مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وكان واسع الأفق، كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبداً اهتمامه أو نظرته أو توجه في محيطه، لا محيطه المذهبي، ولا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلاً عالمياً بعالمية القرآن في رؤيته الواسعة، في اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة، وفي أفقه الواسع.

كان أمة من الأخلاق والقيم، رجلاً متكاملاً في إيمانه، في وعيه، في أخلاقه، في سؤدده، في قيمه وأدرك الواقع أدرك الواقع على المستوى العالمي، وعلى مستوى واقع الأمة، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته، ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع، وخطورة المرحلة، شخص المشكلة وقدم الحل في زمن لم نسمع فيه من يقدم الحل، ومرحلة غلب عليها حالة اليأس، تغلبت عليها حالة اليأس، وغلب فيها الإحباط والحيرة.

وعندما نتأمل في معالم هذه الشخصية الفذة والعظيمة نرى فيه بحق عظمة القرآن الكريم، وأثر القرآن الكريم؛ ولأنه قرين القرآن، وعاش مع القرآن الكريم، ومن خلال القرآن الكريم قيم هذا الواقع بكله، ونظر إليه النظرة القرآنية، وقيمه التقييم القرآني، ففعلاً نرى فيه عظمة القرآن الكريم في عمق الفكرة، وصوابية النظرة، والرؤية الصائبة، والدقة في التقييم، وبعد ذلك نرى فعلاً عظمة المشروع الذي قدمه لخلاص الأمة من هذا الواقع ولتغييره.

كان إدراكه للواقع إدراكاً عميقاً وقوياً، فهو استوعب هذا الواقع ونظر إليه بروح المسئولية، وقليلون من الناس، قليلون من أبناء الأمة من يهتمون بذلك، لقد كان الواقع العام والحالة السائدة بالنسبة للأمة هي التجاهل واللامبالاة تجاه هذا الواقع المرير، والغفلة الكبيرة عما يحاك لهذه الأمة من مؤامرات، وما يدبر لها من مكائد، وما يعصف بها من أخطار، الحالة السائدة كانت هي حالة الغفلة الغفلة الكبيرة، وغلب على معظم أبناء الأمة الانهماك والغرق في أشياء محدودة، وأشياء جزئية وأشياء تافهة، بعيداً عن الهم العام والواقع العام والأخطار الكبيرة والتحديات الجسيمة.

كان هو فعلاً عميق النظرة، يراقب الواقع، يرصد الأحداث والمتغيرات وبروح المسئولية، بينما كان البعض حتى وإن وإن رصدوا الأحداث وإن تابعوا الوقائع فبنظرة سطحية، وبقراءة عابرة إما كحالة إعلامية كما هو حال الكثير من الناس، حالة إعلامية مجردة متابعة الخبر لنقل الخبر، السماع للخبر وللحدث لمجرد السماع والاكتفاء بذلك، أو إطلاق تعليق محدود بدون شعور بالمسئولية، وبدون روحية عملية، وبدون ارتباط بمشروع عملي وبدون موقف.

الحالة الغالبة حتى على الفئة المهتمة بمتابعة الأحداث ورصد المواقف ـ وهي فئة قليلة في داخل الأمة لكن حتى هي ـ الغالب عليها هو النظرة الإعلامية والمتابعة الإعلامية، أو المتابعة السياسية المحدودة، متابعة سياسية في حدود التشخيص السياسي، أو التقييم السياسي أو التحليل السياسي، لكن هذه المتابعة لا ترقى إلى مستوى المسئولية.

والبعض أيضاً حتى وإن تجاوز المتابعة السطحية والعابرة للأحداث والمواقف والمتغيرات الجسيمة والهائلة والخطرة جداً على الأمة فالغالب عليهم انسداد الأفق، وانعدام الرؤية، وسيطرة الإحباط والشعور العميق بالعجز، هكذا هو الواقع.

البعض أيضاً جعل خياره في التأقلم والدخول أيضاً الدخول عبر هذه الموجة من الأحداث والمتغيرات في إطار المشروع التأمري على الأمة، والاشتراك فيه، يرى ربحه في ذلك، ويرى مصلحته في ذلك.

أما شهيدنا المقدس ورجلنا العظيم، فقد حكمت قراءته للواقع أخلاقه وإيمانه وإنسانيته ووعيه شعوره العالي بالمسئولية، أمله الكبير في الله وثقته بالله، وتوكله على الله، ويجمع ذلك كله قرآنيته بارتباطه بالقرآن الكريم، بتمسكه بالقرآن الكريم، بوعيه للمفاهيم القرآنية، بنظرته القرآنية للواقع، فقد كان موقفه متميزاً ومسئولاً بالدرجة الأولى.

وبالقيم التي حملها من خلال القرآن الكريم، ومن خلال ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، ومن خلال إيمانه المتكامل والواعي فقد حمل القيم العظيمة والمتميزة، وتجلى الإيمان في واقعه، تجلى في روحيته، تجلى في أخلاقه، تجلى في قيمه، حتى تحول في معالم شخصيته إلى إيمان يتحرك، وقرآن ناطق، هكذا كان واقعه.

نرى المعالم الأساسية الإيمانية بارزةً في واقعه وفي حياته وفي سلوكه وفي مواقفه، وفي مقدمتها الخوف من الله سبحانه وتعالى، فقد كان على درجة عظيمة وعالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى شأنه شأن المؤمنين الكاملين في إيمانهم وفي مقدمتهم أنبياء الله، ثم ورثتهم الحقيقيون الذين نهجوا نهجهم واقتبسوا من روحيتهم.

كان على درجة عالية من الخوف من الله سبحانه وتعالى، لدرجة أنه لم يعد يخشى إلا الله، ولم يعد يخف من أحد، ولا يبالي أبداً بسطوة الظالمين والجائرين والمستكبرين ولا بجبروتهم ولا بطغيانهم ولا بهمجيتهم ولا بإجرامهم ولا بكل ما يمتلكون من وسائل الظلم والقهر والجبروت ومن آلة الدمار والتعذيب، لم يعد يكترث بهم ولم يبالِ بهم ولم يخف منهم، وكان خوفه العظيم هو من الله سبحانه وتعالى.

تجلى أثر ذلك حتى في مواقفه في المرحلة التي تحرك فيها، لو نستذكر جميعاً الظرف والواقع الذي بدأ فيه تحركه الواسع بهذا المشروع القرآني العظيم وموقفه المناهض والمعادي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة، لو نستذكر تلك المرحلة كيف كانت؟ كيف كانت هيبة الطاغوت؟ التحرك العالمي تحت قيادة أمريكا ولمصلحة إسرائيل، وما واكبه من إذعان وخضوع واستسلام مطلق في واقع الأمة إلا القليل القليل، والمخاوف الكبرى التي أثرت في نفوس الكثير من الناس على مستوى الشعوب وحتى على مستوى النخب داخل تلك الشعوب. بل كانت الحالة العامة هي حالة الصمت، وحالة السكوت، وحالة الخضوع، وحالة الخوف، وحالة الرهبة والشعور بالعجز، كانت حالة الاستسلام هي الحالة الغالبة على معظم أبناء الأمة إلا القليل القليل.

أمام كل ذلك الطغيان والهجمة العالمية بكل إمكانياتها، بكل عتادها، بكل قوتها، بكل هيبتها، بآلتها الإعلامية التي ضخمت أيضاً من حجمها وزادت من هيبتها، كان في تلك المرحلة أبياً عزيزاً صامداً ثابتاً لم يخشى أحداً غير الله، ولم تأخذه في الله لومة لائم.

وهذه الحالة هي من الحالات التي تدل دلالة واضحةً على الإيمان الصادق الإيمان الصادق، التحرك في الظروف التي يؤثر الأخرون فيها القعود والتكلم والصدع بالحق في المرحلة التي يؤثر فيها الكثير من الناس الصمت، ويرون فيه سلامةً، ويرون فيه حفاظاً على أنفسهم، أو على حياتهم، أو على مصالحهم، أو على وجودهم.

التحرك في الظروف الحساسة والخطرة والمهمة والحرجة يدلل بحق على مصداقية الإيمان، وعلى حقيقة الإيمان.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في

تأبين الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.

ألقاها بتاريخ:28 / رجب/1434هـ

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر