الأمريكيين متجهين لتغيير ثقافة الأمة هذه؛ ليبنوا جيلًا يتولاهم، يحبهم، يجلهم، يمكنهم من الهيمنة عليه، بدل من أن يكونوا أولياء لله، ومحبين لله، وأن يمكنوا كتاب الله من أن يحكم عليهم. يكون البديل هم اليهود، فهم يريدون هذه، يريدون الاحتلال لأفكارنا، لنفوسنا، لبلادنا، لقيمنا، لكل ما يربطنا بديننا.
هم يريدون هذه، وإلا لما اتجهوا إلى المدارس الحكومية التي لا تخرج مناهجها ولا ملتزمين، التزام ببعض الأشياء، ما هذا معروف؟ أم أنه ليس معروفًا؟ تحدثوا في أوساط الناس، نحن نقول: إذا كنا أذكياء نعرف كيف نعمل سننجح أمام أي قضية ينزلها الأمريكيون.
إذا كنا أغبياء سيقهروننا بغبائنا، هم ما تغلبوا علينا اليهود إلا لغبائنا، هل تفهمون هذه؟ لأننا دائمًا لا نهتدي بالقرآن، أؤكد على كل واحد أن يتحدث في هذه النقطة، أن هذا يفضح الأمريكيين بأنهم قالوا: يريدون مكافحة الإرهاب فقط! هم يريدون احتلال، وهيمنة، وحرب للدين؛ وإلا لما اتجهوا إلى تغيير المناهج في المدارس الحكومية التي لا تخرج حتى ولا مصلين. أليس هذا معلومًا؟
هذا أرجوه من كل شخص أن يتحرك فيه، كل شخص يتحرك فيه، هذه نقطة أعتقد مهمة. وإذا كنا إلى درجة ألا نتحدث عن النقاط المهمة فعلى الأقل نتوجه، نتحدث بين مجابرنا كمطلب، فلان طلب منا أن نقول: كذا، كذا، من بين الكلام الكثير الذي يتحدث به الناس.
نقول: الآن افتضح الأمريكيون، افتضحوا، الذين قالوا إنهم لا يريدون إلا أن يحاربوا الإرهابيين! تجد جامعة الإيمان ما تحدثوا حولها، صحيح؟ ما كان المفروض -على زعم أنها تخرج إرهابيين- أنهم يزيحوا المناهج حقها؟ اتجهوا إلى المدارس الحكومية التي فيها مئات الآلاف من الطلاب، أي فيها جيل، فيها شعب، فيها شعب بأكمله. في يوم من الأيام يخرجون بثقافة أخرى.
يعني لسنا فاهمين لحد الآن أن هذا يعتبر فضيحة للأمريكيين؟! ما معنى فضيحة؟ يعني يفضح كلامهم بأنهم فقط يريدون أن يحاربوا الإرهابيين. وأنهم يريدون الاحتلال، وحرب الدين نفسه، وصياغة جيل يكونون عبيدًا لهم، يهيمنون عليهم كما يريدون، ويثقفوهم كما يريدون، وإلا لما اتجهوا إلى المدارس هذه الواسعة، وإلى المناهج، في مصر، والسعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، والعراق، واليمن.
ما كان هم يضحكون على الناس بأنهم قالوا إنهم ملاحقين إرهابيين فقط؟ أليسوا هكذا؟ الآن صدقنا نحن؟ إذا ما بين نصدق نحن؛ ولهذا تجد في قول الله تعالى: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه} (الزمر33) أنها نقطة هامة جدًا، نقطة هامة جدًا أن تكون أنت أول مصدق بما تأتي به، مصدق بما تتحرك فيه أنت، وإلا فيجلس واحد مرقِل، يجلس واحد مبهطل، يجلس واحد غير مهتم، ما عنده حركة، ولا عنده تفاعل جاد.
إذا واحد مثلًا ما هو مصدق بالقضية، وقد يكون الكثير من الناس هكذا متحركين وما هم مصدقين؛ لأنه يوجد داخلهم عوج كثير في نفوسهم، وفي أذهانهم، [خليهم البادي منهم، لكن معهم هه: الله أكبر الموت لأمريكا].
نحن نقول: يجب أن تفهم، يجب أن تفهم، أن عليك أن تعتقد عقيدة أن دين الله لا يحده حدود، وليس أمامه عوج، وأنه يجب أن تنظر نظرة القرآن، وإلا فقد يكون الإنسان فعلًا عقيدته باطلة في الله؛ لأن كل الأفكار لدينا هي تقصر المسافات، تقصر الرؤى، يصير معناها أنه ماذا؟ أن هذا الدين غير قادر، ومن وراء هذا الدين وهو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، أن يعلي كلمته، أن يظهره على الدين كله. تفهمون أنها حالة خطيرة؟ تحدثنا عنها أكثر من مرة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
آيات من سورة الكهف
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م
اليمن – صعدة