مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كيف ننظر في ساحتنا الإسلامية إلى الولاية الإلهية في امتداداتها الأخرى: (امتداد الهداية، امتداد التشريع، امتداد الإرشاد للعباد والتوجيه للعباد)؟. في ساحتنا البشرية، البشر دورهم في هذه الحياة، دورهم في هذا الوجود، دورهم في هذا الكون، دور بارز، دور أساسي، يختلف عن كثير من المخلوقات الأخرى التي لها دور محدود جدًّا، الدور البشري والدور الإنساني على الأرض: دور مهمٌ من أجله سخر للبشر ما في السماوات وما في الأرض، من أجله حمل البشر مسؤولية نأت وامتنعت عن حملها السماوات والأرض والجبال، فكيف ننظر في الساحة الإسلامية إلى الولاية الإلهية في بقية الأمور، ثم نعود إلى المنظور القرآني؟

 

البعض في العالم الإسلامي يعتبر أن الولاية الإلهية- في الحد الأكبر- هي ولاية خدمية، يعني: لا يستحون من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- بمعنى: عندهم أن الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- معنيٌ في واقعنا كبشر، كعبيد له -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- أن يخلق، وأن يرزق، أن يحيي، أن يميت، أن يشفي مرضانا، أن يمنَّ علينا ويعطينا احتياجاتنا في هذه الحياة، وينتهي دوره هنا، ما يدخل في بقية شؤون حياتنا [ما عاد له حاجة، خلاص يبطل]، هذه نظرة البعض من المحسوبين على الإسلام، أن حدود الولاية الإلهية لا يتجاوز الدور الذي تعارف عليه البشر على أنه دور خدمي: يخلق لنا الأبناء، ويرزقنا بالأرزاق، ينبت لنا الأشجار، يمنّ علينا بالأمطار… وهكذا. الدور الذي تعارفنا عليه في واقعنا الحياتي على أنه دور خدمي.

 

البعض، لا بأس عندهم نظرة أوسع إلى الولاية الإلهية: أنها تتجاوز هذا الجانب، الذي هو: تلبية احتياجاتنا في هذه الحياة، تغطية احتياجاتنا في هذه الحياة، الإنعام علينا بما نحتاجه في هذه الحياة، الرعاية الإلهية في جانب الاحتياجات الإنسانية الخاصة بالطعام والشراب… وما إلى ذلك. إلى جانب آخر، وهو: التشريع، بمعنى: أنه يمكن لله -جلَّ شأنه- أن يشرع لنا أيضاً باعتباره إلهنا، وأن يحلّ لنا شيئاً ويحرم علينا شيئاً آخر (يحل لنا الطيبات، يحرم علينا الخبائث)، ويضاف إلى الرعاية المادية، الرعاية التشريعية: [هذا جيد، سابر، وهذا ما يصلح لكم] فقط، يعني: ما يتدخل في آلية التنفيذ، فيما يضبط عملية التنفيذ، فيما يرعى مسار الأمة ضمن النهج الذي رسمه لها، وهذا طرف لا بأس تقدم بخطوة إلى الأمام عن الطرف الذي لا يرى في الولاية الإلهية إلا الجانب الخدمي فحسب، ولا ينظر إلى أي اعتبار آخر، بل يتعاطى مع الله بوقاحة عجيبة.

 

ثم، كلا الاتجاهين يريان في مسألة القيام بما يعنيه أمر الأمة، القيام في تصريف أو في توجيه الأمة: العملية التوجيهية، العملية الإدارية في واقع الأمة، التي تبنى عليها السياسات، والمسارات، والمواقف، وينظم على ضوئها واقع الأمة، أنه أمر ليس لله أي علاقة به ولا صلة به، وأنه ينبغي الحيلولة دون أن يتدخل في الموضوع نهائياً، وأن هذا أمر إلى الآخرين، مَنْ الآخرين؟ لنتأمل في واقع الأمة من كان هو البديل، من أتى؟ هذه الرؤية العبقرية تمخضت عن مجيء من؟ هذه الرؤية أضاعت الأمة، هذه الرؤية العقيمة التي منشؤها أحقاد، ومنشؤها حسد، ومنشؤها بغضاء، ومنشؤها تعصب، ومنشؤها جهل، ومنشؤها غباء… فتحت المجال للجائرين، للظالمين، للفاسدين، للمستهترين، لأن يجيئوا هم؛ فيتبوؤوا هذا المقام، ثم لا ذاك بقي، الذي هو: الشرع في أحكامه، وفي منهجه، على حسب ما يفترض أن يكون قائماً في واقع الأمة، ولا المشروع الإسلامي في أبعاده الأخرى: جوانبه الحضارية، جوانبه التربوية، جوانبه الواسعة، شؤونه الواسعة المرتبطة بطبيعة الدور العالمي المفترض لهذه الأمة، كل هذا وذاك ذهب ضائعاً.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم الولاية 1438هـ

ثقافة الغدير ومعنى الولاية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر