أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، و أشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين. وبعد
يحمل لنا شهر محرَّم الحرام ذكرى أليمة وفاجعةً كبيرة لازالت آثارها ونتائجها في أُمتنا من يوم وقوعها و إلى هذا الزمن، هي ذكرى حادثة كربلاء، ذكرى عاشوراء، ذكرى استشهادُ سبط رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام).
وهذه الذكرى التي هي في العاشر من المُحرَّم، ليست هي فقط ما يربطنا بالإمام الحسين ويذكرنا به، الإمام الحسين هو علمٌ من أعلام الهدى، ومنارٌ للحق، وهو لنا القدوة والقائد والأسوة، وهو إمام المسلمين، وسبط رسول الله، وهو الامتداد للرسالة الإلهية وللنهج المحمدي الأصيل.
لقد أمر الله سبحانه وتعالى وأمر رسوله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) الأمةَ بأن تحب أهل بيت رسول الله وأن تتمسك بهم وتقتدي بهم ففي ذلك نجاتها وعزتها وسيادتها و سلامتهـا وخيرها من الدنيا إلى الآخرة؛ لأنهم الامتداد الطبيعي لرسول الله محمد، وهم قرناء القرآن الكريم، إلا أن ما حصل هو العكس: البغض لهم و إقصاءهم ومحاربتهم فكيف كانت النتيجة؟ كانت النتيجة هي أن عادت الأمة إلى جاهلية أسوأ من الجاهلية الأولى وكان البديل عن أهل البيت، هم بنو أمية بموروثهم الجاهلي واستمرت الأمة في الانحطاط حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
وما حدث بالإمام الحسين وبأهل بيته في كربلاء - وهم أهل بيت رسول الله - كشف الوضعية السيئة التي كانت قد وصلت إليها الأمة من الانحراف الخطير عن تعاليم الإسـلام وقيمه العظيمة، حيث أصبح السائد في الأمة هو الموروث الجاهلي الذي مرجعيته وقادته هم بنو أمية، وللأسف مازال هذا الموروث هو السائد في الأمة إلى اليوم وها هو النظام السعودي يحمل لواءه وبالتأكيد تحت عناوين دينية مزيفة.
وها هو الموروث الجاهلي الأموي يعمل على طمس الإ سلام المحمدي الأصيل الذي لاح فجره وبدا نوره من اليمن من خلال حسين العصر السيد حسين بدر الدين الحوثي و أخيه السيد عبد الملك (رضوان الله عليهما) مستعيناً هذه المرة باليهود والنصارى ليس كمستشارين كما كان يعمل أسلافهـم من بني أمية وإنما كقادة لهذا العدوان ومشاركين فيه.
واستفادةً من هذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبرى ولاستمرارها عبر الأجيال إلى يومنا هذا الذي يعيش فيه شعبنا اليمني خصوصاً و أمتنا الإسلامية عموماً كل يوم عاشوراء على أيدي ورثة الموروث الجاهلي الأموي؛ جمعنا هذه المادة الثقافية المتعلقة بهذه المناسبة وكما نعمل دائماً اعتمادنا في إعداد هذه المادة بشكل كامل على خطابات ومحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليهما) وفيما يتعلق بالنص التاريخي فقد اعتمدنا على عدد من المراجع التاريخية.
نسأل الله أن نكون قد وفقنا لتقديم ما يفيد في معركتنا ضد أعداء الله وأعداء البشرية من اليهود والنصارى وقوى النفاق والعمالة.
الشعب اليمني يعيش مظلومية كربلاء :
أن شعبنا اليمني اليوم يحيي هذه الذكرى وهو يعيش في واقعه المظلومية التي هي امتداد لمظلومية الإمـام الحسين (عليه السلام)، وامتداد للمعاناة التي عانتها الأمة في كل مراحل تاريخها، من الطغيان اليزيدي، والإجرام اليزيدي. شعبنا اليمني اليوم معتداً عليه بغير حق، ذنبه تمسكه بمبادئه، تمسكه بحريته، وحقه في الاستقلال، ذنبه قِيَمُه التي أبى إلا الثبات عليها، والتي أبت له إلا أن يكون شعباً حراً وكريماً وعزيزاً.
شعبنا اليمني اليوم يعيش محنة كربلاء، وهو مظلوم، يقتل أبناؤه رجالاً ونساءً وأطفالاً، وهو يستهدف بكل أشكال الاستهداف، بدون قيود ولا حدود ولاضوابط يلتزم بها المعتدون، أو يراعيها أولئك الطغاة المجرمون. هذه الذكرى، في هذا الواقع الذي يعيشه شعبنا، في الظروف التي يعيشها، لها أهميتها البالغة؛ لأنها ذكرى لواقع يعيشه، يعيش أجواءه، يعيش محنته، وهو أيضاً - بحكم هويته الإسلامية، وانتمائـة للإسلام العظيم - شعـب حمل ....
للإطــلاع على الكتـاب بشـكل كـامـل
شـاهـد المـرفقات...
الملفـات المرفقة | |
---|---|
![]() | كتاب فاجعة كربلاء-الأسباب والخلفيات |