلى القرآن، واستنهاض للأمة في مواجهة شـر البرية والأعداء الألداء المكشوفين الواضحين في عداوتهم وإجرامهم، مشـروع واضح، ومحق، وعادل، ليس فيه شبهة، وليس فيه غموض، ولم يستهدف طرفًا يكون هناك شك في مواجهته أو استهدافه.
استنهض الأمة لتدافع عن نفسها، وعن دينها، وعن عرضها، وعن أرضها، عن وجودها، دعوة حق واضحة بينة، حق واضح، وحق بيّن، وقضية عادلة لا لبس فيها أبدًا، ومع كل هذا الوضوح، مع كل هذا الحق، وُوجِهَ هذا المشـروع من قبل الكثير من الناس، هذا يدل على ماذا؟ لقد كشف هذا المشـروع الواقع الرديء جدًّا والسيئ الذي وصلت إليه الأمة (أمة الإسلام) ويتحرك من داخل الأمة - التي تقول عن نفسها أمة الإسلام - يتحرك الكثير عداءً صـريـحًا بيـنًا بكل وقاحة ضد دعوة الرجوع إلى القرآن.
واجهوا من ناداهم: بأن تعالوا نتبع كتاب الله، تعالوا نتثقف به، تعالوا نتمسك به، نتحرك على أساسه، ووقفوا ضد هذه الدعوة التي كانت تمثل الدعوة التي تحرك بها رسول الله محمد - صلوا ت الله عليه وعلى آله - من داخل الأمة.
واجهوا القرآن في ثقافته، وَواجهوا القرآن في موقفه، وَواجهوا القرآن في رؤيته، وَواجهوا القرآن في دعوته، وَواجهوا رؤية القرآن وثقافة القرآن وعوديت بأشد حالات العداء، وُوجِهت بكل أشكال المواجهة وعلى كل المستويات.
على العموم هذا المشروع القرآني بهتافه وشعاره، ومشروعه الآخر المتعلق بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية هو مشروع نحتاج إليه كمسلمين؛ لأن بقاءنا بلا مشروع يعني البقاء في حالة من الاستسلام والصمت التي تخدم الأعداء، وهو مشروع متنور؛ لأن الثقافة القرآنية تتضمن رؤية شاملة متكاملة، تتناول الواقع وتتناول مشاكل الأمة وتتناول الأحداث وطبيعة الصراع وما تحتاج إليه الأمة في مواجهة هذا".