مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

التكبر هو يتولد- في كثيرٍ من الحالات، أو في كل حالاته- عن العجب والغرور، الإنسان الذي يعجب بنفسه: إما لوهمٍ، يتوهم نفسه أنه صاحب كمالٍ معين، يعتبر نفسه أنه صاحب كمالٍ معين؛ وبالتالي يصاب بالعجب يعجب بنفسه ويغتر بنفسه، وينظر إلى نفسه بأنه أصبح إما ذكياً، أو عالماً، أو أنه أصبح فاهماً، ويحمل معارف، ويحمل علوماً… أو أي صفات أخرى أعجب بنفسه لأجلها، أي صفات أخرى، تختلف الحالة بحسب فئات الناس ومشاربهم وتوجهاتهم في الحياة، البعض قد يكون مغروراً ومعجباً بنفسه فيما يتعلق بالذكاء والفهم والتفكير والمعرفة، البعض |لا| قد يكون معجباً بنفسه فيما يتعلق بالشجاعة… يعني صفات نفسية معنوية، فالبعض بصفات معنوية ونفسية معينة يعجب بنفسه، والبعض قد يكون سبب العجب بنفسه الواقع الذي يعيشه أنه ثري، أنه يمتلك أموالاً طائلة، سلطة، أو أن له وجاهة، أو أنه يجمع بين الأمرين: ثروة ووجاهة في المجتمع، وقابلية وتأثير في المجتمع، البعض قد يكون لموقع ديني، عالم ديني، شخصية دينية، إمام مسجد، خطيب جامع، ويرى لنفسه الاحترام من الآخرين، التقدير من الآخرين ويشار إليه بالبنان، فيشعر بالعجب تجاه نفسه، ويرتاح لنفسه كثيراً، ويعتبر نفسه إنساناً مهماً وعظيماً، وينشأ عن هذا حالة نفسية سلبية جدًّا، البعض قد يكون لموقعه مثلاً كقائد أمني، أو قائد عسكري… أو أي موقع من مواقع المسؤولية، عادةً ما يكون هؤلاء الناس من لهم مكانة وأهمية في المجتمع، ونفوذ وتأثير في المجتمع، أو قابلية بين أوساط الناس، أو احترام ومكانة، هم الأقرب إلى أن يصابوا بحالة العجب، الأكثر من غيرهم، والأقرب من غيرهم عرضةً لهذا الداء الخطير جدًّا، لهذا المرض الخبيث، ولهذه الحالة السيئة جدًّا.

 

 

 

الله -سبحانه وتعالى- يعلِّمنا في تربيته لنا من واقع توجيهاته وتزكيته لنا أن نستشعر نعمته علينا في كل نعمةٍ من نعمه، في كل مجالٍ من مجالات النعم، وأن ننطلق على أساس قاعدةٍ مهمة هي: التحميد لله -سبحانه وتعالى- نحن أمة نتعلم أن نقول: (الحمد لله)، أن نكون حامدين لله -سبحانه وتعالى- وهذا مبدأٌ عظيمٌ ومهم إذا استوعبناه جيداً يحمينا من حالة العجب والغرور، (الحمد لله): كل خيرٍ، كل ما يحمد عليه، كل ما يمدح عليه من الخير والفضل والكمال فهو من الله ولله -سبحانه وتعالى- نحن كبشر نحن مصدر النقص والعجز والضعف، نحن لا نملك لأنفسنا لا نفعاً ولا ضراً ولا رشداً، ونحن في واقعنا النفسي في واقع العجز، وواقع الوهن، وواقع الضعف، وواقع العدم، كلما نحصل عليه إنما هو نعمةٌ من الله، عطاءٌ من الله، وفضلٌ من الله -سبحانه وتعالى- فالذي يحمد عليه ويثنى عليه به هو الله؛ لأنه صاحب الفضل، أنت من دون الله لا شيء، أنت عاجز، أنت ضعيف، أنت مفلس، إنَّ كل ما يمكن أن تحصل عليه من مواهب أو قدرات، أو ما تحصل عليه أيضاً من صفات حميدة، إنما هي فضلٌ من الله عليك، إنما هي نعمةٌ من الله عليك، إنما كانت من الله نعمةً أنعم بها عليك، فما نحصل عليه على المستوى المعنوي والنفسي والداخلي في الإنسان: ذكاء، فهم، شجاعة، سخاء… أي صفة حميدة، أو أي جانب معنوي يحصل عليه الإنسان في واقعه الداخلي، أو ما تكسبه وتحصل عليه في الواقع من نعمةٍ مادية: كمال، أو نعمة وجاهة وقابلية في أوساط الناس، كل هذا يعتبر نعمةً أنعم الله بها عليك، ويمكن أن يسلبك هذه النعمة وتبقى لا شيء.

 

 

 

فالإنسان المؤمن هو يعترف بالنعمة لله، بالفضل لله عليه؛ وبالتالي مهما حصل عليه من نعم، مهما منحه الله من مواهب، وقدرات، وطاقات، وإبداعات، أو إمكانات مكَّنه بها؛ إنما هو يزداد انشداداً إلى الله، إحساساً في وجدانه ومشاعره بالفضل من الله عليه وبالنعمة عليه، يزداد محبةً لله، يزداد توجهاً نحو الله، اعترافاً بالجميل لصاحب الجميل وهو الله -سبحانه وتعالى- لا يتجه إلى نفسه لتعظم نفسه عنده، وأنه وكأنه هو المصدر الأساس لتلك المواهب، أو لتلك القدرات، أو لتلك الطاقات، أو لتلك الإمكانات التي حصل عليها، لا يحصل هذا أبداً، الإنسان المعجب بنفسه هو ناكرٌ للجميل، هو كافرٌ بالنعمة، هو جاحدٌ للفضل من ذي الفضل وهو الله -سبحانه وتعالى- ولهذا نسي الله، غفل عن الله، تنكَّر لمن أسدى إليه تلك النعم، ومنَّ عليه بها، ونظر وكأنها من ذاته، وكأن المصدر هو هو، وليس الله -سبحانه وتعالى-؛ فعظمت نفسه وكبرت نفسه، وهذه حالة سلبية جدًّا.

 

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}

 

الكبر.. منشؤه ومساوئه وعلاجه

 

 

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية والعشرون مايو 30, 2019م 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر