مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذا الأسبوع كان دامياً، وقاتماً بالإجرام وبالمجازر الفظيعة، ومن أشد الأسابيع مأساويةً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ومن أقبح أزمنة البشرية، الملطخة بعار التفرُّج على الظلم بحق النفوس الآدمية:

  • استُشهِد وجُرِح ما يزيد على (ثلاثة آلاف) من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، معظمهم من النساء والأطفال، خلال هذا الأسبوع هذه الإحصائية، وتعد هذه الحصيلة الأسبوعية أكبر حصيلة منذ نصف عام تقريباً، ولا يزال أعدادٌ من الشهداء تحت الركام، والبعض في الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم؛ نتيجةً لهمجية القصف الإسرائيلي على كثيرٍ من المناطق بشكلٍ عشوائي، ولِشُحِّ الإمكانيات لدى تلك الفرق في أماكن أخرى.
  • طال القصف المنازل المأهولة، هذا الأسبوع استهدف العدو بشكل مباشر عشرات المنازل، وأباد عائلاتٍ بأكملها بين أنقاض المنازل.
  • وطال القصف كذلك بشكلٍ مباشر خيام ومراكز ومدارس الإيواء، والمستشفيات.
  • واستهدف بشكلٍ مباشر طواقم الإسعاف، والفرق الطِبِّيَّة، في محاولةٍ ممنهجة لمنع إنقاذ المصابين.

العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع، وضمن الاستهدافات للإبادة الجماعية:

  • استهدف مُصَلَّى في (مخيم جباليا) شمالي قطاع غزَّة، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الشهداء.
  • ركَّز على استهداف النازحين بالقنابل الأمريكية الحارقة إلى خيامهم، كما حدث في شرق مدينة غزَّة، وكذلك في مواصي غرب خان يونس، وفي مخيم جباليا، وفي بيت لاهيا... وفي أماكن متفرقة من القطاع، استهداف مركَّز على النازحين، بالقنابل الأمريكية الحارقة، التي تحرقهم أطفالاً ونساءً، وكباراً وصغاراً في خيام نزوحهم.

العدو الإسرائيلي أيضاً يضغط باستمرار على النزوح القسري من شمال القطاع، وهذا سبَّب معاناةً كبيرة، ولاسيَّما لكبار السن والأطفال، في ظل النزوح القسري والمستمر، وتحت وطأة القصف الوحشي المستمر.

حجم الإجرام الصهيوني، والإبادة الجماعية، جعل أحد الصهاينة المجرمين يُعَلِّق على ما يقوم به العدو الإسرائيلي، في مقابل الصمت والتخاذل العربي، بقوله: [لم أكن أُصَدِّق أن هذا سيحدث، وأن الكل اعتاد على أن يقتل مائة غزَّاويٍ في ليلةٍ واحدة، الأمر لم يعد يهم أحداً]، هذه العبارة التي تكشف واقع الحال لدى أُمَّة الملياري مسلم، تجاه أبشع الجرائم والفظائع، ضد جزءٍ من أبناء هذه الأُمَّة، هي إعلانٌ عمَّا هو مُخزٍ لهذه الأُمَّة، عن حالةٍ مخزية بكل ما تعنيه الكلمة.

الأُمَّة الإسلامية، بعددها الكبير، وإمكاناتها الهائلة، بجيوشها الكثيرة، الجيوش بالملايين، وقدراتها العسكرية، والاقتصادية... وغير ذلك، ثم لا تتحرك، والعدو يُصَعِّد في جرائمه، وفي إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بشكلٍ بشعٍ للغاية، ثم يبقى دائماً السقف الرسمي لمعظم الأنظمة في العالم الإسلامي- في البلاد العربية وفي غيرها- في أعلى الحالات هو: إصدار بيانات ليس وراءها أي تحرُّك عملي؛ إنما بيانات تتضمن عبارات باردة، باهتة، تناشد الآخرين، وتطالب الآخرين ليفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني، وكأننا أُمَّة بدون مسؤولية، كأننا أُمَّةٌ ليس عليها أي مسؤولية، لا دينية، ولا إنسانية، ولا أخلاقية، وكأننا أُمَّة غير معنية بما يطالها، يطال أبناءها، يطال جزءاً منها، بما يهددها هي في أمنها، وفي مصالحها، هذه حالة مؤسفة جدًّا!

التَّبَجُّح الصهيوني بمدى هذا التخاذل الرهيب جدًّا من جانب العرب، ومن خلفهم أكثر المسلمين في هذه الحالة من التخاذل، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا، إلى درجة أن يُعَبِّر بهذا التعبير: [الأمر لم يعد يهم أحداً]! كأنه أمر غير مهم بالنسبة للآخرين، أن يُقتل هذا العدد الكبير من أبناء الشعب الفلسطيني، في مظلومية رهيبة واضحة، يعرف بها كل العالم.

العدو الإسرائيلي أطلق مجدداً عمليةً بَرِّيَّة؛ بهدف تهجير السكان واحتلال القطاع، وقد أسمى تلك العملية باسم [عربات جدعون]، وهو اسمٌ مأخوذٌ من المعتقدات اليهودية الخرافية، وقد ارتبط هذا الاسم بجريمة التهجير منذ العام ثمانية وأربعين.

مع كل ذلك، مع الإبادة الجماعية، والإجرام البشع جدًّا، هناك إدراك لدى الكثير من قادة العدو الإسرائيلي، وشخصيات صهاينة من كبار المجرمين الصهاينة، يدركون أنه على المستوى الفعلي، في مقابل صمود إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، فهذه العمليات الإجرامية، وما يترافق معها من تحشيدٍ كبير، هي عمليات فاشلة في تحقيق الأهداف الرئيسية منها؛ ولـذلك تصبح وكأنها عمليات بدون أهداف؛ ولـذلك كانت هناك تصريحات من كبار المجرمين الصهاينة، بعضهم ممن كانوا مسؤولين سابقين للكيان الصهيوني، يعترفون بفشل هذه العمليات؛ إنما هي تُرَاكِم المزيد من الرصيد الإجرامي للعدو:

  • هناك إقرار من (إيهود أولمرت)، وهو رئيس الحكومة السابق في كيان العدو، يقول: [هذه حربٌ بلا هدف، وبلا فرصةٍ لتحقيق أي شيءٍ يمكن أن ينقذ حياة الأسرى، ما تفعله إسرائيل الآن في غزَّة يقارب جريمة حرب]، وهذا من كبار الصهاينة، أصبح يقول: [يقارب جريمة حرب]، مع أنها فوق مستوى أن تكون جريمة حرب، جريمة وأكبر من جريمة.
  • هناك تصريحات لغيره أيضاً، أحد الصهاينة (يائير غولان) تصريحاته معروفة، أثارت ضجةً في وسط الكيان الإسرائيلي، عندما اعترف فيها بالـ [جرائم الحرب ضد المدنيين، وقتل الأطفال في غزَّة لممارسة هواية]، إجرام فظيع جدًّا! إلى درجة أن مجرمين صهاينة أصبحت لهم تعليقاتهم على هذه الجرائم، التي تتضمن اعترافات صريحة وواضحة بحجم الإجرام الرهيب.
  • هناك أيضاً تصريحات لمثل رئيس الوزراء البريطاني، مع دور بريطانيا الداعم والشريك دائماً، منذ بداية الجريمة الكبرى ضد الشعب الفلسطيني، باحتلال فلسطين منذ البداية، له تصريحات أيضاً بأنه: [في غزَّة يتم قصف الأطفال الأبرياء]، اعترافات تامَّة بهذا الإجرام البشع، والوحشي، والفظيع.

مع القتل بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية، والقذائف الغربية، والإبادة بالسلاح، بالغارات الجوية، بالقصف المدفعي، بإطلاق النار المباشر، مع ذلك هناك الإبادة اليومية بالتجويع والتعطيش، والمأساة فيما يتعلَّق بالتجويع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة في قطاع غزَّة، مجاعة كبيرة جدًّا، وحالة مأساوية ورهيبة للغاية، وتعتبر فضيحةً كبرى لما يسمَّى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، وللغرب في المقدِّمة، وأيضاً عاراً على العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها.

تتصاعد معدلات الجوع بشكلٍ كبير في قطاع غزَّة، معظم العائلات باتت تتناول وجبة كل يومٍ ونصف، والبعض كل يومين، يعني: لا يتوفر لهم الوجبات بشكلٍ منتظم، قليلٌ من الطعام، يحصل على مدى يومين وجبة، أو بعضهم يوم ونصف، ووجبة ليست وجبة من الطعام المتوفر، والطعام المغذي الكافي، مما يشاهد في التلفزيون، يسيرٌ من الطعام، أو من الحساء، يسيرٌ جدًّا يُقدَّم لهم، يتناولون منه ما يَسُدُّ الرمق، وتحصل مع ذلك وفيات، وفيات للأطفال، وحالات مرض منتشرة من سوء التغذية الحاد، والمعاناة كبيرة جدًّا.

المشاهد مأساوية ومؤلمة للغاية، التي تُنشر حتى في وسائل الإعلام، للناس في غزَّة وقد أنهكهم الجوع، والقصف، والتشريد، والنزوح المستمر، ضمن سياسة عدوانية إسرائيلية ممنهجة، يستخدمها العدو للتنكيل بالفلسطينيين، وظهر بعضهم وهو يسقط على الأرض، غير قادرٍ على المشي من شدة الجوع، ظهرت بعض النساء أيضاً في حالةٍ من الضعف الشديد، بات حتى الصراخ يجهدها، وهي تطلق مناشدات ونداءات الاستغاثة بصوتٍ شاحب، وتُذَكِّر البشرية بإنسانيتها، استغاثة من امرأةٍ مقهورةٍ مظلومة، كان يفترض بها أن تكون كفيلةً بتحريك الحمية في الملايين من أبناء هذه الأُمَّة، لو بقي هناك ذرةٌ الإنسانية، والرجولة، والإحساس بالمسؤولية.

ومع الجوع الشديد، هناك أيضاً العطش، مع استهداف العدو لآبار المياه، ومنعه من حفر آبار المياه، أو من إصلاح أي مشروع للمياه، أو توصيل المياه، استهداف مُكَثَّف، وهناك شهداء وجرحى، ممن يستهدفهم العدو أثناء محاولاتهم الحصول على المياه، فالعدو الإسرائيلي يستخدم كل وسائل الإبادة.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 24 ذو القعدة 1446هـ 22مايو 2025م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر