مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بسم الله الرحمن الرحيم (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان) مسؤولية كبيرة بهذا القدر من المستوى.. الله خولك ومكنك لأن تكون مسؤولاً في هذه الحياة بما ليست السماء مسؤولة عنه ولا الأرض مسؤولة عنه ولا الجبال مسؤولة عنه.. أي جبل قد تذهب أنت كشخص إلى جبل معين فكيف تكون أنت عند هذا الجبل.. جزء صغيراً وكائناً بسيطاً في أسفل هذا الجبل أو في أعلاه أو وأنت تصعد فيه.. أنت لا تساوي في وزنك صخرة واحدة من صخور هذا الجبل.. أما على مستوى الأرض بكلها والجبال بكلها والسماوات بكلها فكيف؟؟ ولكن الله منحك من المدارك من الهبات من القدرة النفسية الذهنية المعرفية من الوسائل ما تكون به أقدر على المسؤولية.. وما تكون به مسؤوليتك أكبر من الجبال بكلها من الأرض بكلها في بحرها وبرها.. من السماوات.. مسؤول أعطي ملَكَة المسؤولية، قوّة المسؤولية مدارك هذه المسؤولية.. كل الخصائص اللازمة لتحمُّل هذه المسؤولية.. الله حاضر شاهد رقيب عليك.. ليس بغافل عنك أبداً.. أحاطك على الدوام برقابته الدائمة عليك.. كيف ستتصرف.. كيف ستعمل.. وأنت المخلوق العجيب في مخلوقاته والمخلوق الأكبر مسؤولية في هذا العالم بما سخر لك وفي طبيعة الاستخلاف لك.. أنت خليفته في هذه الأرض.. إني جاعل في الأرض خليفة.. كيف يغفل عنك؟؟ يسخر لك ما في السماوات وما في الأرض يعمل لك كل شيء.. يخلقك بهذا الإبداع وهذا الإتقان ثم يغفل عنك ويتركك.. لا.. أحاطك برقابته الدائمة.. والآن نتحدث على ضوء بعض النصوص القرآنية في هذا الموضوع.. يجب أن تستشعر أن الله لا يغفل عنك ولا لحظة واحدة.. لا في ليل ولا في نهار ولا في أي واقع أنت فيه ولا في أي مكان أنت فيه أنت في كل لحظة تحت رقابته الدائمة.. يراك ويعلم بك ويسمعك ولا يخفى عنه شيء من شأنك.. ولا يشغله شيء عن ذلك.. لا يشغله شيء عن ذلك.. تدبيره لكل شؤون السماوات والأرض عمله الدائم جل شأنه خلقه المتكرر وما يقوم به وهو الحي القيوم.. تقديره لشؤون السماوات والأرض عمله الدائم جل شأنه خلقه المتكرر وما يقوم به وهو الحي القيوم في السماوات وما في الأرض.. لا يشغله شيء من ذلك عن إدارة هذا العالم هذا الكون بكله وكل ما فيه لا يشغله شأن من ذلك أبداً على الرقابة الدائمة عليك.. فهو يراك على الدوام يعلم بك على الدوام يسمعك دائماً وأبداً ورقابته كاملة.. إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) لا أنت ولا غيرك ولا كل ما في هذا العالم.. هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء.. هو الذي كان يعلم بك وأنت في رحم أمك في تلك الظلمات في ذلك المكان الخفي.. صورك هناك كان يراك وأنت هناك.. ويراك وهو يصورك ولم تكن هناك مخفي عليه ولا مختفياً عنه.. أبداً.. هو الذي يصوركم في الأرحام ويمنح كل كائن بشري الصورة التي يقرر أن تكون صورة له ويخرج الى هذه الحياة له ملامحه له شكله له صورته التي يتميز بها عن كل البشر من حوله عن كل الناس من حوله.. وشخصيته المتميزة عن كل الناس من حوله.. الذي صورك وأنت مختفياً هناك في ذلك المكان الخفي وأعطاك الصورة التي تميزك عن غيرك من البشر عن كل الناس من حولك هو يراك فيما بقي من حياتك.. هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله الا هو العزيز الحكيم.. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. رقابة مباشرة منه ولا يخفى عليه حتى خيانة اللحظة التي لحظت بها بطرفك بعينك فنظرت بها نظرة الحرام ونظرة الشهوة الحرام إلى حيث لا يحل لك.. هو علم بك في تلك اللحظة يوم حدت بنظرك يوم حدت بعينك لم يخف عليه ذلك.. وما تخفي الصدور وما أنت تخفيه في أعماق نفسك وفي داخل قلبك وصدرك.. قد خفي على الناس من حولك قد تكون في مجلس وقد تكون في مجمع وقد تكون حاضرا لدى الآخرين وكلهم يراك سيعلمون ما تقول عندما تنطق ويسمعونك وسيدركون تصرفاتك إذا شاهدوها بأم أعينهم.. لكن قد تخفي في نفسك وفي صدرك وفي أعماق قلبك أشياء أخرى كل منهم لا يدي ما وراء هذا القفص الصدري بلحمه وعظمه وجلده وما عليه يغطي على الناس كل شيء.. لكن الله رقيب عليك في ذلك.. ينفذ بعلمه ورؤيته وإدراكه جل شأنه إلى أعماق نفسك وخفايا نفسك.. فهو واضح أمام الله وليس خفيا عليه أبداً.. يقول جل شأنه ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونعلم ما توسوس به نفسك في اللحظات التي أنت توسوس ونفسك فيها توسوس وتختلج في نفسك إلا قامة بعمل السوء والتوجه والرغبة والميل نحو ما هو معصية لله سبحانه وتعالى في تلك اللحظات التي لازالت فيها الإرادة تتحرك في أعماق نفسك نحو العمل فالله يعلم بك قبل أن تعمل وقبل أن تقول وقبل أن تتكلم وقبل أن تتصرف هو يعلم يعلم ما يدور بخلدك ماتهم به في نفسك ما توسوس به وتفكر فيه ويعتمل فيك في داخل نفسك لتفعله قبل أن تفعله فاحسب حساب الله في تلك اللحظات إذا أنت لوحدك أو أنتِ أختي المؤمنة وأنت تفكر وأنت توسوس وفي نفسك وفي خيالك تعتمل الأفكار والوساوس والرغبات نحو فعل معين أو تصرف معين احسب أو احسبي حساب الله أنه يعلم أنه يراقب أنه ليس غافل عنك في تلك اللحظة أو في تلك الحالة؛ أيضا فيما يحمله الإنسان من حقد بغير حق على آخرين او من محبة لباطل او مبطلين او فيما يخفيه في نفسه أيضا من إرادة وتوجهات سيئة هناك عقائد سيئة قد يخفيها الانسان أو سوء ظن مثلا قد يخفيه الإنسان ويتشبث به الإنسان ويعتمد عليه الإنسان تجاه الآخرين هناك أعمال نفسية أعمال قلبية مستودعها خفايا النفس وأعمال القلب وفي داخل الوجدان والمشاعر لا يراها الناس ولا يدركها الناس قد تمر بإنسان وقلبك ممتلئ حقد عليه قد تظهر له بشاشة الوجه وتخفي في نفسك الحقد الشديد عليه وقد يكون حقداً بغير حق وبدون مسوغ لكن الله يعلم ما في قلبك من الحقد وما قد ينتج عن ذلك الحقد من تصرفات وهكذا أشياء نفسية أشياء قلبية هي مخفية عن الناس لها تأثيرها في واقعك العملي في تصرفاتك وفي أعمالك وفي أقوالك لكن الله يعلمها (ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) الله أقرب إليك حتى من حبل الوريد الذي في عنقك هو قريب منك بدرجة أنه مطلع بشكل مباشر على الخفايا في نفسك وعلى ما توسوس به وعلى ما يدور به التفكير في نفسك من الداخل، فاحسب حساب الله ولا تظن أنه غافل عنك هو يقول جل شأنه (ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه) على المستوى الفردي على المستوى الشخصي الله دائم الرقابة عليك دائم الشهود والحضور عليك ولك وفيما تعمل وفيما تفكر وفيما تتصرف وكذلك على المستوى الجماعي ما تعمله أنت لوحدك وما تعمله مع الآخرين وما يعمله الجميع الله شاهد على ذلك غير غافل وغير غائب، لا ليس غافلاً وليس غائباً ولا تعملون من عمل أي عمل مهما كان هذا العمل قليلاً أو كثيراً كبيراً أم صغيراً وفي أي ظرف وفي أي مكان وفي أي واقع ولو كان مستوراً ولو كان داخل غرف مغلقة ولو كان في قصور أو في وديان أو في أي مكان أي مكان إلا كنا عليكم شهودا فالله حاضر على الدوام لا يغيب أبدا لا يغيب نهائياً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض لا يغيب عنه أبدا ولا حتى مثقال الذرة هو شاهد على كل مخلوقاته على الدوام هي واضحة أمامه في كل جزئية منها على المستوى العام وفي كل الجزئيات والتفاصيل شهوده شهودُ دائمون وعلمه علم دائمُ وهو يراها ويسمعها دائماً لا ليل ولا ظلمة تستر منه ولا جدران ولا حائط يخفي عنه ولا أي شيء ولا هناك قدرات ولا يمكن تمويه، تعملك تمويه عن الباري سبحانه وتعالى (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرةٍ في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين) أيضاً كلهُ موثق وعلم ثابت ليس علماً عارضاً إلى سنة كذا كذا ثم نسي ، لا. علم ثابت لايفقد لا يغيب لاينسى أبداً، فأولاً هذا الإجراء الله أحاطك كإنسان برقابة مباشرةً منهُ جل شأنه،

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

المحاضرة الرمضانية التاسعة (استشعار الرقابة الإلهية)

القاها السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي - رمضان 1438هـ 09-06-2017.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر