مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المؤرِّخون وأصحاب السِّير يقدِّرون الفترة الزمنية التي أمضاها النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- في مكة بثلاثة عشر عاماً، في آخر هذه الفترة والرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- يلتقي عادةً بالقبائل الوافدة إلى موسم الحج، ويدعوها إلى الإسلام، وفي آخر هذه الفترة عندما أتى الإذن الإلهي بالهجرة، بدأ يبحث عن مجتمعٍ بديل لهذا المجتمع، لديه القابلية لأن يتأهل لحمل راية الإسلام، ولأن يدخل في الإسلام، ويجعل من نفسه المجتمع الحاضن الذي تتكون فيه الأمة المسلمة، فلقي البعض من أهل يثرب، وهؤلاء دخلوا في الإسلام، وعادوا إلى قومهم، ونشروا الإسلام أكثر، وعاد معهم في الموسم الذي يلي ذلك الموسم عدد أكبر ممن التقوا برسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وأيضاً دخلوا في الإسلام، وبايعوه فيما سمي ببيعة العقبة الأولى، ثم في الموسم الذي يليه أتى عددٌ أكبر منهم وبايعوه، واتفقوا معه على الهجرة إليهم، كان هذا الشرف الكبير وهذا التوفيق الإلهي العظيم من نصيب قبيلتين من قبائل اليمن، هما: الأوس والخزرج، الأوس والخزرج قبيلتان يمانيتان قطنتا في يثرب، فيما يعرف بالمدينة، وفيما أطلق عليه فيما بعد (بعد هجرة النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-) بالمدينة المنورة، وهذا الشرف وهذا الفضل الكبير الذي حظي به هذا المجتمع أتى أيضاً ضمن التدبير الإلهي، وهذا فيه دروس مهمة جدًّا، كيف أنَّ مجتمع مكة الذي أثَّر على أكثريته ارتباطه بطغاته من أمثال: أبي جهل، وأبي لهب، وأبي سفيان… وغيرهم، وعاش أسيراً لأولئك الطغاة، خاضعاً لهم، متجهاً باتجاههم، ووصل به الحد إلى المؤامرة على النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، في الفترة الأخيرة التي حدثت عندها الهجرة، وترتب عليها مباشرة حركة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في هجرته من مكة إلى المدينة.

 

القرآن الكريم يتحدث عن هذه المؤامرة في قول الله “سبحانه وتعالى”: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الأنفال: من الآية 30]، اتجه مكرهم إلى المكر والمؤامرة على حياة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، بعد أن درسوا عدة خيارات في الاستهداف للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، في سعيهم لإطفاء نور هذه الرسالة، ولمنع النبي نهائياً من مواصلة عمله في حركته بالرسالة الإلهية.

 

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: الآية 30]، عقدوا اجتماعهم، وتدارسوا هذه الخيارات في اجتماعهم فيما يسمى بدار الندوة، وكانوا يجتمعون فيه لتدارس أي موقف يريدون الخروج فيه إلى قرار معين، فدرسوا هذه الخيارات بهدف استهداف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بأيٍّ منها: إما بالاعتقال والسجن، {لِيُثْبِتُوكَ}، وإما بالقتل، وإما بالإخراج من مكة والنفي منها، استقر رأيهم على خيار القتل، واختاروا لهذه المهمة مجموعةً من شجعانهم من بطون مكة لينفذوا هذه الجريمة بحق النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وحددوا الليلة التي ينفِّذون فيها هذه الجريمة، نزل الوحي على النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بالتفاصيل عن هذه الخطة والترتيبات المعدة لها، ومع ذلك الأمر من الله “سبحانه وتعالى” للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ليهاجر من مكة إلى المدينة.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الهجرة النبوية 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر