الموقف الطبيعي أنك عندما تشاهد الشعب الفلسطيني في انتفاضته بدأ يستخدم الوسيلة الصحيحة فبدأ يضرب العدو ضربات موجعة هو أن تدعمه بالسلاح، أن تدعمه بالرجال، أن تسانده بالمال من أجل أن يتمكن في مواصلة أعماله ليحرر نفسه وليرفع الظلم والجبروت عن كاهله، أما أن تبادر إلى تسويات تجعل ذلك الشعب يتوقف وتصنع أمامه عائقاً، فإذا ما تحرك نفس التحرك بدا أمام الجميع كله أنه عمل غير مشروع! لماذا؟!. هذا عمل غير طبيعي.إن هذا يدل على أنك تخاف من الإنتفاضة نفسها كما يخاف منها الإسرائيليون؛ لأن تلك العمليات, لأن تلك الأعمال البطولية، وتلك الإنتفاضة هي التي جعلت العرب, كما نشاهده اليوم مظاهرات في معظم البلدان الإسلامية, مظاهرات يرفعون فيها شعارات تهتف ضد أمريكا وضد إسرائيل، ويحرقون فيها العَلَم الأمريكي، ويحرقون فيها العَلَم الإسرائيلي، سخط يتنامى ويتداعى في الساحة العربية. يعرف هؤلاء أن هذا السخط ليس في صالحهم، أن الشعوب أن تتجه هذا الإتجاه، ليس في صالحهم هم, نفس الحاكمون، إذاً فليوقفوا هذا. نحن أسوء من هؤلاء عندما نربط نظرتنا إلى الأحداث وموقفنا من هذه الأحداث بهم، هذا هو الموقف السيء. لماذا؟ أنت عندما تخرج في مظاهرة تؤيد فيها تلك الأعمال، وتؤيد فيها أولئك الأبطال، ألست تطلب منهم أن يواصلوا المسيرة؟ وأنك تعلن عن وقوفك إلى جانبهم, وتأييدك لأعمالهم؟ ألست بعملك هذا تحاول أن توجه رسالة إلى عدوك وعدوهم أن الجميع قد يقفون كلهم في وجهك؟. إذاً فليس من الطبيعي أن تقف من القضية موقف زعمائك الذين هم سيضحون بهذه الأعمال البطولية، ويكون قرارهم مما يدعو إلى إيقافها. فنحن عندما نشاهد هذه الأحداث، ونحن عندما نكون من يعرف أنها أحداث موجهة ضد ديننا, وضد أمتنا، وضد أنفسنا, وضد مصالحنا ثم نقف منها موقف الزعماء فهذا هو أيضاً دليل آخر على أنك أسوء من ذلك العراقي الذي وقف موقف يزيد من قضية مواجهة الإمام الحسين, أنت أسوء منه.أنت هنا تخرج في هذه المظاهرة تعبر عن هذا الموقف، وترى الزعماء يعبرون عن موقف آخر، ثم أنت من يرتبط بهم وأنت من تؤيد ما وصلوا إليه، ثم عندما تصل القضية إلى ساحتك أنت من تتبنى نفس الموقف الذي تبنوه، أنت من تقول: لا ينبغي أن نرفع مثل هذا الشعار، نحن نخاف أن تضربنا أمريكا، نحن نخاف [العصا الغليظة] العبارة الجديدة [العصا الغليظة] لتعرفوا صدق قول الله سبحانه وتعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة دروس من وحي عاشوراء
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423 ه
الموافق: 23/3/2002م
اليمن-صعدة