مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والحال أيضاً عندما يصل بالوالدين: إما بكلا الوالدين، أو أحدهما، أن يكبر عندك، وأن يطعن في السن، وأن يصل إلى مرحلة العجز، ويحتاج إلى الرعاية والمساعدة في مختلف شؤون حياته، قد يصل بالبعض أن يحتاج إلى مساعدة (الأب، أو الأم) حتى في التنظيف، حتى في الرعاية بهما، وشبيهة برعايتك في الطفولة، رعاية تحتاج إلى العناية بهما في التغذية، في التنظيف… في غير ذلك. حتى في مثل هذه الحالة يجب أن تعاملهما باحترام وتقدير، وبالقول الكريم: القول الذي فيه إكرامٌ لهما، تقديرٌ لهما، احترامٌ لهما، وليس فقط التعامل العادي، التخاطب العادي هذا لا يكفي، التخاطب مع الوالد، مع الوالدة، التعامل مع الوالد والوالدة ليس سقفه الإيماني المعاملة العادية أبداً، المعاملة كما تتعامل مع أي إنسان بشكل عادي، يجب أن تتميز هذه المعاملة وهذا التعامل أن يتميز بمزيدٍ من الاحترام والتقدير والتكريم والتواضع، وكما نجد في الآية: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} أن تكون تجاههما رحيماً ومتواضعاً ومتذللاً، تذلل الرحمة والاحترام والتقدير، حتى في الحالات التي قد يغضب فيها الأب وينفعل، أو تنفعل فيها الأم، لا يواجه هذا الانفعال بانفعال مقابل، البعض من الأبناء مثلاً إذا انفعلت عليه والدته أو انفعل عليه والده، قد يقابل هذا الانفعال بالانفعال، ويسيء إليهما، وينهرهما بالكلام، يزجرهما بالكلام بالصوت المرتفع، أو بالجفاء والجلافة، والإساءة إليهما، والتجاهل لهما، [يتحيمس] على الأم والأب؛ فيعرض عنهما، ويتنكَّر لهما، ويتجهم بالعبوس إليهما، لا ينبغي ذلك، ينبغي الصبر، التحمل.

 

وفي الوقت نفسه تأتي تعليمات للأب والأم في القرآن الكريم كيف يكونان أيضاً هما تجاه أولادهما، يعني: ليس المطلوب أن يكون الأب، أو أن تكون الأم، أو أن يكون أحدهما تجاه الأولاد متجبراً وظالماً ومتعسفاً ومتجبراً، أو يعتقد أن الأولاد أصبحوا من ممتلكاته، وأن له الحق المطلق في التصرف كيفما يشاء ويريد فيهم. |لا| هم أمانة عندك، وهم عبيد لله -سبحانه وتعالى- وليسوا عبيداً لك، فالعلاقة منظَّمة في القرآن الكريم من الأب والأم تجاه الأولاد، وسيأتي الحديث- إن شاء الله- إذا وصلنا وأتيحت لنا الفرصة نتحدث- إن شاء الله- في قصة لقمان عن كيف يكون تعامل الوالدين تجاه أولادهما.

 

فالمعاملة مضبوطة بهذا الضابط حتى إلى درجة أن يقول: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ} (أُفٍّ) كلمة استقذار وتضجر، لا يصدر حتى كلمة تضجر، ولا كلمة استقذار؛ إنما يكون القول والخطاب لهما- القول نفسه- قولاً كريماً، المعاملة كذلك معاملة باحترام وتقدير، فيدخل في هذا: التخاطب والكلام، ويدخل في هذا المعاملة، ويدخل في هذا أسلوب التعامل كذلك، والحالة التي يكون الإنسان معهما.

 

وإذا زلَّ الإنسان وهو صالح ومستقيم، وإنما في بعض الحالات قد يصدر منه زلل، ضبح زيادة ما تحمَّل، ممكن يعتذر ويرجع ويستغفر الله ويعتذر إليهما، ولهذا يقول الله: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}، كذلك إذا كان الأب أو الأم لا تقدِّر بر ولدها وإحسانه إليهما، فيتعامل ما بينه وبين الله، يحسب حساب ما بينه وبين الله، والله هو العالم؛ لأن البعض أيضاً من الآباء والأمهات عندهم تشدد زيادة على الأبناء، يعني لا يكتفي بالبر والإحسان والتعامل الطيب، يفترض تعاملاً أكثر بكثير، أو مرهق، أو يضيِّق، أو يشدد، ويكون حساساً تجاه أبسط خطأ يغضب أشد الغضب، وينفعل أشد الانفعال، فالله هو العالم يعني بالإنسان وبمدى التزامه واستقامته وما في نفسه.

 

نكتفي بهذا المقدار، ونتحدث- إن شاء الله- في المحاضرات القادمة على ضوء ما ورد في بقية الآيات المباركة.

 

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الثامنة

 

التوحيد عنوان الرسالات الإلهية

 

والإحسان بالوالدين عبادة وقيمة إنسانية

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثامنة

مايو 15, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر