جميل الكامل
جف الكلامُ وأنكر اللغةَ الفمُ
وكأنني وأنا المفوه أبكمُ
في حضرة الأحياء عند مليكهم
قبس بقلبي قال صمتك أقومُ
الشعر أقصر سلم لمقامهم
أنَّالطير العرش يوصِل سلَّمُ
فاغسل يديك من الكلام تأدبا
في حضرة الشهداء لايُتكَلَّمُ
في حضرة الشهداء أبلغ مشهدٍ
تقفون إجلالا لهم وتسلموا
في حضرة الشهداء خير قصيدة
أن تصمتون رجاء أن لاتأثموا
أنتم (بمحكمةٍ ) همو شهدائها
والصمت أدعى سادتي أن تَسلَموا
وسيشهدون لكم… عليكم …فاصمتوا
هرم الزمان بكم ولم تتعلموا
من تحضرون مقامهم جادوا ندا
بنفوسهم …أنتم بماذا جدتموا؟
سقطوا ليرفع شأنكم من بعدهم
إياكمو ياقوم أن تستسلموا
هذا البناء بنائهم فلتحذروا
من أن تبيعوا ما بنوا أوتهدموا
بذلوا الدماء رخيصة من أجلكم
صونوا دمائهم الزكية عظموا
جادوا بماهم يملكون وغادروا
إياكموا أن تبخلوا إياكموا
إياكموا أن تتركون صغارهم
يتكففون وأنتموا تتنعموا
أيتامهم سيف على أعناقكم
لايشعرون بأنهم قد يتموا
هم قدموا الأرواح ماذا أنتموا
ستقدمون أمام ماهم قدَّموا
دمهم غدا برقابكم …إن لم تفوا
سيسوقكم أسرى غدا ذاك الدَّمُ
هذا الهراء لنا هنا أما هموا
في حضرة الشهداء لايُتكلَّم