مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

علي هراش
فُضِحَ الدورُ التخريبي للنظام السابق في الصراع مع كَيان الاحتلال الصهيوني؛ إذ تسجِّل الوثائقُ الرسمية والتسجيلات الصوتية التي كُشف عنها مؤخّرًا فصلًا مظلمًا ومحوريًّا في تاريخ اليمن الحديث؛ حَيثُ تزيح الستار عن سياسات النظام الحاكم السابق قبل ثورة الـ21 من سبتمبر، التي أعادت لليمن مكانته الإقليمية والدولية.

لم تكن هذه السياسات مُجَـرّد انحرافات محلية، بل تشير الأدلة إلى تحول ذلك النظام -في سياق ما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب"- إلى أدَاة فعالة في يد قوى إقليمية ودولية لتحقيق أهداف تتجاوز الحدود، وترتبط بشكل وثيق بالصراع مع كَيان الاحتلال الصهيوني.

تكشف هذه التسجيلات أن النظام السابق، تحت ضغوط ووعود دولية، انخرط في تعاون استخباراتي وأمني مكثّـف، تحول بشكل متزايد من إطار مكافحة التهديدات الأمنية المزعومة إلى آلية لخدمة أجندة أوسع.

وكان الهدف المعلَن هو مراقبة وكبح حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة، ولكن الهدف غير المعلن كان كسر العزلة الاستراتيجية للكيان الصهيوني، وإيجاد مبرّر لضرب الشعوب المقاومة وتطويق أية قوى تهدّد أمنه.

لقد تحول اليمن، بموقعه الجيوسياسي الحساس، إلى حلقة في سلسلة الجهود الرامية إلى عزل المقاومة الفلسطينية وتجفيف مصادر دعمها.

 

تثبيط الهمم.. سلاح النظام النفسي

إن الأكثر إثارة للاستنكار في هذه التسجيلات هو ذلك التبرير الذي كان يروج له أعضاء النظام ومفكروه، والقائل بأن صواريخ المقاومة في فلسطين "لا تُحدث أية أضرار حقيقية في كيان العدو"، وبالتالي فَــإنَّ أي دعم أَو تفاعل معها هو مُجَـرّد مخاطرة غير محسوبة العواقب.

لم يكن هذا الطرح مُجَـرّد تحليل عسكري خاطئ، بل كان أدَاة إعلامية ونفسية هادفة إلى تثبيط الهمم ونزع الشرعية عن نضال المقاومة والجهاد، وخلق شعور بالعجز واليأس بين الشعوب العربية والإسلامية.

منطقٌ لم يكن بريئًا، بل كان يتواءم تمامًا مع الرواية الصهيونية التي تسعى إلى تقويض معنويات الفلسطينيين وحلفائهم، وإقناعهم بأن المواجهة غير مجدية.

لقد عمل النظام السابق بجرأة على تمهيد الطريق لقبول فكرة التفاوض من موقع الضعف والاستسلام للشروط الإسرائيلية؛ تحت ذريعة عدم وجود خيار عسكري فعّال.

 

الثورة وتصحيح المسار التاريخي

إن كشف هذه الحقائق ليس مُجَـرّد فضح لمواقف نظام سقط، بل هو تأكيد على عمق التحديات التي واجهتها الأُمَّــة.

كما يُظهِرُ كيف أن الثورةَ في اليمن لم تكن فقط؛ مِن أجلِ تحسين الأوضاع المعيشية، بل كانت أَيْـضًا تصحيحًا للمسار ورفضًا للتبعية وللدور الذي كُتب لليمن أن يلعبه كحارس لمصالح القوى المعادية.

إن هذه التسجيلات تذكِّرُنا بأن معركةَ الوعي وتحرير الإرادَة الوطنية هما أَسَاسُ أية مواجهة حقيقية، وأن مقاومةَ المشروع الصهيوني تبدأُ أولًا بمقاومة أُولئك الذين يعملون من الداخل على نزع سلاح الأُمَّــة معنويًّا وماديًّا.

وقد تجلى دورُ "طارق عفاش" والمرتزِقة في المناطق المحتلّة اليوم جليًّا كامتداد لهذا المشروع، من خلال التعاون مع المخابرات الإسرائيلية والأجنبية وبذل كُـلّ ما بوسعهم لإسكات الأصوات الحرة والمساندة للقضية الفلسطينية.

ولكنهم، بفضل الله، ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، وسيلحقُ بهم كُـلُّ مَن يقف في صَفِّ الأعداء، وستبقى الشعوب حرة ومجاهدة في سبيل الله لاستعادة عزها وكرامتها وأرضها ومقدساتها.

والعاقبة للمتقين.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر