مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نلحظ مثالاً آخر أورده القرآن الكريم:- مؤمن أهل القرية الذي وردت قصته في سورة يس عادة في الظروف الصعبة تتراجع مواقف الكثير من الناس عند الظروف الصعبة، عندما يكون هناك خطر أمام الناس، وعندما يدركون أو يفهمون ويتصورون أن مواقفهم مع الله سيكون ثمنها أن يدفعوا بأنفسهم ضحية في سبيل الله يقدمون أنفسهم شهداء في سبيل الله، أو تكون هناك مواقف كبيرة،  يتغير الكثير من الناس، لكن الذي يصنعه الإيمان شيء آخر.
من آثار الإيمان أن يدفع بالرجل المؤمن؛ فيتحرك في الظروف الصعبة التي يتراجع فيها الآخرون ممن هم ليسوا بمؤمنين، أو هم قاصرون في وعيهم، وناقصون في إيمانهم.
في قصة أصحاب القرية في سورة يس {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ{13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}(يس: من الآية13ـ ١٤)، هذه الحالة نفسها تدل على مستوى الكفر، ومستوى التمرد والعناد، والطغيان عند أهل تلك القرية, يأتيهم رسولين رسولين دفعة واحدة؛ فلا ينفع فيهم شيء. هم على مستوى كبير من التصلب، من الكفر، من البعد عن الحق.
{فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} يعزز الله الرسولين برسول ثالث وحتى بعد أن يكون هناك ثلاثة رسل لا ينفع فيهم،  يدل هذا على خبث نفوسهم وعلى شدة عنادهم وطغيانهم, كان موقفهم في نهاية المطاف موقف المحارب لهذا الحق وليس فقط الرافض له لم يكتفوا بأنهم لم يستجيبوا لرسل الله ولم يؤمنوا لا. كان موقفهم في نهاية المطاف موقف  المحارب وهم يسعون؛ لأن يوقفوا دعوة  أولئك الرسل ويمنعوهم حتى من أن يقدموا دعوتهم, من أن يقدموا دين الله من أن ينذروهم،  وقالوا لهم: {لئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}(يس: من الآية18)، وصل موقفهم إلى هذا المستوى ليسوا فقط رافضين للحق ومكذبين للرسل بل حتى مصرين على أن يمنعوا الرسل من أن يبلغوا رسالة الله.
{لئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ  وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وأمام هذا التوجه من أصحاب القرية لمواجهة الحق لمواجهة رسالة الله الذي هو توجه المحارب والمعاند برز موقف هو يدل فعلاً على عظمة الإيمان وأثر الإيمان وقوة الإيمان {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى}(يس: من الآية20)، في هذه الظروف التي يوجد هناك توجه من أولئك حتى أنهم بتوجههم لمحاربة هذا الحق ومنع رسالة الله يهددون بالبطش يهددون بالقتل يهددون بالانتقام{لئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ} الموقف أصبح موقف خطر عندهم توجه؛ لأن يبطشوا ؛لأن يقتلوا في سبيل إيقاف تلك الرسالة{َجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} يسعى مع أن الوضع الخطر يجعل الكثير من الناس يتباعد, لا أن يجيء في ظروف يرى فيها أنها ظروف خطرة، جاء يسعى، يسرع، يبادر في تلك الظروف التي عادة ما يتباعد فيها الكثير من الناس، ويتهرب فيها الكثير من الناس {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} جاء ليناصر تلك الرسالة،  جاء ليقف مع تلك الرسالة ليدعو إليها، ليساند موقف المرسلين.
 {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ{20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ{21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ{23} إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}(يس: من الآية20ـ25)، وهكذا كان موقفه داعياً إلى تلك الرسالة مناصراً لتلك الرسالة، وكان موقفه أيضا ناصحاً لقومه، ناصحاً ومبيناً للحق، وداعياً إلى الحق, ثم يعلن إيمانه ويجهر بإيمانه ويقول لهم:{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} وهو يعرف, يعرف شدة حقدهم وعدوانيتهم وموقفهم ضد الحق ضد الدين.
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ}(يس: من الآية26)، كانت هذه هي النتيجة والغاية {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ}وهو عندما عرف أن مصيره؛ لأنه استشهد {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} تعني أنه استشهد لكنه كان مستعد وكان حاضر حتى أن يبذل نفسه من أجل الله ومن أجل رسالة الله ومن أجل إقامة دين الله لم يكن عنده أنه لم يكن يعرف أو يتوقع, لم يكن يتوقع أن يقتل في سبيل الله, لا  كان أمراً واضح كان، موقف قومه واضح في شدة عنادهم، وفي طغيانهم هذا الموقف القوي العظيم الذي عادة ما يتراجع الناس في مثل تلك الظروف كان وراءه ماذا؟ الإيمان, كان وراءه الإيمان الإيمان هو الذي صنع قوة هذا الموقف في مثل تلك الظروف الحرجة.

[الله أكبر/الموت لأمريكا /الموت لإسرائيل/اللعنة على اليهود/النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم

محاضرة مفهوم الجهاد في سبيل الله.
القاهاالسيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر