مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كل هذه النعم العجيبة المتنوعة، وهذا النموذج المتكامل، الذي قدم لنا أصنافاً كثيرة، نعم عظيمة جدًّا، يقول الله عنها: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: الآية13]، بأيٍ من هذه النعمة يمكن أن تكذب، هل يمكنك أن تقول أن الشمس كذبة كبيرة، وأنه لا وجود للشمس، أو لا وجود للقمر، أو لا وجود لهذه الأرض بهذه الكيفية، وأنت تعيش عليها، وترى كم هي مهيأةٌ لك؟ هل يمكن أن تنكر وجود هذه الأشجار والنباتات، وهذه النعم: نعمة التعليم، نعمة الهداية، نعمة خلق الإنسان بهذه الكيفية، نعمة ما خلق له في هذه الأرض، نعمة الفواكه، نعمة العدل، نعمة الحبوب هذه، نعمة الرياحين، كل هذه النعم نعم ملموسة، مرئية، مشاهدة، لا يمكن للإنسان أن ينكرها أبداً، وأن يكذب بها.

 

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: 14-16]، نجد أن الله “سبحانه وتعالى” قد ذكر لنا في بداية الآيات المباركة نعمة خلق الإنسان، فهو قال: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ}[الرحمن: 1-3]، ثم نجد أنه هنا من جديد يذكرنا بخلقنا، بعد أن ذكر الله “سبحانه وتعالى” هذه النعم الكبيرة علينا، أصل هذه النعم، خلق الإنسان، وتسخير هذا العالم الكبير، وهذه النعم الكبرى لهذا الإنسان، هي نعم كبرى، أنت مخلوق صغير بسيط على هذه الأرض، وتجد كل هذه النعم أكبر منك، نعم كبيرة، نعم عظيمة، فلماذا خلقها الله لك؟ لماذا أنعم بها عليك؟ إنما كل هذا برحمته، بجوده، بكرمه، ليس لأنك أنت، ليس لأن لك حقاً عليه، ليس لأنه ضروري أن يخلقها لك، وأن يعطيها لك؛ حتى لا ترى له فضلاً عليك، الفضل له، هذا برحمته، هذا بنعمته، هذا بكرمه، هذا بجوده، له الفضل عليك، فلا تكن متكبراً، لا تكن مستهتراً تجاه هذه النعم، لا تكن وكأنه ليس لله فضلٌ عليك، وكأنه كان من الضروري أن يخلقك، وأن يعطيك كل هذه النعم، أنت مخلوق بسيط، استذكر أصلك، أصلك مخلوقٌ من الطين، الذي يبس حتى صار صلصالاً، يصلصل من شدة جفافه، كالخزف، كالآنية التي يصنعها القَوَّاع، التي يصنعها من يصنع الأواني من الخزف، هذا هو أصل خلقك، ليس لأن أصل خلقك شيءٌ عظيمٌ جدًّا، فكان لا بدَّ أن يحترمك الله، وأن يقدم لك هذه النعم، وكأنه ليس له فضلٌ عليك.

 

مشكلة الإنسان أنه ظلومٌ كفار، لا يقدر نعمة الله عليه، وكأنها كانت من الضروري، كأنه كان على الله أن يفعل له ذلك بدون فضلٍ ولا منة، لا، الله هو المنعم العظيم، المتفضل الكريم، الجواد البر الرحيم، وهو ذو الإفضال والمنة عليك، عليك أن تستشعر نعمته عليك، أن تقدر نعمته عليك؛ حتى تشكر هذه النعم، مصيرك حتى في مستقبلك في الآخرة متوقفٌ على شكرك لهذه النعم، وعلى تقديرك لهذه النعم، حتى حركتك في هذه الحياة على نحوٍ صحيح هو مبنيٌ على تقديرك لهذه النعم؛ لأنك حينئذ ستحب الله “سبحانه وتعالى” وتشكره، وأيضاً تسير على هديه، وبهذا تستقيم حياتك، وتنتفع أكثر بنعمه، وتحظى برعايته أكثر.

 

فالله يذكر الإنسان بأصل خلقه، ويذكر الجان أيضاً؛ لأن هذه السورة يخاطب الله فيها الجن والإنس، عندما يقول: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، الجن والإنس.

 

الجن مخلوقٌ أيضاً {مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}، قطعة من اللهب، مادة بسيطة جدًّا من اللهب، فالإنسان لو يستذكر أصله هو يستشعر نعمة الله عليه، وتكريم الله له، الله هو الذي كرمك، وإلا فأصلك مخلوقٌ من الطين اليابس، الذي صار يصلصل في ابتداء خلق الإنسان، في خلق آدم “عليه السلام”، {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}[السجدة: 8] ، ماء مهين، العناصر التي خلق الله منها الإنسان عناصر بسيطة ومحدودة، ولو ينظر إليها بقيمتها المادية لا تساوي شيئاً، هي شيء بسيط جدًّا، الإنسان مخلوق مجهري صغير، مركب من عناصر بسيطة من الطين، مستخلصة من هذا التراب، قد تكون قيمته المادية لا تساوي شيئاً، حتى بعد أن يبلى ويتحول إلى تراب، تراب القبر مكروه، لا يبقى له قيمة، ولا يستحسن استخدامه للزراعة، فالإنسان عليه أن يستشعر تكريم الله له، نعمة الله العظيمة عليه.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر