إذا ما تمكن الأمريكيون ستنتشر الإعمال الإرهابية في اليمن، تفجيرات هنا وهناك على أيديهم هم، هم من فجر البرج في نيويورك، سيفجرون أمثاله هنا في اليمن، ويفجرون في كل مكان بحجة أنهم اليمنيون، وهم من سيفسدون أخلاقنا، ويفسدون بنينا وبناتنا، فتنطلق الجريمة في كل بيت، في كل قرية، في كل مجتمع، سيكون هناك نهب، يكون هناك جرائم لا أخلاقية، يكون هناك قتل، يكون هناك كل جريمة تتصورها.
مَنْ الذي يريد الأمن؟ مَنْ يعمل على أن يحارب من يسعون في الأرض فسادًا؛ أم مَنْ يعمل ويكتب الاتفاقيات معهم ويوقع على اتفاقيات أمنية معهم لدخولهم اليمن؛ ليسعوا فيه فسادًا؟ أم أنهم سيسلكون طريقة أخرى؟ إنها صفة لازمة لهم حكم بها القرآن عليهم؛ دخلوا فلسطين سعوا فيها فسادًا، يدخلون اليمن سيسعون فيه فسادًا، يدخلون أي شعب سيسعون فيه فسادًا. وكلمة {فَسَادًا} تعني في كل مجالات الإفساد ليس فقط في مجال معين، في كل مجال من مجالات الإفساد.
فنحن نقول للآخرين: نحن أيضًا نفهم ما هو الذي يحقق الأمن لبلادنا، لا تتصوروا بأنكم وحدكم من يمكن أن تعرفوا الآخرين، ومن يمكن أن تعرفوا مصلحة الشعوب، ومن يمكن أن تعرفوا ما يحقق للشعوب أمنها وتطورها وتقدمها وحضارتها، نحن من وصلنا إلى أن نحكم على أن سياستكم التي تقوم على هذا الأساس من أولها إلى آخرها خطأ، وتؤدي إلى انحطاط الأمة، وتؤدي إلى أن تصل الأمة إلى واقع أسوء مما وقعت فيه.
من أين ذلك؟ نحن طبعًا ليس لدينا أجهزة معلومات ولا استخبارات لكن القرآن الكريم، والأحداث والتي منها الأحداث التاريخية، وهي ما قلت سابقًا: أن الأحداث التاريخية نفسها هي كافية أن تعطي العبرة ناهيك عن الأحداث التي نحن نعاصرها، تلك الأحداث، والقرآن الكريم هي من يجعلنا نفهم مصالحنا ونفهم أمننا، ونفهم أين هي [العصا الغليظة] عصا جهنم وعصا الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، أم عصا أولئك الذين قال عنهم: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111)؛
بل نحن من فهمنا من خلال القرآن الكريم، وما أحوجنا - أيها الإخوة - أن نرجع إلى القرآن الكريم دائمًا، وخاصة في هذه المرحلة، الأمريكيون إذا ما تمكنوا - فعلًا - من سيحاولون أن يضيِّعوا القرآن، من يحاولون أن يدوسوا القرآن الكريم بأقدامهم، من سيفصلون القرآن، من سيمنعوننا عن تلاوة آيات معينة من القرآن الكريم.
يجب أن نرتبط بالقرآن الكريم من جديد، ونتعلمه ونعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا، ونكثر من تلاوته، ونهدي مصاحفه لبعضنا البعض وأشرطة تلاوته، نتحرك في إطار أن نشد أنفسنا إلى القرآن من جديد، وأن نرسخ قدسيته ومكانته وعظمته في نفوسنا من جديد؛ لأن القرآن، لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمته وفضله إلا أنه يكشف الحقائق أمامنا. لا يمكن لأي كتاب في هذه الدنيا أن يريك الحقائق ماثلة أمامك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
دروس من وحي عاشوراء
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423 ه الموافق: 23/3/2002م
اليمن – صعدة