وبتميزه هذا وبروحيته هذه استقبل الشهادة فهو قال عندما ضربه ابن ملجم لعنه الله بالسيف على رأسه قال -عليه السلام- كلمته الشهيرة التي لها دلالات عميقة وكبيرة(فزت ورب الكعبة) هكذا استقبل الشهادة في سبيل الله مطمئن القلب مرتاح البال إلى ماضيه وإلى مستقبله إلى ماضيه بما كان عليه أنه كان ماضًيا سليمًا صحيحًا على أساسٍ صحيح في مسارٍ صحيح يوصل إلى نتيجة مستقبلية هي الفوز برضوان الله والفوز بجنته(فزت ورب الكعبة) بكل ثقة بكل اطمئنان بكل يقين قال هكذا (ورب الكعبة) مقسمًا مطمئنًا إلى مستقبله لأنه كان في المسار الصحيح للإسلام، الإسلام كما هو بتعاليمه بروحيته بأخلاقه بمواقفه، ثم كان ذلك الذي يقول وهو على فراش الشهادة في آخر لحظات الحياة الدنيا (ما فاجأني من الموت واردٌ كرهته ولا طالعٌ أنكرته) فأنا ما تفاجأت بالموت ولا كرهت مجيئه لأنه كان مطمئنًا إلى مستقبله عند الله (وما كنت إلا كقاربٍ ورد، وطالبٍ وجد وما عند الله خيرٌ وأبقى) اطمئنان لضميره وقلبه إلى مستقبله العظيم عند الله -سبحانه وتعالى- وهكذا كان متميزًا متطلعًا لما عند الله لا يأبه بالموت أبدًا وهو الذي قال: (والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل الرضيع بثدي أمه) ربما لا يساوي هذا الأنس أنس الطفل الرضيع بثدي أمه لكن علياً كان آنس بالموت؛ لأنه يرى في الموت نقله إلى ما عند الله وهو دائمًا يتطلع إلى ما عند الله هذا قليلٌ قليل، أقل القليل مما يمكن أن نقوله عن علي فهو مدرسة متكاملة نعرف من خلالها ونرى من خلالها الإسلام بكل كماله الإسلام بكل جماله الإسلام بحقيقة مبادئه الإسلام بعظم أخلاقه الإيمان بجلاله وجماله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- 1433هـ