فهد شاكر أبو رأس
لم يغب الدورُ الأمريكي عن المشهد اليمني ولو للحظةٍ واحدة منذُ بداية العدوان على بلدنا، ولا عن تفاصيل الأنشطة المشبوهة والمُستمرّة لدول العدوان على اليمن وسعيها الحثيث في تكريس النفوذ الأمريكي فيها، والعمل على توطيد دعائم السيطرة الأمريكية على منابع الثروة النفطية اليمنية، وجزرها الاستراتيجية الواقعة داخل دائرة السيادة اليمنية الجغرافية، ومن أبرز الأنشطة المشبوهة لقوى العدوان في اليمن هو النشاط الأخير في محافظة حضرموت، والتي جعلت منها تلك القوى أرضاً خصبة لبذر نواة الاحتلال، ومرتعاً مفتوحاً للوفود العسكرية الأمريكية، وبؤرة لأعمالها القذرة والشيطانية، في ذروة الانقسام التام في صفوف الوكلاء المحليين، وصراع الأجندة الإقليمية والدولية ومشاريعها التخريبية في اليمن.
ذلك النشاط المشبوه الذي تمارسه قوى العدوان في اليمن وخُصُوصاً في محافظة حضرموت لا يمكن أبداً فصله عن المخطّط التآمري الأمريكي لتقسيم اليمن؛ مِن أجلِ السيطرة عليه ونهب ثرواته والعبث بمقدراته، وما مزاعم واشنطن من أنها حريصة على إحلال السلام في اليمن إلا مزاعم متناقضة مع الواقع، وأقوال بعيدة كُـلّ البُعد عن الأفعال، وهي التي لا تنفك أبداً عن دعمها المُستمرّ لمسار الحرب والحصار على اليمن وتسعى في احتلال أراضيه، مع تركيز كبير على منابع الثروة فيه، والجزر الاستراتيجية لديه، ومنها جزيرة ميون التي تسعى الإمارات وأدواتها لاستحداث قواعد عسكرية فيها؛ خدمةً للأجندة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى تعاظم هول المخاطر في البحر الأحمر باستمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن الغذاء والدواء والوقود، وممارسات الاعتداءات المُستمرّة التي تطال الصيادين اليمنيين، وتبطش بكل مظاهر الحياة في مياه اليمن الإقليمية.
إن من نافل القول هو أن اليمنَ يتمتعُ بأهميّة بارزة لدى واشنطن لما لديه من موقعٍ بحريٍ هام، وجزر وموانئ مهمة، ومضيق استراتيجي يعد من أهم الممرات المائية في العالم والمهم لواشنطن بشكلٍ خاص وهي التي تسعى جاهدة لفرض سيطرتها على موارد الطاقة، والتحكم بخطوط الملاحة والتجارة العالمية، عبر التحَرّكات العسكرية المباشرة أَو من خلال التهيئة لتحالفات مشبوهة تضم كيان العدوّ الصهيوني، وبعض الأنظمة العربية العميلة والخائنة.
وفي زحمة المواقف الدولية الغربية منها أَو العربية العميلة، الداعمة للمخطّطات الأمريكية والإسرائيلية، يعيد اليمن ويؤكّـد للعالم وعلى رأسه الأمم المتحدة بأن أمنه واستقراره مرتبط بالأمن والاستقرار الإقليمي، وبالتعاون والشراكة يسهلُ تأمين الممرات بعيدًا عن المزايدات، وبما لا يتعارض مع سلامة وسيادة الجمهورية اليمنية.