مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الحالة الإيمانية تجعل الإنسان يذوب في الله، يذوب في الله -سبحانه وتعالى-، ذهنيته دائماً منشدة إلى ما يرضي الله، إلى ما هو رضى لله -سبحانه وتعالى-، لا يعيش حالة الكبر، ولا حالة الغرور، ولا حالة العجب أبداً، همه العمل الصالح، همه أن يكون في عباد الله الصالحين، همه أن يكون مقبولاً عند الله -سبحانه وتعالى-، وأن يرضى الله عنه، هذه هي النفسية الإيمانية، هي المشاعر الإيمانية التي يجب أن يحافظ عليها الإنسان، وأن يحرص عليها الإنسان، وألَّا تذهب هذه المشاعر نتيجة أن الإنسان أصبح في موقع من مواقع المسؤولية.

 

وهذه المشاعر الإيمانية هي التي ستجعل الإنسان دائماً خاشعاً لله، ومتواضعاً أمام عباد الله، يقبل النصيحة، يتفاهم، يتعاون على البر والتقوى، يحذر من المزالق والآفات الشيطانية، يحذر من الظلم، يحذر من التجبر، يحذر من الطغيان، يخشع لله، ويخضع لله، يتذكر إذا ذُكِّر، ينيب إلى الله -سبحانه وتعالى- إذا استفز في حالة غضب، أو انفعال... أو أيٍ من حالات الاستفزاز، يعود إلى الله -سبحانه وتعالى-، ينضبط، ينتبه، يحافظ على الأمانة في الإمكانات المادية، في المال العام، في المال الذي قد يكون في إطار مسؤولية معينة، لا يخون الأمانة، الله -سبحانه وتعالى- قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: الآية27]، لا يخون الأمانة، يعيش جو الخوف من الله، والاستشعار للمسؤولية أمام الله -سبحانه وتعالى-، ويتحول أداؤه في موقع المسؤولية إلى عملٍ إيماني، إلى عملٍ صالح، إلى عملٍ ضمن التزاماته الإيمانية والدينية التي يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى-، ينشد إلى قول الله -سبحانه وتعالى-: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: الآية41]، هنا كل ما كان الإنسان منشداً إلى هذه القيم، إلى هذه المبادئ، إلى هذه المعايير، مخلصاً لله -سبحانه وتعالى-، لا ينتظر من الآخرين ثناءً، ولا ينتظر من الآخرين جزاءً ولا شكوراً ولا مديحاً في قيامه بمسؤولياته، في أداءه لواجباته، في أعماله الصالحة، بل كل همه أن يحظى برضى الله، كلما جسد الإنسان تلك القيم الإيمانية العظيمة؛ كلما كان نموذجاً صالحاً في أداءه لمسؤولياته وواجباته.

 

هذا ما ينبغي التركيز عليه، وهذا ما ينبغي أن يكون الإنسان من خلال التركيز عليه بعيداً عن الظلم، بعيداً عن التكبر، بعيداً عن الغرور، إذا كنت في مسؤوليةٍ أمنية: مدير أمن، أو مدير على مستوى معين، أو أي مسؤولية، في الجانب العسكري، في أي مجالٍ من المجالات، في العمل الاقتصادي، في العمل القضائي... ابق دائماً خاضعاً لله وركز على مسؤوليتك، وركز على العدل، وركز على تقديم النموذج، واحذر من الخيانة، احذر من الابتزاز المالي للناس، من أخذ أموالهم بغير حق، خيانة كبيرة، وزر عظيم، يتحول موقعك في المسؤولية إذا كان موقعاً للطغيان أو التكبر أو التجبر على عباد الله، أو الخروج عن مبدأ الرحمة والعدل والإحسان والخير، يتحول ذلك إلى موقع لكسب الوزر، لكسب الإثم، لتحمل الأوزار الثقيلة من المظالم والجرائم، وتكون الحالة خطيرةً على الإنسان جدًّا.

 

الإنسان المؤمن مهما كان في أي موقع من مواقع المسؤولية لا يعيش حالة الغرور، حتى في سلوكياته، حتى في تعاملاته، حتى في تخاطبه مع الناس، يتخاطب بمسؤولية، يتخاطب باحترام، يتخاطب وهو يؤمن بكرامة الناس وكرامة المجتمع، لا يتساهل في إطلاق الإهانات وفي توجيه الكلمات القاسية بدون مبرر على الناس، ويحرص على التعامل بالعدل، والتعامل بمسؤولية، والتعامل بالتزام القيم الإيمانية، والتعامل بالرحمة، ويسعى إلى أن يستوعب مسؤوليته بشكلٍ جيد؛ ليؤديها كما يرضي الله -سبحانه وتعالى-، وليكون بعيداً عن تحمل الآثام والأوزار والذنوب العظيمة، الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، الظلم حالة خطيرة جدًّا، الإنسان بالظلم يدخل نفسه في سخط الله، في غضب الله، إذا أصر على الظلم واستمر على الظلم يلعنه الله، {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: من الآية18]، ينطبق عليه كل ذلك الوعيد الإلهي الذي توعد الله به الظالمين، قد يكون الإنسان نتيجة غروره وكبره، وأنه أصبح في موقع مسؤولية، وأنه أصبح معجباً بنفسه، ومستهتراً ومحتقراً للآخرين، يستبسط ما يصدر منه من ظلم: إما بالكلام، أو الفعل، وقد يتساهل، وقد لا يبالى، لكن الله -سبحانه وتعالى- وهو على كل شيءٍ قدير، وهو الجبار العظيم، وهو العلي الكبير، فوقك، وأكبر منك، ويحصي عليك ما تعمل، وتلك التصرفات التي قد تكون تصرفت بها وهي ظالمة، تلك الإساءات التي وجهتها وهي ظالمة، تلك الإجراءات التي اتخذتها وهي ظالمة، ومستهتراً ومستهيناً بذلك؛ لأنك تستبسط ذلك الطرف أو ذلك الشخص، أو لأنك مغرورٌ أو متكبر، إن الله أحصاها عليك، وسيجازيك عليها، ولن تفلت من عقاب الله -سبحانه وتعالى-، إلا إذا أنت تخلصت من تلك المظلمة، هذا ما يجب أن يستشعره الإنسان دائماً، وما يجب أن يستشعره أكثر الذين كانوا مستضعفين في الأرض، ثم مُكِّنوا، ثم أتيح لهم فرصة أن يساهموا في خدمة المجتمع، أن يتحملوا المسؤوليات، أن يعملوا على إقامة القسط، فيتجهوا بكل جدٍ إلى تحمل هذه المسؤولية كما ينبغي وفقاً لمنهجية الإسلام، ووفقاً لهذه الأخلاق، وفقاً لهذه التعليمات الإلهية.

 

أخيراً، على كل الذين هم في كل موقعٍ من مواقع المسؤولية، في أي مستوى من مستويات المسؤولية أن يحذروا من التورط في الظلم، الظلم خطيرٌ على الإنسان، إذا وقعت في الظلم، وتحولت إلى إنسانٍ ظلوم مستهتراً مستهيناً، دخلت في كل ذلك الوعيد الإلهي والعياذ بالله، وعلى الجميع أن يتعاونوا، على المجتمع، على كل الذين في مواقع المسؤولية، أن يسعى الجميع إلى إقامة العدل وإقامة القسط في الحياة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

وما الله يريد ظلماً للعالمين (4) الظلم من موقع المسؤولية.. من أخطر الظلم.

المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة 1441هـ 08-05-2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر