مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وعندما نأتي إلى مجال العمل في سبيل الله، كم فيه من أعمال ذات طابع مادي، يعني مثلاً: تشتغل في أي مجال: في التصنيع، تشتغل في أعمال في الإنشاءات... تشتغل في أي مجال من مجالات العمل، أعمال هندسية، أو أعمال فيها ما يحتاج إلى أن تركز على الإتقان، وليس التلفيق والعشوائية، عندما نأتي الآن إلى كل مجال من مجالات الحياة: أنت تعمل في البناء، عليك أن تتقن عملك، أن تحذر من التلفيق، أن تشتغل وفق الطريقة الصحيحة الهندسية، التي تجعل من هذا البناء بناءً محكماً ومتقناً، ومصمماً تصميماً صحيحاً، وبطريقة صحيحة، أنت تشتغل في مجال الهندسة، أو الكهرباء... أو في أي مجال من المجالات، الإتقان يجب أن يعود كثقافة عامة في أدائنا العملي في كل ما نعمله، مع ملاحظة المطابقة مع المشروع، أن نركز على الإتقان، إذا عاد الإتقان هذا كثقافة عامة، وفهمنا أنه، مقصودٌ في الدين والتعليمات الدينية، وأن الله يحب منا ذلك، (إن الله) كما في الحديث النبوي الشريف (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، هذا سيحقق لنا نجاحات كبيرة في حياتنا، وفوائد كبيرة في حياتنا، للأسف الشديد تدنى واقع المسلمين في هذا الجانب: في إتقان الأعمال إلى حد رهيب جدًّا، وتفوقت عليهم أمم أخرى لا تمتلك هذا المفهوم كمفهوم ديني في ثقافتها؛ وإنما هم بدافع النجاح، بدافع الحرص على تحقيق المكاسب الكبيرة يدركون هذه القيمة كقيمة عملية، العمل له قيم، ويدركون أن هذه القيم تضمن النجاح في العمل، ويكفي هذا عندهم في أن يهتموا به على مستوى كبير، وأن يُجِدّوا فيه إلى مستوى كبير، ونحن المسلمين من لدينا هذه القيم كقيم دينية أيضاً، وهي قيم عملية تضمن النجاح، نفرط فيها؛ ثم تسود حالة التلفيق وحالة العشوائية في الكثير من أعمالنا، وتطغى على كل واقع حياتنا إلى نحوٍ عجيب.

 

عندما تأتي إلى موضوع- أشرنا عنه في الدروس في العام الماضي- وهو موضوع التخطيط الحضري، كيف ينتشر الناس في المناطق في عملية العمران والبناء بطريقة غير مخططة، ولا متقنة، ولا منظمة، ولها مشاكل مستقبلية كثيرة، كيف يشتغلون في كثيرٍ من البناء، ويحصلون على الرخص، وأحياناً من الجانب الرسمي والحكومي، بمجرد دفع الرسوم على الرخصة، المطلوب لدى الموظف والمسؤول هو الحصول على الرسوم التي سيأخذها مقابل الترخيص، وليس التدقيق في العمل نفسه: هل هو وفقاً للمواصفات الصحيحة، ومتقن...الخ. أم لا؟ غابت ثقافة الإتقان عن الأعمال، وأصبحت الحالة حالة عشوائية وحالة تلفيق في كثيرٍ من الأعمال، وهذا أثَّر على واقع حياتنا كمسلمين، وكما قلت تفوقت علينا أمم أخرى تطلع منتجاتها متقنة، أعمالها متقنة، حتى ترتيباتها العملية متقنة وهي تستهدفنا كمسلمين، تحرص على أن تكون دقيقة في أعمالها، ومتقنة في أعمالها، وتشتغل وفق خطط معينة، وتشتغل لتنفيذها بدقة.

 

فتركيزنا في عملنا الصالح على الإتقان، على الدقة، على الإحكام، مطلوبٌ منَّا، وينطبق مع نفس المفهوم، وأن يكون سليماً هذا العمل من المفسدات، لا تشوبه شوائب على المستوى الأخلاقي والسلوكي تفسده، ولا تشوبه في نفسه (العمل) شوائب تفسده، قد تعمل عملاً معيناً، لكنك لا تتقنه، وتشوبه شوائب تفسد هذا العمل عليك، وقد تتحرك في أعمال مهمة على المستوى الأمني، أو على المستوى العسكري... أو على أي مستوى في هذه الحياة، أو في الجانب الاقتصادي، ولكنك تقرن عملك هذا بأعمال أخرى تفسد عليك هذا العمل، إما تفسده بشكلٍ مباشر فلا تنجح فيه نفسه، لا يتحقق منه الهدف نفسه، تريد أن تحقق الأمن، لا يتحقق الأمن، بل تثير مشاكل إضافية، أو تريد أن تحقق النصر، لا تحقق النصر، عمل فاشل يترتب عليه إخفاق عسكري، أو على المستوى الاقتصادي تريد أن تحقق نتيجة معينة، يتحقق العكس من ذلك، أو تعمل عملاً آخر لو لم يتجه مباشرة إلى نفس العمل، لكنه أفسد عليك من جانبٍ آخر، التزاماتك الأخرى، انضباطك الإيماني والسلوكي والأخلاقي، فجعل ذلك العمل لا قيمة له عند الله، ولا فضل فيه، ولا أجر عليه، وتكون خسارتك كبيرة، ثم تترك تلك الأشياء الأخرى تأثيراتها السلبية فيما يصل- في نهاية المطاف- حتى إلى ذلك المجال، فلا بدًّ من العمل الصالح، لابد من العمل الصالح، وهو ثمرة الإيمان الصادق، والإيمان بمفهومه القرآني ونتيجته المطلوبة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية العاشرة 1441هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر