مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في هذا درس مهم وكبير جدًّا، هذا الغضب من الله، وهذا الوعيد بجهنم من الله هو لمن هو مؤمن، يعني: من الذين آمنوا، ينتسب للإيمان، وقد تحرك مجاهداً، وقد نزل إلى ميدان المعركة، لكنه انهزم، فكيف بالذي يعارض الجهاد أصلاً؟! كيف بالذي يثبط عن التصدي لأعداء الله، وهم في عملياتهم الهجومية التي يسعون فيها للسيطرة على الأمة؟! كيف بمن يعمل لخدمة أعداء الأمة؟! كيف بمن يقاتل في صف أعداء الأمة؟! هو في وضع خطير، كيف غضب الله عليه!.

 

عندما نتأمل في هذه الآية المباركة، وهذا الوعيد شمل حتى المعاصرين للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، بل أنهم أول من خاطبهم الله بهذا، الصحابة الذين في عصره أول من خاطبهم الله بهذا، وتوعدهم بهذا، ثم يتلوهم بقية الأمة، بقية الذين آمنوا إلى آخر أيام الدنيا، لا يجوز أبداً أن يتحرك المؤمنون في موقف الحق بنفسية مهزوزة، بمعنويات ضعيفة بتردد، بتذبذب، لا بدَّ أن تكون الانطلاقة أصلاً انطلاقة جادة، انطلاقة قوية، يحصل الإنسان على هذا من خلال الإيمان، الإيمان الذي يساعدك وأنت تنطلق، ويساعدك في الميدان وأنت تلتجئ إلى الله، فيمدك بالسكينة، فيربط على قلبك، هذا أمرٌ مهمٌ جدًّا.

 

الهزيمة مسألة خطيرة جدًّا؛ لأنها تمكِّن العدو، تقدم صورة مشوهة عن الدين، عن الإسلام، عن الحق، وفي نفس الوقت تساعد العدو، الهزيمة تمثل عاملاً مساعداً ومساهمةً تساعد العدو على التمكن من السيطرة على الأمة، وتساعد أيضاً العدو في أن يرتكب الجرائم بحق الناس، تساعد العدو عندما يتمكن أن يمارس ما يمارسه من: ظلم، وفساد، ومنكر، وباطل... فالهزيمة دعم ومساهمة لصالح الباطل، المنهزمون هم ليسوا فقط ارتكبوا جرماً في حدود فعلتهم التي شوهوا بها الدين وشوهوا بها الحق، ولكنهم قدموا أيضاً مساهمة دعموا بها الأعداء، فكأنهم مكنوا الأعداء، وكأنهم أعانوهم، وكأنهم ساهموا معهم ومكنوهم، فهي خطيرة جدًّا، عقوبتها غضب من الله -سبحانه وتعالى- في الدنيا يترتب عليه الكثير من الأشياء، ثم المأوى جهنم وبئس المصير، والعياذ بالله.

 

كما قلنا المسألة خطيرة جدًّا، والاستثناء فيها لحالتين: {إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ}، عندما تكون حركته القتالية فيها كر وفر، أو فيها انتقال من مكان إلى آخر ضمن تكتيك عسكري، واستراتيجية عسكرية، وخطة عسكرية يتحرك على ضوئها، فما كان ضمن الحركة القتالية والأداء القتالي، ليس للهروب، ليس للعزوف عن المواصلة في القتال، فهذا له استثناؤه.

 

وما كان أيضاً تحيزاً إلى فئة، عندما مثلاً: يستشهد رفاقك في المعركة، وبقيت أنت تريد أن تنتقل إلى فئة أخرى من المؤمنين لتواصل مشوارك معهم، أو كذلك في إطار جبهة معينة، أو موقع معين لم يبق إلا البعض الذين لم يصبح لوجودهم في ذلك الميدان، أو في ذلك الجهة أي تأثير في صد العدو، فأرادوا أن ينتقلوا إلى جانب اخوتهم المؤمنين؛ ليواصلوا مشوارهم، فهذا له استثناؤه: ما كان تحرفاً للقتال، ما كان تحيزاً إلى فئة.

 

أما الهزيمة، أما الهروب، أما العزوف عن القتال فهو من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب التي تسبب لغضب الله، والعقوبة عليها جهنم وبئس المصير، وهذا ما يجب أن يستحضره الإنسان وهو في ميدان المعركة؛ ليثبت، ليستعين بالله، ليحذر حتى لا يتورط في مثل ذنبٍ كهذا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة: 1441هـ 12-05-2020م

يوم الفرقان (3) التعزيزات والمدد الإلـــــهي.. كيف ولمن؟!


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر