مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}، وهذا- كما قلنا- هو الأساس الذي تبنى عليه كل التعليمات وكل التفاصيل، وتضبط على أساسه مسيرة الحياة في كل تفاصيلها، {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} العبادة: هي العمل بمقتضى العبودية، هي التعبير العملي عن العبودية، هي ما على العبد أن يفعله تجاه ربه، وهذه المسألة من أهم المسائل؛ لأنها العنوان الشامل الذي يدخل تحته الدين بكله {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}، كان كل الأنبياء والرسل ينادون أقوامهم ويدعونهم إلى هذه الدعوة: (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)، الإنسان لن يكون إلا عبداً، الإنسان هو في حقيقته وفي جوهره عبد يشعر بالافتقار إلى غيره، يشعر أنه بحاجة إلى من يرعاه، إلى من يوجهه، إلى من يغيثه، إلى من يرزقه، إلى من ينصره، إلى من يعينه في حلِّ كثيرٍ من مشاكل هذه الحياة، إلى إلى… أشياء كثيرة. فلن يكون إلا عبداً، ولكن لمن يعبِّد نفسه، هل لربه؟ وهو الله -سبحانه وتعالى- الذي هو الربَّ الحقيقي لهذا الإنسان، أن يتوجه بالعبودية إلى عبدٍ آخر من العبيد مثله، قد يكون ذلك العبد طاغية، أو مجرماً، أو ضالاً منحرفاً، أو جماداً… أو أي شيءٍ آخر. الانحراف في العبودية غالباً ما يكون انحرافاً في الواقع العملي، ومن أسوء شيءٍ في واقع الإنسان أنه إن لم يعبد الله -سبحانه وتعالى- ويتحرك في حياته وفي مشوار حياته على هذا الأساس، فإن منتهى أمره أن يعبد مَنْ؟ أن يعبد عدوه الشيطان الرجيم، ولهذا يأتي في القرآن الكريم في نداء الله لعباده يوم القيامة، للبشرية، لبني آدم: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس: الآية60]؛ لأن كل حالات الانحراف في العبادة منتهاها هو العبادة للشيطان، إما أن تعبد الله، وإما أن تعبد الشيطان، والحالات التي تؤثر على الإنسان في المجال العملي هي عندما يؤثر طاعة غير الله على طاعة الله، يعني: يطيع غير الله في معصية الله، يتوجه في هذه الحياة بدافع الخوف من غير الله أكثر؛ فيطيع ذلك الغير في ما هو معصية لله -سبحانه وتعالى- أو بدافع الرغبة؛ فيؤثر غير الله، ويعصي الله -سبحانه وتعالى- طاعةً لذلك الغير، وهذه الحالة خطيرة جدًّا، وهي حالة واسعة في حياة الناس بطبيعة ارتباطاتهم، بدءاً من هوى النفس، يمكن للإنسان أن يعبد هواه، أن يتخذ من هواه إلهاً، الله -جلَّ شأنه- يقول: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: من الآية43]، ويقول في آية أخرى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: من الآية23]، هوى النفس عندما تتجه إلى هوى نفسك وتجعل منه الأساس الذي تعتمد عليه عملياً، وتؤثره حتى فوق أمر الله ونهيه، تترك أمر الله وتعطله؛ من أجل هوى نفسك، تخالف ما نهاك الله عنه، تخالف فيما نهاك الله عنه وتقترفه من أجل هوى نفسك، وتسير في الحياة على هذا الأساس، فأنت هنا اتخذت هواك إلهاً، ارتباطاتك في علاقاتك بالآخرين من الناس أو غيرهم، عندما يكون سقفها الطاعة المطلقة حتى في معصية الله؛ فأنت تعبدهم، أنت تعبد من تؤثر طاعته فوق الله، فوق طاعة الله -سبحانه وتعالى-.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الثامنة

 

التوحيد عنوان الرسالات الإلهية

 

والإحسان بالوالدين عبادة وقيمة إنسانية

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثامنة

مايو 15, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر