{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، تختم السورة بهذا العنصر الأساس من هذه العناصر الأربعة المترابطة: التواصي بالصبر، في المواقف المهمة والمسؤوليات الكبيرة، وفي القضايا، وفي كثيرٍ من الأمور، حتى على مستوى الالتزام العملي قد تأتي أحياناً بعض المشاكل، بعض الصعوبات، بعض المتاعب، وعادةً في واقع الحياة ما من عملٍ مهم إلا ونحتاج فيه إلى الصبر، هذه مسألة معروفة لدى كل الذين يتحركون في هذه الحياة، يعرفها الفلاح وهو يشتغل يعمل بين مزارعه أنه لا بدَّ من الصبر، يدرك أن ذلك المجهود العملي هو مهم، هو ضروري ومثمر، له نتيجة، ويوطن نفسه على الصبر، ولا تلمس منه أنه يشتكي يوماً بعد يوم على كل تعبٍ عانى منه في ذلك الجهد، لا، يعرفها التاجر، يعرفها العامل... يعرفها الناس في شؤون حياتهم وأعمالهم المتنوعة في هذه الحياة، قضية اعتيادية في كثيرٍ من الأعمال، أصبح الصبر قضيةً اعتياديةً في كثيرٍ من الأعمال والأنشطة في هذه الحياة، الناس يتعودون عليها الرجال والنساء، يتعودون على الصبر في كثيرٍ من الأعمال، حتى يصبح مسألة اعتيادية.
في طريق الحق، في المواقف الحق، في المسؤوليات المهمة، لا بدَّ أيضاً من الصبر؛ لأن هذه الأعمال المهمة وإن حصل فيها شيءٌ من العناء، أو احتاجت إلى مقدارٍ من الجهد العملي، فهي في أهميتها تستحق منَّا أي جهد وأي تضحية، وتستحق منا التحمل على أي أعباء مهما كانت، هنا قد يأتي التذمر في بعض الحالات، عندما تحصل عوائق معينة في عملٍ معين، أو يحصل نقص معين، أو ظروف صعبة معينة يحصل التذمر عند البعض، أو الملل والتعب عند البعض، فيتأثر، قد يصل التأثر عنده إلى درجة أن يترك ذلك الموقف، أو أن يتخلى عن ذلك العمل، أو أن يقصر فيه، فأمام هذا التذمر، أمام هذا الملل، أمام هذا التعب، أمام هذه المعاناة، أو أمام تلك المحنة، أمام ذلك الألم الذي قد نعيشه عندما نفقد شهيداً، عندما يحصل معاناة معينة، عندما تحصل بعض المشاكل المعينة التي لها مردود نفسي يتمثل بالألم والحزن، أمام كل هذه الحالات، أمام المتاعب النفسية والجسدية لا بدَّ من التواصي بالصبر، البعض مثلاً قد يشاهد حالة من التذمر فيتفاعل معها على ذلك النحو، يتذمر أكثر، يرى من يتذمر لنقصٍ معين، أو لقصور معين، أو لإشكالات معينة، فيتذمر معه أكثر فأكثر، بدلاً من التواصي بالصبر، الصبر على المحنة، الصبر على الألم، الصبر على العناء النفسي، على التعب والمجهود، وطبعاً لا بدَّ أن يكون هذا الصبر في الإطار العملي، صبر ونحن نتحمل هذه المسؤوليات الحق، صبر ونحن ننهض بها، صبر ونحن نقف هذا الموقف الحق، ونضحي فيه، ونبذل الجهد العملي فيه، هذا هو الصبر المطلوب، الصبر في الإطار العملي هو صبر الإيمان.
والتواصي بالصبر سيساهم على التشجيع للكثير، أمام تلك الحالة، أو المعاناة، أو ذلك التعب، أو ذلك الألم، له أهمية كبيرة جدًّا على المستوى النفسي، وعلى مستوى أيضاً التحمل الجسدي،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الحادية عشر / 1441هـ 4-5-2020م
أضواء على سورة العصر (2)التواصي بالحق وبالصبر.