الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين، و أ شهدُ أَن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المبينُ، وأشهدُ أَن سيِّدَنا محمداً عبدُه ورَسوْلُه خاتم النبيين، صلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله الطاهرين، رضي الله عن َصحْبِهِ المنتجبين. وبعد
في 21 من سبتمبر 2014 م ثورة عدلت مسار ما قبلها فأطاحت ب (منظومة الاستئثار والتبعية) وتصدت لمؤامرة الإفقار, وأحبطت مشروع التقسيم (الأقلمة) وفتحت أمام الشعب اليمني أفقاً نحو (تحرر وطني) عناوينه: (السيادة) و(الكرامة) (لجمهورية يمنية) لم يتبق منها سوى (مزقة قماش لِعَلَمٍ) لم تعد له من رفرفته إلا أنه يدل على بقايا دولة تحولت واقعاً وفي الإعلام العالمي إلى مجرد (حديقة خلفية للآخرين).
من كتاب الإسلام كان النهج والمنهج, ومن جبال وسهول ووديان ومدن و أرياف الوطن كان التحرك, ومن دماء المظلومين الشهداء وجراحات أقرانهم و أنَّات الثكالى و أنين الفقراء كان الوقود لفعلٍ ثوري يزداد - مع كل قطرة دم تسقط أرضاً - اتقاداً, ومن الواقع المرير والمنحط كان انطلاقاً نحو آفاق من الحرية والتحرر, دون غلو ولا إفراط في الخصومة بل إيماناً بالآخر, باعتبار البلد والدولة للجميع (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) وتلك هي القيمة الإنسانية التي ميزت ثورة 21 سبتمبر دون غيرها مماسبقها في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر أو ما عاصرها في المنطقة من أحداث وتحولات.
إقليمياً: ليس مع أحد ضد أحد وذلك ما لم يدرك كنهه الجوار الخليجي المتعالي فاستعدى اليمن على غير حق, ونفى شخصيته المستقلة وعروبته الأصيلة, و إرادته الذاتية وظن - وبعض الظن إثم وبغي وعدوان - أنما يستنسخ تجاربَ إقليمية في إغفال متعمد, أو جهل مركب لما هو عليه اليمن من ثقافة متجذرة, تؤمن على مر التاريخ بوجوب مقارعة الطغيان.
دولياً: اليمن دولة عضو في الأمم المتحدة, ولم تأت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر إلا لتكون رافداً حضارياً نحو تعزيز القيم الإنسانية المشتركة, على أساس من المقولة الإسلامية الخالدة: (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين, أو نظير لك في الخلْق) ولتكون العلاقات قائمة على أساس الاحترام المتبادل, والولايات المتحدة مشكلتها في طغيان نظامها ودعمها كيان العدو الإسرائيلي الغاصب, واليمن ضد الطغيان, وضد احتلال فلسطين. [الثورة في خطابات السيد الصادر عن صحيفة صدى المسيرة] .
ولا شكك ولا ريب بأن ثورة 21 سبتمبر 2014 م كانت معجزة, تجسدت فيها عظمة القيم الإسلامية في الصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر بين النور والظلام بين الحقيقة والزيف.
قل لي بربك أين هي الثورة التي استطاعت اسقاط جبابرة يمتلكون العتاد والعدة قلوبهم مليئة بالحقد والكراهية, - ولا ينقصهم الجرأة على سفك الدماء وتم اقتلاعهم خلال أيام, ثم لا يحدث سلب ولا نهب ولا فوضى ولا إقصاء ولا مجازر ولا تغييب ولا غير ذلك مما يحدث في الثورات وهو من البديهيات أن يحدث؟
إن ما حدث معجزة ربانية بكل المقاييس جحدها العالم واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً, ونحن لا ننتظر انصافاً من متوحشين وانتهازيين وجاحدين و إلا لكانت هذه الثورة قد دخلت ضمن المناهج التعليمية و أصبحت تدرَّس في أكاديميات العالم ولكن للأسف نحن نعيش في عالم يسوده الظلم والإقصاء ومحاربة الأخلاق والقيم عالَم يسوده المتوحشون والبشعون.
وبمناسبة ذكرى الواحد والعشرين من سبتمبر جمعنا لكم هذه المادة المختصرة والتي تضمنت نصوصاً من خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي المعلم والمربي والقائد الذي واكب الثورة وغذاها بخطاباته التي كانت تزرع الأمل, وتضيء الدرب, وتبدد الشبهات, وتدحض الزيف والباطل, وتكشف التضليل والبهتان, ولم يكن عبارة عن مرشد ومعلم ومنظر فقط بل كان قائداً ناجحاً وبطلاً مغواراً لم ترهبه تهديدات الدول العشر ولم يوهنه .....
للإطــلاع على الكتـاب بشـكل كـامـل
شـاهـد المـرفقات...
الملفـات المرفقة | |
---|---|
كتاب ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الأسباب والنتائج والتحديات |