الاسم/ الشهيد حمزة مطهر احمد محمد مطهر الكنية : أبو محمد
تاريخ ومحل الميلاد: 1983م – ذمار – المدينة
نشأته: وترعرع الشهيد طفولته التي تميز فيها بشخصيته التي تختلف عن قرناءه من الأطفال فكان يحمل في ملامحه الجدية والرصانة وكأنه شخص بالغ، وكان يحظى بالحب والود من كل الاهل والاقرباء كونه الولد البكر لأبية وللأسرة.
عاش الشهيد في ظل اسرة كبيرة وسط مدينة ذمار في حارة الجامع الكبير وكان يقضي معظم اوقاته في بيت جده السيد العلامة محمد بن عبد الله السوسوة حيث نشأ فتى ذكيا مجتهداً في دراسته، وقد التحق في بداية دراسته بالمعهد العلمي والذي كان هو الأقرب الى محل سكنه وكان غالبا ما يحرز المراتب الأولى في دراسته الابتدائية والاعدادية وكان يحظى بحب ومودة أساتذة وغالبا ما كانوا يعبروا لوالدة عن مدى اعجابهم بأخلاق ابنة حمزة وهدوءه واهتمامه التعليمي وذكاءه الملحوظ.
مسيرته التعليمية
واصل الشهيد مسيرته التعليمية محققاً النجاح المتميز وكان كثير الاهتمام بالاطلاع والمعرفة وغالبا ما كان يرهق ابوية بالأسئلة الكثيرة والمتنوعة فكان يحب ان يعرف كل شيء يشغل باله ويثير فضوله العلمي والمعرفي.
وقد اكمل دراسته الإعدادية بعد ان انتقل من المعهد العلمي الى مدرسة الثورة الإعدادية وكان ينشط في الجانب الرياضي مع زملاءه واخوته في الدراسة الى جانب نجاحاته الدراسية وتميزه في اللغة الإنجليزية بشكل لافت.
حياته الجهادية
كانت هذه المرحلة من حياة الشهيد مليئة بالأحداث والمتغيرات والتي أثرت في حياته وتوجهاته فقد انفتح آنذاك على المجتمع ليكتشف ان ما كان يقرأه في الكتب والمجلات وفي المدرسة عن عظمة وسمو العربي والمسلم وأخلاقه وقيمه ومبادئه مغاير ومعاكس في اغلب الأحيان للواقع ولما يراه ويعايشه، في ذلك الوقت كانت قد بدأت حركة المراكز الصيفية التابعة لا بناء المذهب الزيدي والمعروفة آنذاك "الانوار المحمدية" فكان ان التحق بها ليدرس ويتعرف على مفاهيم جديدة ومعارف فتحت له أبواب الادراك والوعي ، وبعد اكماله للمرحلة الإعدادية انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة عقبة بن نافع واكمل دراسته الثانوية بتفوق ليلتحق بعد ذلك بجامعة ذمار كلية العلوم الإدارية الى ان وصل للسنة الثالثة ثم توقف عن الدراسة بعد ان كان قد حصل على درجة وظيفية في جامعة ذمار وترافق مع تلك المرحلة احداث الصرخة وحروب صعدة والتي كانت قد لفتت انتباه الشهيد واخذت كل جهدة ووقته واهتمامه.
كان الشهيد في تلك الظروف يسعى لان يعرف ويفهم ما وراء تلك الاحداث والتي احاطتها الدولة آنذاك بالتكتم الإعلامي والإرهاب الفكري والأمني ، فكان ان تعرف الشهيد على أحد الاخوة المجاهدين الذي كان احد اساتذته أيام المراكز الصيفية وكان من طلاب الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وهو الأخ "محمد الخوجه – ابووحيد" وكان يتحصل منه على اشرطة لمحاضرات السيد وملازم ايضاً ليجد في ثقافة القرآن ما يبحث عنه وما يشبع فضوله واهتمامه لإخراج الامة من واقعها السيء.
وكانوا يجتمعوا في بيت الشهيد في غرفته الخاصة وبصورة سرية ودون ان يعرف احد ما يقومون به وكانت ذلك أيام الحرب الثالثة والرابعة ، وبدأ الشهيد عمله الجهادي منذ ذلك الوقت فكان ان عرف اخوته بالملازم وحقيقة الحرب والمشروع القرآني الذي جاء به السيد حسين والمسؤولية الدينية علينا كهاشميين وكزيود لمواجهة الطغيان وحمل رسالة الإسلام بصورتها النقية والصافية ، فإنطلق اخوته وكل من كانوا حوله مجاهدين ، وكان له دور بارز في تلك المرحلة في مدينة ذمار والتي غلب على أهلها السكوت والخنوع فكان هو ومعه القليل من المجاهدين هم السباقون في العمل الجهادي فكانوا يعملوا على نشر الثقافة القرآنية وكشف حقيقة الحرب الاجرامية على المسيرة القرآنية آنذاك للمجتمع رغم الاخطار المحدقة وملاحقة أجهزة الامن والاستخبارات لكل الناشطين في المسيرة ، فكان ان كلل هذا العمل بافتتاح مجلس قرآني علنياً لأول مرة في محافظة ذمار في بيت والدة في العام 2009م أيام الحرب السادسة ، ورغم التهديدات والوعيد الذي تلقته الاسرة إلا ان الشهيد بوعيه وبصيرته وبتوفيق من الله واصل فتح المجلس ليكون النواة الأولى التي تحتضن العمل الجهادي في ذمار ليجتمع فيه الناس ويستمعون للدروس والمحاضرات ويقرؤون اخبار الجبهات والانتصارات وبدء العمل الجهادي يأخذ شكلا تنظيميا وتأثيرا ملحوظ حتى نهاية العام 2010م ومع اندلاع الثورة انتقل الشهيد من عمله في مدينة ذمار وكان حينها المشرف العام لذمار لينتقل للعمل في صعدة ليكون مشرف استقبال وتنسيق محافظة ذمار إلا جانب اخية المجاهد ابونجاد الوشلي والذين عملوا على استقبال الوافدين من محافظة ذمار الى صعدة للتعرف على المسيرة القرآنية ومظلومية أبناء صعدة وكان الشهيد يعمل على توعية وتعريف الوافدين بحقيقة الحروب وكان يقوم بتقديم دروس من هدى القرآن وعمل زيارات للوافدين للمناطق المدمرة من اثار الحرب ، وكان لذلك المجهود اثره الكبير في ترسيخ الوعي والهدى لدى جماهير الثورة المباركة.
انتقل بعدها الشهيد في اواخر العام 2011م ليرأس إدارة مؤسسة الامام الهادي الثقافية منذ نشآتها بتوجيه من السيد القائد عبدالملك بدرالدين حفظة الله ، وكانت تمثل نقطة تحول في حياة الشهيد إذ مثل إنشاء المؤسسة وانجاح دورها في تلك الظروف الصعبة تحدياً كبيراً ، إلا ان ثقة الشهيد العالية بالله واستعانته به وتوكله عليه كانت اكبر واستطاع بفضل الله ومعه اخوته المجاهدين العاملين في المؤسسة آنذاك ان يتركوا بصمة واضحة في الساحة الجهادية حيث ولعبت مؤسسة الامام الهادي عليه السلام دور كبير في توفير المواد الثقافية من ملازم وسيديهات واشرطة وذواكر وكتيبات وكذا توفير مايتعلق بالمناسبات من منشورات ومطبوعات ولواصق ولافتات وشعارات والعاب نارية وكل ما له علاقة باحياء ثقافة القرآن في واقع الامة بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة ليصل الهدى لكل شرائح المجتمع ، وكما بادر الشهيد بإبداع وسائل جديدة لتقديم الثقافة القرآنية للامة فعمل على اصدار مجلة ثقافية تصدر في المناسبات الدينية وتحمل المفاهيم القرآنية النقية والسليمة واصدر بذلك اول عدد لمجلة البصيرة في مناسبة المولد النبوي الشريف للعام 1434هـ ، ومن ثم بدء في تنفيذ مجلة خاصة بالفتيان والأطفال وهي مجلة "جهاد" وفي تلك الأجواء من الجهاد والعمل والمثابرة كان الشهيد على موعد من إتمام نصف دينة حيث كان عرسه في نهاية العام 2012م ليرزقه الله بعد عام بمولوده البكر والذي ولد في ليلة مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله لتكتمل بذلك ملامح كنيته ويصبح أبو محمد حقيقة وجهاد ، واستمر في عمله بالمؤسسة وتوسيع عملها الا ان تم نقل عمل المؤسسة الى العاصمة صنعاء تزامنا مع ثورة ال21 من سبتمبر وبذل الشهيد في تحقيق ذلك الجهد الكبير لينتقل عمل المؤسسة الى دائرة أوسع واشمل وكانت البداية بإقامة مهرجان الرسول الأعظم الانشادي للعام 1436هـ وكان للشهيد دور بارز في الارتقاء بدور المؤسسة في الساحة الثقافية التوعوية رغم التحديات والصعوبات التي كان يواجهها.
وبعد فترة وجيزة تم تكليف الشهيد بالعمل ضمن إدارة التقييم والمتابعة بالجانب الثقافي نظراً لخبرته وحنكته الإدارية والتي سخرها الشهيد منذ بداية انطلاقته بالمسيرة وتميز بها ليكمل مشواره الجهادي في هذا العمل الحساس والبالغ الأهمية وكان يقظي كثيرا من وقته متنقلاً في مختلف المحافظات والمديريات برفقة اخية المجاهد أبو حازم ليعملوا على تقييم الاعمال الثقافية ووضع الخطط والإصلاحات وتطوير أداء الجانب الثقافي وتحسين الدور التوعوي والتربوي بالمسيرة ولم يكن ذلك يمنعه من القيام بدورة كأخ وأب ومربي لأخوته فكان دائم المتابعة لأحوالهم وحثهم على الصبر على الجهاد وامدادهم بكل ما يحتاجونه من نصائح وارشادات وتوجيه ، وقد عمل على ايفاد اخية الأصغر إبراهيم والذي كان الأقرب الى قلبه والأكثر تأثرً بشخصيته رغم صغر سنة الى ميدان الجهاد والعمل وأثمر ذلك الدور البارز والصادق الى ان استشهد أخيه إبراهيم في ميدان الجهاد بمديرية خب والشعف بالجوف ليرتقي شهيدا عزيزا ويترك ذلك اثره على حياة اخية أبو محمد وهو يرى ثمرة حياته تتفتح زهرة في بستان العطاء، فظلت تلك الزهرة تعبق برائحة الشهادة طوال حياته .
استشهاده
واستمر الشهيد في عمله الجهادي كان ان تم تكليفه بالنزول الى محافظة الحديدة لإنجاز بعض الاعمال هنالك وذهب الشهيد الى الحديدة واخذ معه زوجته وابناءه الاثنين "محمد وإبراهيم" ليقضي معهم بعض الأيام للاستمتاع بأجواء الحديدة وليعوضهم عن فترات غيابة السابقة في العمل وعن المرحلة التي سينشغل فيها بالعمل ، فقضى معهم أسبوع في مدينة الحديدة كان بمثابة الوداع الأخير لهم ، ليرحل متنقلاً بين مديريات الحديدة في عمله الجهادي ضمن الجبهة الثقافية ولمدة تجاوزت الشهر ورغم اقتراب موعد زواج اخية هاشم وانتظار الجميع له بلهفه كونه الأخ الأكبر ليكون الى جوار اخية في فرحته إلا انه آثر العمل مع الله والتفاعل الصادق مع توجيهات قائد المسيرة فكان يقول لزملائه "المرحلة مرحلة نفير لا يجوز ان نتكاسل او نتثاقل الله يقول لنا انفروا فلا يجوز ان نتثاقل ونتكاسل" واستمر في انجاز مهامه وعمله الجهادي الى ان فاضة روحة الطاهرة الى بارئها وقد وصلت اليه سموم الغدر والحقد البغيض في ظروف غامضة، ليرحل الى الله في جواره وفي ضيافته كريما عزيزا محقاً.
عاش الشهيد بين اهله وجيرانه واخوته المجاهدين واصحابه واقربائه حياة عطاء أعطى فيها كل جهده اعطى فيها اجمل ما يملك ، ما بخل يوماً على احد طلبه او احتاجه فقد كان كريماً جواد يخرج ما في جيبه الا حد الإفلاس ، كان خفيفاً على الاخرين فلا يحب ان يكون في مقام يتسبب فيه لأحد بالحرج او التعب ، كان في اهله بمثابة الاب والمربي والمعلم الذي يتسع صدره للجميع وفي وجوده تتلاشى الإشكالات والمتاعب ، ما عرفه احد إلا وترك في داخله أثر إيجابي وكان يقدم الصورة الناصعة المشرقة عن المسيرة القرآنية في اخلاقه ووعيه ونشاطه ومثابرته.
لم يكن يفكر إلا في العطاء فيما يعطيه لأمته لدينه لشعبه لله وللمستضعفين فبادله الله العطاء بالعطاء وأكرمه بالشهادة وتقبل منه البيع ورضي عنه وأرضاه
فهنيئاً لك الشهادة يا حمزة العطاء هنيئاً لك الفوز برضوان الله هنيئاً لك القرب من الله مع اوليائه من الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا....
والسلام عليك يوم ولدت ويوم جاهدت وأعطيت ويوم استشهدت وارتقيت ويوم تبعث حياً ..