مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مناسبة يوم الولاية وحديث الولاية الذي نقيمه كل عام هي مناسبة لها عمقها التاريخي والثقافي والعقائدي بالشكل الذي يجعلها أهم مناسبة في حياة الأمة الإسلامية وهي القضية التي تحتاجها الأمة في كل زمان ومكان وتمثل الحل والمخرج لها في كل العصور والآلية التي على أساسها يبنى واقع الأمة الإسلامية بناء قرآنيًّا يجعلها أمة عظيمة قادرة على أداء مسئوليتها التي كلفت بها وجاهزة لمواجهة أعدائها بكل أنواعهم وأصنافهم بعيدة عن ظلم الظالمين وهيمنة المستكبرين وطغيان المتسلطين.

ولو أن الأمة عادت إلى مثل هذا اليوم وما قدم فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من بلاغ مبين ومن أسس مهمة في ولاية أمر الأمة لما ظلمت ولما تمكن المفسدون والطامعون والظلمة والمستكبرون من الهيمنة عليها وإذلالها ولكن تهاون الأمة ببلاغ الرسول في هذا اليوم والحلول التي قدمها جعلها أمة تعيش حالة رهيبة من الظلم والاستبداد وبالشكل الذي لم يحصل لأي أمة أخرى حتى ظهرت في الأخير أمة عاجزة عن أداء دورها في هداية البشرية مفارقة لخيريتها التي تؤهلها لتكون أمة جديرة بنشر المعروف في كل بقعة من بقاع العالم وقادرة على إزالة المنكر من هذا الوجود.

فما الذي حدث في هذا اليوم؟
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في (حديث الولاية):
في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة وبعد عودة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من حجة الوداع مع عشرات الآلاف من جموع المسلمين وقف في وادي [خُم] وهي منطقة بين مكة والمدينة وهي أقرب ما تكون إلى مكة -بعد أن نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(المائدة:67).
بعد نزول هذه الآية، وفي وقت الظهيرة، في وقت حرارة الشمس، وحرارة [الرَّمْضَاء] أعلن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لمن تقدم أن يعودوا، وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع، وبعد ذلك رُصَّتْ له أقْتاب الإبل ليصْعَدَ عالياً فوقها؛ لتراه تلك الأمة -إن كان ينفعها ذلك -لتراه، لتشاهده، وهي تعرفه بشخصه، لترى عليًّا ويد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص [علي]، ومن فوق تلك الأقتاب يعلن موضوعاً هامًّا، يعلن قضية هامة هي قضية ولاية أمر هذه الأمة من بعده (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
عندما صعد وبعد أن رفع يد علي (عليه السلام) خطب خطبة عظيمة قال فيها: (يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خَذَله)
تسلسل هذا الحديث ينسجم انسجاماً كاملاً، الترتيبات التي أعلن فيها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هذا الموضوع تنسجم انسجاماً كاملاً مع لهجة تلك الآية الساخنة:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(المائدة:67).

موضوع هام بالغ الأهمية، قضية خطيرة بالغة الخطورة، ورسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يعرف ويقدر كل موضوع حق قدْره، ويعطي كل قضية أهميتها اللائقة بها. يخاطب الناس: «يا أيها الناس إن الله مولاي» وهذه هي سنة الأنبياء، وخاصة مع تلك الأمم التي لا تسمع ولا تَعِي، فقد قال نبي من أنبياء الله من بني إسرائيل عندما سأله قومه أن يبعث لهم مَلِكاً يقاتلون معه وتحت رايته في سبيل الله، ماذا قال؟(إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً)(البقرة: من الآية 247) وهاهنا بنفس الأداء: «إن الله مولاي» تساوي:
(إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً)(البقرة: من الآية 247)؛ ليقول للأمة: إني وأنا أبلغ عندما أقول لكم: «فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه» إنما أبلغ عن الله، ذلك أمر الله، ذلك قضاء الله، ذلك اختيار الله، ذلك فرض الله، وذلك إكمال الله لدينه، وذلك أيضاً مظهرٌ من مظاهر رحمة الله بعباده.
«إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم» هكذا من عند الله إلى عند رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، ولاية ممتدة، ولاية متدرِّجة لا ينفصل بعضها عن بعض.

ثم يقول: «فمن كنتُ مولاه» أليس كل مؤمن فينا يعتقد ويؤمن بأن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو مولاه؟ إن كل مسلم -وليس فقط الشيعة -كل مسلم يعتقد ويؤمن بأن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو مولاه.(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)(الأحزاب: 6) إذاً «فمن كنتُ مولاه» أي مسلم، أي أمة، أي شخص، أي حزب، أي طائفة، أي فئة أي جنس من هؤلاء من هذه البشرية كلها يدين بولايتي، يدين أني أنا مولى المؤمنين «فهذا عليٌ مولاه»«اللهم وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خَذَله».
وهكذا قدمت هذه القضية المهمة للأمة بهذا الوضوح الذي لم تشهده أي قضية أخرى بدءًا بلهجة الآية ومرورًا بالترتيبات التي قدمها النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) والتي تبين للأمة عظم هذه المسؤولية وخطورة التفريط فيها. ثم يختتم الله هذه المراسيم العظيمة بقوله سبحانه وتعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)(المائدة: 2).

 من كتيب (البعد السياسي والثقافي لحديث الولاية) للاستاذ يحيى قاسم ابوعواضه

                         للإطــلاع على الكتيب بشـكل كـامـل
                                                                      شـاهـد المـرفقات....


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر