مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

البعض قد يتأثر بدعاية لا أساس لها من الصحة، ويتفاعل معها، ويسب، ويشتم، ويسخط، ويتفاعل، ويطلق المواقف، وهي مجرد دعاية لا أساس لها من الصحة، أو كلام لا واقع له، وقد تفاعل معه، وتأثر به، وتبنى عليه مواقف معينة، البعض قد يسمع أو قد يرى حالات سلبية بالفعل، ولكنه يقف تجاهها بموقف أكثر سلبية، ويطلق مواقف عامة وتحركات سلبية، ويتعاطى مع الموضوع بأكثر من مستواه وبأكثر من حجمه، ويتعداه إلى مواقف عامة ومواقف شاملة، وهذه حالة خطيرة وحالة سلبية، وتحصل للكثير للكثير، وبالذات من لم يربوا أنفسهم على الانضباط في مشاعرهم ومواقفهم على أساسٍ من تعليمات الله -سبحانه وتعالى- من لا يتحلون بالمسؤولية في مواقفهم وفي كلامهم وفي تصرفاتهم، إنما يتعامل بمشاعره، إذا غضب فهو كافر الغضب: يقول أي شيء، يتحدث بأي شيء، يتخذ أي موقف، لماذا؟ لأنه غضب وانفعل، إذا كان راضياً فمواقفه إيجابية، إذا كان ساخطاً فهو يطلق أسوء المواقف على الإطلاق، هذه حالة خطيرة على الإنسان بنفسه؛ لأن الإنسان في الأخير مسؤول أمام الله -سبحانه وتعالى- في موقع المسؤولية، والمواقف الظالمة، والمواقف الخاطئة، والمواقف السلبية الإنسان سيتحمل وزرها عند الله -سبحانه وتعالى- أحياناً قد تجعل الإنسان يشارك في دماء الناس، في حياتهم، في حقوقهم، في ظلم كبير جدًّا يقع على الناس وهو يتصرف بطريقة يقدم فيها خدمة كبيرة للأعداء، ونحن في ظل صراع خطير تستغل فيه كل الحالات السلبية والمواقف السلبية.

 

فالدعاية من جانب، الشائعات من جانب، إذا كان الإنسان يتلقى أي دعاية من مواقع التواصل الاجتماعي أو شائعة، أو يسمعها من التلفاز، أو يسمعها في الشارع، البعض في الشارع يذهب إلى السوق يسمع دعاية يعود بها معه إلى المنزل، وإلى المقايل، وإلى الاجتماعات، وإلى أصدقائه وأصحابه، أو يتحرك بعد أن يصل إلى المنزل ليطلقها أيضاً في مواقع التواصل الاجتماع، وكأن المسألة في غاية البساطة، يذهب إلى السوق يشتري الخضار، ويعود إلى المنزل ومعه شيء من بعض الخضار هذه ومعه دعاية كأنها حال أي الأشياء الأخرى التي يأخذها من السوق ويعود بها إلى المنزل، ثم يعود بها حاملاً لها، ومعمماً لها، وناشراً لها، ومتبنياً لها، وكأنها حقيقةٌ لا ريب فيها.

 

الدعاية من جانب والشائعة من جانب، من التلفاز، من مواقع التواصل الاجتماعي، من الشارع، من مجالس القات، من مواقع الاجتماعات بكل أشكالها، فعاليات اجتماعية، مناسبات اجتماعية، يسمع أي شيء يتلقفه بكل بساطة، هذا التلقف والذي بكل بساطة يتلقف منه الإنسان أي شائعة أو دعاية ثم يتبناها، ويتفاعل معها بالتالي، ويبني عليها موقفاً، هو يشكِّل خطورةً كبيرة عليك كإنسان، عليك أخلاقياً، عليك إيمانياً، عليك إنسانياً، تصبح سهل التأثر، وسهل الانزلاق إلى مواقف خطيرة جدًّا، تدفع ثمنها كثيراً يوم القيامة وفي الدنيا حتى.

 

أيضاً سوء الظن، سوء الظن أيضاً من الأشياء الخطيرة جدًّا التي قد يبني عليه البعض، قد يعتمد عليه البعض وهو ليس بعلم سوء الظن، ليس بحقيقة، قد يبني على أوهامه وعلى ظنونه انطباعات ومشاعر؛ وبالتالي مواقف، وهذا يؤثر على الكثير من الناس، مسألة في غاية الخطورة؛ لأن الإنسان قد يبني عليها حباً وبغضاً، وولاءً وعداءً، وقد يبني عليها مواقف وتصرفات، وإذا كان في موقع مسؤولية فالمسألة أخطر، والمسألة خطيرة على كل إنسان، كل إنسانٍ في موقع التكليف، إذا كان يعتمد على أوهامه، على سوء ظنه، ويبني عليها المواقف، والبعض حصل من جانبهم هذا، وترتب على ذلك مواقف خطيرة، كم يحصل في واقع الناس من مشاكل تعود في جزءٍ منها إلى هذا: إلى الاعتماد على دعاية شائعة، أو تصديق فكرة غير صحيحة والتقبل بها، أو الاعتماد عل سوء الظن، ويبني الإنسان على سوء الظن موقفاً خاطئاً، ظالماً، سيئاً، ويؤثر هذا- في النهاية- على المجتمع في موقفه العام في قضاياه الكبيرة، وهنا الخطورة الكبيرة جدًّا، هذه الأشياء تؤثر في النهاية، مردودها في النهاية، نتائجها في النهاية: التأثير على الموقف العام، فالمجتمع الذي يعيش هذه الحالة السلبية من التأثر بالشائعات والدعايات، ويعتمد على سوء الظن، ويتقبل الأفكار الخاطئة وغير الصحيحة، مجتمعٌ يسهل على الأعداء ضربه، تفكيكه، التأثير عليه في مواقفه، الصرف له عن اهتمامات كبيرة وقضايا كبيرة، وتصبح بالتالي وسيلةً للسيطرة عليه بكل بساطة، هذا ما لا يريده الله لنا.

 

إن الله يريد لنا أن نكون- كمجتمعٍ مسلم- مجتمعاً واعياً، مجتمعاً متنوراً بنور الله، محصناً بالهدى، محصناً بالوعي، مجتمعاً يمتلك الوعي، يمتلك النور، يمتلك البصيرة، وليس مجتمعاً مستباحاً، ومجتمعاً يتأثر بكل ما هب ودب من أفكار وأقوال ودعايات وشائعات، ويصبح بالتالي وبكل بساطة، ضحيةً لأعدائه الذين يجيدون هذا العمل: عمل التأثير بالدعاية، بالشائعة، بالفكرة غير الصحيحة، وإذا كان الإنسان أيضاً مصاباً بالاعتماد على سوء الظن ويبني عليه المواقف السيئة هذا يشكِّل خطورةً كبيرة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

المحاضرة الحادية والعشرون

{ولا تقف ما ليس لك به علم}

شعار المؤمن لمواجهة الشائعات والتضليل

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية والعشرون مايو 29, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر