هنا عندما نتأمل في بداية السورة وما استهلها به الله سبحانه وتعالى {بَرَاءةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}.
البراءة في الإسلام موقف أساسي فرضه الله سبحانه وتعالى وشرعه الله سبحانه وتعالى، وهي بمدلولها العام تعني المقاطعة، تعني العداء، تعني المباينة. وورد الحديث عن البراءة كموقف أساسي ملزم للإنسان المؤمن تجاه أعداء الله في آيات متعددة من بينها ما ورد في سورة الممتحنة عندما قال الله سبحانه وتعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.
فالبراءة موقف قائم على أساس المقاطعة، العداء، المباينة، ويندرج تحت البراءة مواقف كثيرة عملياً، على المستوى العملي يندرج الكثير من المواقف التي تعبر عن حالة العداء، وتدل على حالة المباينة والمقاطعة.
وهذا الموقف هو موقف مفروض ومشروع من الله سبحانه وتعالى،{بَرَاءةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} من الله الذي له أن يُشرع في شئون عباده ما يشاء ويريد، من الله سبحانه وتعالى الذي يرسم لنا كمؤمنين مسؤولياتنا وما يتوجب علينا، من الله سبحانه وتعالى الذي يحدد لنا المواقف الحكيمة والمواقف العادلة والمواقف الصحيحة.
الله سبحانه وتعالى عندما حدد لنا كمؤمنين هذا الموقف وله هذه الشرعية أنه من الله، هو قائم على أساس علمه، على أساس حكمته، على أساس عزته، على أساس جبروته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.